كيف نخرج قيمة الكذب من اطفالنا؟

السؤال

السؤال:

كيف نخرج قيمة الكذب من أطفالنا وهم يرون الكبار يفعلون ذلك ؟اظن ان هذه مأساة كبير 

د/منى البصيلى

الاجابه :
إذا كان الكبار لا يستطيعون إخراج هذه القيمة من أنفسهم رغم كل ما يعلمونه عن عقاب وموبقات الكذب فبالتالي لا يمكنهم أن يربوا أطفالهم على الصدق لان أطفالنا يسمعون 40% فقط تقريبا من نصائحنا وتوجيهاتنا لهم وربما ينفذون نصف ما يسمعونه فقط بينما هم بارعون في تقليدنا تماما في كل تصرفاتنا ولهذا علينا أن ندرك كآباء وأمهات أن أطفالنا هم مرآتنا فالعصبي لابد أن يكون ابنه عصبي مثله ومن يفقد أعصابه فيقذف بما في يده غضبا سيكون أول المصابين بما يقذفه ابنه ساعة الغضب

والذي يكذب لن يتمكن أبدا أن يعرف متى يصدق ابنه أو يكذب أما إذا كان ما تقصده بسؤالك هو كذب الكبار غير القائمين على تربية الطفل أو غير الوالدين فهذا يمكن شرحه للطفل ببساطه بان كل إنسان يمكن أن يخطئ فليس معنى انه كبير انه لا يخطئ وإلا فكيف نفسر له أخطاء الآخرين عندما يمتنعوا عن ا لصلاة أو يغشوا بضائعهم أو يدخنوا السجائر

لابد أن يعلم الطفل أن الصح هو قيمة بذاته لابد أن نفعلها ثم نبدأ في شرح إلية اكتساب الإنسان لصفة الكذب حيث أن الكذب عادة يصعب التخلص منها وهذا ما يجعلنا نشرح للطفل لماذا نرفض الكذب لان الكاذب يبدأ حياته بكذبة صغيرة فيجدها قد أفادته وساعدته ولم يكتشفها احد فيستمر في ذلك حتى يصبح محترفا للكذب ولا يستطيع التخلص بسهولة من هذه العادة ولا يلتفت أو يدرك أن كل الناس أصبحت تعلم انه كاذب

بينما هو يظن انه يستطيع خداع الجميع ولهذا فالحديث النبي الشريف المعجز في وصف الكذب لا يتحدث عن الكاذب فقط لان كل الناس في أي مرحلة من مراحل حياتهم قد يكذبون بدليل أن الوحيد على مدار عمر البشرية الذي استحق لقب الصادق الأمين هو سيد الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهذا يدل على أن هذه صفة نادرة لم توجد إلا له حيث لم يكذب أبدا في حياته ولكن هناك فرق بين الإنسان الذي قد يكذب ثم ينتهي ويستغفر وبين محترف الكذب

ولهذا نجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لنا (أن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب “بمعنى الاحتراف والحرص على الكذب في كل موقف وعندها فقط يقوده هذا إلى الفجور ثم إلى النار” وكذلك الرجل ليصدق ويتحرى الصدق فان الصدق يهدي إلى البر ويقوده ذلك إلى الجنة) ولذلك فالمنهي عنه بشده هو هذا الاحتراف ولهذا فمطلوب منا أن نعود أنفسنا دائما على الصدق حتى لا نكون ممن يتحرون الكذب كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولهذا فنحن نبرر لأبنائنا بهذا الوصف الدقيق لماذا قد يقع بعض الكبار ضحية لعدم تربيتهم أو تعودهم على الصدق منذ أن كانوا صغارا وهذا الصورة تكون أكثر إقناعا للأطفال جدا من قضية لا تكذب حتى لا تذهب إلى النار هكذا مجردة دون شرح واكبر الخطأ الذي يمكن أن نقع فيه هو أن نحاول أن نبرر لأطفالنا كذب الكبار بأي حجة أو هدف أو مصلحة لان ذلك يستقر في وجدان الطفل على انه في وقت الاضطرار فالكذب مباح وهذا ما نفاه تماما رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأل أيكذب المؤمن قال لا.

بانتظار الحل 0
Corrector Academy 7 سنوات 1 إجابة 2014 مشاهدات

إجابة ( 1 )