ابنتى سميه الثالثه بين أخواتها عمرها 3 سنوات ونصف وماذا حدث؟

السؤال

السؤال: السلام عليكم..بارك الله فيكم وكل عام وأنتم بخير.. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال..
ابنتي سمية هي الثالثة بين إخوتها وعندها 3 سنوات ونصف وحدث موقف معها بالأمس اضطرني لاستشارتكم..فنحن نتبع مع أولادنا سياسة العقوبات غير الضرب، وغالبا كنت أتبع معها كرسي العقاب، ولكن بالأمس رفضت الجلوس عليه مرارا، فوضعتها في الغرفة وطلبت منها عدم الخروج إلا بعد أن تعتذر حيث إنها كانت غاضبة وضربتني، فأصبحت تخرج من الغرفة كلما وضعتها بها فقلت لها إنني سوف أغلق الباب إذا خرجت ثانية..
وقد حصل ولكنها غابت داخل الغرفة ثم طرقتْ الباب فقلت لها “هل أصبحت بنت حلوة؟” فقالت “لا أنا وحشة فقط أريد الحمام” فأدخلتها الحمام وأرجعتها إلى الغرفة ثانية، وطلبت منها أن تخبرني إذا أصبحت مؤدبة فوافقت، ولم أغلق الباب فأغلقته هي وتكرر الأمر إلى أن قالت لي إنني سوف أقرأ القرآن يا ماما ولكني ما زلت “وحشة”، فقلت لها إذا أصبحت حلوة تعالي، فقالت لا سوف أنام، ودخلت عليها بعد فترة وجدتها نائمة.حكيت لوالدها فطلب مني عدم إخبارها في الصباح وتجاهل الأمر، ولكن ماذا أفعل إذا تكرر الأمر، حيث إنها عنيدة جدًّا، ولكن بدون عصبية وتنفذ “اللي في دماغها” هداها الله مهما أظهرت اقتناعها بكلامي معها عن رفضي لطلب لها ثم تقوم لتعمل ما كانت تريد وكأني لم أقل شيئا..أفيدوني جزاكم الله خيرا..

دكتوره / منى البيصلى

الأجابه : لا بد أن تدرك كل الأمهات ومشرفات التربية وكل من يتعامل مع الأطفال أن العقاب هو جزء من التربية هدفه أن يدرك الطفل ما هي أخطاؤه.. وكيف يتعلم منها.. وكيف يقلع عنها.. وكيف يصلح ما أفسده.. وكيف يعتذر عنها.. وهكذا.
فالعقاب ليس مجرد روتين يجب أن يتبع في حالة الخطأ أو وسيلة تنفس بها الأم عن غضبها أو موقف نتخذه أحيانا أمام الناس حتى لا يقولوا إننا لم نحسن تربية أبنائنا.. فأسلوب العقاب الذي نتخذه إما أن نكون متأكدين أن طفلنا سيتعلم منه شيئا وسيضيف لشخصيته بعدا جديدا وإلا فلا داعي له لأنه فقدهدفه الأساسي.. وهو التربية الصحيحة.
ولهذا فعندما يخطئ الطفل لا بد أن يكون هناك سيناريو للعقاب، أي خطوات متبعة لتنفيذ العقاب:
أولا: لا بد أن يفهم الطفل ما هو الخطأ الذي ارتكبه ويقتنع تماما أنه خطأ، فكثيرا ما نجد الطفل يقول عند العقاب أنا لم أخطئ فما دام لم يعرف خطأه فما قيمة العقاب! وكثيرا ما نرى الطفل يسرع بقول أنا آسف حتى يرضينا ونصالحه فإذا سألناه عن ماذا تعتذر يقول ببراءة صادقة “لا أعرف”..
ثانيا: نتفق معه على أنه مستحق للعقاب لأننا أخبرناه من قبل أن هذا التصرف خطأ وهكذا فنحن لا نعاقب أبدا من أول مرة.
ثالثا: نتفق مع الطفل على أسلوب العقاب ونتأكد أنه موافق عليه أو على الأقل مقتنع أنه يستحقه.
رابعا: يفهم الطفل كيف سيمتنع عن تكرار هذا الخطأ ونتفق معه في حالة تكرار الخطأ كيف سيكون العقاب.
خامسا: يتعلم الطفل كيف يصلح ما أفسده كأن ينظف المكان الذي سبب اتساخه أو يعتذر لمن أغضبه من الكبار أو الصغار أو يشتري من مصروفه بديلا عما كسره، وهكذا.
وأخيرا: نحدد معه مدة العقاب وكيف يعتذر بعدها وهي في جميع الأحوال لا تزيد أبدا عن 10 دقائق في حالة الإبعاد أو كرسي العقاب، أو نصف ساعة في حالة الخصام أو الحرمان من لعبة أو التلفزيون أو الكمبيوتر، أو يوم واحد فقط في حالة الحرمان من الحلويات أو المصروف.. وحتى لا يفقد العقاب أثره يجب ألا نسرف فيه على كل خطأ مهما صغر أو كبر أو كان تصرفا عفويا غير مقصود، وكذلك يجب ألا ينفذ بعنف أو قسوة ويجب ألا تصاحبه إهانة أو تجريح.
ومن أكثر الإيجابيات والفوائد في أسلوب العقاب بالإبعاد أو بكرسي العقاب أنهما وسائل هادئة بعيدة عن العصبية والصراخ.. بل تتيح لنا الفرصة للتناقش بهدوء مع أبنائنا حول أخطائهم وتتيح للطفل أن يتعلم من خطئه وتقلل من عناد الطفل.
من الواضح أن سمية هذه المرة كانت في حالة مزاجية معتلة أو أنها ملت من كثرة تكرار العقاب أو أنها لا تشعر أنها أخطأت أو أي سبب آخر.. المهم أن رد فعلك بالإصرار على نفس الأمر طوال النهار بل إنك تريدين استكمال “الماتش” لليوم التالي مع طفلة صغيرة عمرها 3 سنوات فقط سيؤدي بالتأكيد إلى إصرارها على العناد وربما تفشل معها هذه الوسائل بعد ذلك.
* أولا: لا تسرفي في عقابها على كل صغيرة وكبيرة حتى لا تمل واكتفي بالعقاب عند تكرار الخطأ أكثر من مرة بطريقة مقصودة.
* ثانيا: تجاوزي عن الأخطاء العفوية غير المقصودة خاصة أن سنها صغير جدا.
* ثالثًا: لا تعاقبي أبدا على الخطأ من أول مرة ولا بد أن تعلمي أن تكرار الأطفال لأخطائهم برغم العقاب والتنبيهات المستمرة هو أمر طبيعي جدا ليس معناه فشل أسلوب العقاب ولكنهم فقط أطفال وتحكمهم في تصرفاتهم وسلوكياتهم ما زال ضعيفا.
* رابعًا: اتبعي سيناريو العقاب الذي ذكرناه.
* خامسًا لا تدخلي معها دائرة العند فتزداد إصرارا وعنادا وتصرين أنت على موقفك فهذه هي أولى دروس العند التي تعلمينها لابنتك أي بالمثل المصري الدارج (لا تساوي عقلك بعقلها) فإذا بدأت ترفض إطاعة الأوامر عليك فقط إبلاغها أنها أخطأت وأنها المفروض أن تنفذ ما تم الاتفاق عليه وأنها إن لم تفعل ذلك ستخاصمينها أو تحرمينها من الحلوى ثم تقومين وتنصرفين من أمامها وتتركيها تأخذ القرار.. إن أطاعت شجعيها وإذا أصرت على العند نفذي الخصام أو الحرمان بكل هدوء.
* سادسًا: لا تصري كل مرة على الاعتذار المسموع بأنني آسفة أو أنني صرت شاطرة، فالأطفال بطبعهم سريعو الملل ويكفي جدا أنها فهمت خطأها ونفذت العقاب.
* سابعًا: لا تعاقبيها أبدا أمام أحد مهما كان ولا حتى إخوتها فعقاب الطفل أمام الناس يصيبه بالحرج والإحباط.
وأخيرا: في كل مرة عندما تفهم خطأها وتنفذ العقاب عليك تشجيعها وأخذها في حضنك وإخبارها أنها طفلة ممتازة؛ لأنها فقهت خطأها واعتذرت عنه، ولا مانع من مكافأتها أحيانا على ذلك وذكر محاسنها أمام الوالد والأهل وهي موجودة؛ لتتعلم أن هذا هو السلوك الذي يجعلها محبوبة من الجميع.

بانتظار الحل 0
admn2 7 سنوات 1 إجابة 2755 مشاهدات

إجابة ( 1 )