ابنى عنيد وعنده نشاط زائد

السؤال

السؤال:

انا أم لطفلين؛ كنان عمره سنتان و7 أشهر، والثاني 5 أشهرمشكلتي أن ابني الكبير عنيد وعنده نشاط زائد، ففكرت أن أدخله الروضة إن كان يسمح لعمره؛ فهل هذا العمر مناسب؟
كما أني تعتريني مخاوف من انفصالي عنه، فتارة أخاف عليه من الضياع وتارة من أن يصاب بأذى، فكرت بالمدارس العالمية، لكن قالوا لي إنهم لا يهتمون باللغة العربية، فما صحة ذلك؟
سؤالي الآخر هو: أنني أرغب بتعليمه بعض المفردات باللغة الأجنبية لكن عندما أفعل كنت أقول له: هذه “كات”. فيقول لي: “لا، هذه قطة”! فكيف أشرح له هذا الاختلاف وكيف سيعرف؟

د/ منى البصيلى 

الاجابه :

يا سيدتي..
الروضة هي خطوة نلجأ إليها في الوقت المناسب للطفل، ليتعلم منها التفاعل مع المجتمع والناس خارج البيت، ولتنمو لديه مهارات التفاعل والتواصل الاجتماعي، والتعامل مع الأطفال الآخرين، فلا يكون أنانيا أو انطوائيا، ولكن ليتعلم أن العالم به أطفال آخرون، ولديهم حقوق في أن يلعبوا ويمرحوا ويستمتعوا مثله، وأن هناك حقوقا للآخرين، وأنه ليس مركز الكون.
بالإضافة إلى اكتسابه بعض الخبرات في حل مشاكله بنفسه والتعبير عن نفسه والمطالبة بحقه.. كذلك يبدأ أولى تجارب التعلم واكتساب المعلومات والتمهيد لمرحلة المدرسة، والتعامل مع المعلمة وإطاعة الأوامر، وهكذا نجد أن الروضة لها دور تربوي مهم جدا في حياة الطفل، فتسأله ماذا فعلت اليوم، ويحكي لك عن التفاصيل فتشجعيه وتعلميه الصواب والخطأ، وتفهميه كيف يتعامل وتساعديه على الاستفادة من الجديد الذي تتيحه له الروضة.
فإذا كانت العلاقة بين الطفل وأمه متوترة بسبب شقاوة الطفل، وكان ذهابه للروضة بهدف التخلص من بعض مشاكله، وكانت سن الطفل لا تزال صغيرة، فلن تكون الروضة مفيدة.
إن سن كنان صغيرة بعض الشيء على الروضة، فنحن دائما نفضل السن التي يستطيع فيه الطفل فهم المتغيرات التي تجري حوله، ويستطيع أن يحكي لوالدته عما فعله في الروضة للتفاعل معه بشكل إيجابي، ونرى أن سن 3 سنوات إلى 3 ونصف هي السن المناسبة.
ومن المهم جدا قبل ذلك أن تكوني قد وجدت أنت في بيتك طريقة مناسبة وصحيحة للتعامل مع مشاكل كنان قبل ذهابه للروضة، فنحن لا نتخلص من مشاكل أبنائنا بإرسالهم للروضة.
ويجب أن تعلمي أن كنان طفل في سن اللعب والجري والنشاط، وحكمنا أن هذا النشاط زائد هو حكم ارتجالي من منطلق إرهاقنا من التعامل معه وليس تشخيصا مرضيا.
أما العناد فهذه هي السن الطبيعية له، وعلى الأم أن تستوعب الطفل في هذه السن وأن تستوعب طاقته وتتفاعل معه، وألا تدخل معه في دائرة العند، بل عليها أن تضع له قواعد وتكون حازمة معه في تنفيذها مع مراعاة أنه طفل صغير، وكذلك عليها عدم اللجوء للضرب أو الصراخ في وجه الطفل؛ فهذا يزيد من عناده، بل عليها دائما التفاهم معه وإفهامه خطأه بهدوء وعقابه بالخصام أو بالحرمان مما يحب، أو باستخدام كرسي العقاب وغيره من الوسائل التربوية الهادئة.
ولا تكوني متشددة معه في كل تصرفاته، بل “فوتي له”، فهو لا يزال صغيرا جدا ومن حقه أن يلعب ويجري ويقفز ويخطئ ويكرر خطأه، وحاولي أن تكوني صديقة له، والعبي معه وغني له واقضي معه ومع أخيه أجمل الأوقات، وعندها ستقل كثيرا مشاكله.
اسألي من حولك عن تجربتهم مع المدارس العالمية، فهم أفضل مصادر المعلومات، فليس كل أنواع المدارس العالمية تهمل اللغة العربية ويمكنك تعويض ذلك في البيت.
لا داعي أبدًا لتعليم طفلك مفردات اللغة الإنجليزية في سن صغيرة كهذه، فهذا يحدث اضطرابا شديدا لديه، فهو لا يزال يكون قاموسه اللغوي العربي، ولا يزال يتعرف على الأسماء والمعاني العربية، فكيف يمكنه حفظ اسمين لكل شيء؛ اسمه بالعربية والإنجليزية في نفس الوقت؟ كما أن هذا يسبب له اضطرابا في مركز اللغة بالمخ، ومن أشهر أسباب صعوبات التعلم هو إدخال لغة أجنبية للطفل في سن تكوين الكلام عنده، وفي كل دول العالم لا يعلمون الطفل لغة غير لغتهم الأم قبل المرحلة الإعدادية “المتوسطة” فاتركي مهمة اللغة للمدرسة، فليس وقتها الآن

بانتظار الحل 0
Corrector Academy 7 سنوات 1 إجابة 2098 مشاهدات

إجابة ( 1 )