أبنى سنه ونصف وكيفيه التعامل معه؟

السؤال

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ابني يبلغ من العمر سنة ونصفًا، وأريد أن أسأل عدة أسئلة جزاكم الله خيرًا.
كيف أتعامل معه إذا أخطأ في شيء وأردت تقويمه في هذا الشيء، كأن يلقي بالطعام من فمه على الأرض مثلاً دون ضغط مني عليه للأكل؟.
ابني لا يستجيب للزجر ويسكب الماء أو العصير على الأرض.. ماذا أفعل حين أريد تعويده على شيء أو كفه عن آخر؟.
كيف أدربه على التبول والتبرز مع أنه تعود على التبرز في الحمام، ولكن لظروف السفر نسي ذلك وأصبح لا يعطي أي إشارة تدل على أنه يريد ذلك، فما هي الخطوات التي أسلكها لتعليمه التبول اللاإرادي مرة أخرى؟.
نظرًا لأننا في غربة وهو لا يرى أمامه إلا أنا وأبيه أغلب الوقت أجده حين يرى أطفالاً لا يستطيع الاندماج معهم، بل ينزعج من الضوضاء فكيف أتعامل معه حتى لا يكون انطوائيًّا أو أنانيًّا، وجزاكم الله خيرًا.

دكتورة / منى البيصلى

الاجابه:كثيرًا ما نتصور أن الطفل الرضيع في عامه الأول لا يستطيع أن يفهم رسالة الرفض أو الزجر أو الغضب من الأم؛ ولهذا فبعض الأمهات تتأخر كثيرًا في صياغة لغة للتفاهم بينها وبين طفلها من الصغر على ما توافق عليه الأم وما ترفضه، وكيف يفهم الطفل ذلك بينما البعض الآخر يتصور أن الطفل لن يفهم إلا إذا صرخت فيه الأم أو حتى ضربته ليفهم أن تصرفه هذا خطأ.
والواقع أن حدود فهم الطفل وإدراكه وإمكانياته في استيعاب انفعالات وتعبيرات وجه الآخرين ونبرات صوتهم أكبر وأوسع كثيرًا مما نتخيل، فالطفل يفهم جيدًا متى تكون أمه غاضبة ومتى تكون سعيدة، ومتى تكون متوترة ومتى تكون رافضة لما يفعله؛ ولهذا نجد الطفل حتى قبل أن يتم عامه الأول إذا أراد أن يفعل خطأ ما يعلم أنه مرفوض مثل وضع يده في الكهرباء مثلاً نجده

ينظر إلى الأم ويتحين فرصة انشغالها ليفعل ذلك، وكذلك عندما تكون الأم غاضبة أو عصبية نجد الطفل يسكت وينظر إليها بحذر ينتظر رد فعلها؛ فالطفل يفهم جيدًا رسالة الرضا ورسالة الرفض أو الغضب من الأم.
المشكلة في قدرة الأم على الاستفادة من هذا الفهم لدى الطفل في إيجاد صيغة للتفاهم بينهما حول ما هو مقبول وما هو مرفوض، فمثلاً في حالة إلقاء الطفل للطعام من فمه أو سكب العصير على الأرض، على الأم في البداية أن تظهر للطفل الغضب والرفض فلا تبتسم له وتصدر له صوتًا تحذيريًّا، مع إشارة من أصبعها بأن هذا خطأ ومرفوض، فإذا استمر الطفل في تصرفاته وبدأ يعاند ويفعل ذلك عامدًا، على الأم أن تقوم وترفع الطعام من أمامه حتى ولو لم يكن قد أكمل غذاءه بعد، أو تحمل كوب العصير بعيدًا وتخبره بأنها غاضبة منه وأنها تخاصمه ولن تكلمه وتبتعد عنه فعلاً وعلى وجهها علامات الغضب، وترفض أن تتحدث إليه لمدة 10 دقائق مثلاً، ثم تأخذ الطفل من يده وتجعله يساعدها في مسح الأرض وإزالة أثر ما فعله. وعندما يستجيب لها ويساعدها تصالحه وتقبله وتفهمه أنه هكذا يكون ولدًا متميزًا وممتازًا، وكلما كرر الأخطاء تكرر نفس السيناريو: الرفض، الغضب، المخاصمة قليلاً، إصلاح ما أفسده، المصالحة مع الاتفاق على عدم تكرار الخطأ.
وثقي تمامًا أن الطفل يفهم كل ذلك ويستوعبه وينمي عنده حس التفريق بين الخطأ والصواب، والقدرة على التحكم في النفس، ومحاولة عدم تكرار الخطأ، وهذه أولى دروس الانضباط.
وانتبهي.. كل ذلك يجب أن يتم دون أي عصبية أو صوت عالٍ أو تهديد بالضرب.
أما بالنسبة للتعويد على التحكم في التبول والتبرز فالأمر ببساطة هو إعادة نفس الخطوات ونفس الأسلوب الذي اتخذ من قبل ونجح في المرة الأولى، والإكثار من أسلوب المكافآت والتشجيع والصبر وعدم الانقطاع ثانية حتى يتحكم في نفسه مرة أخرى.

بانتظار الحل 0
admn2 7 سنوات 1 إجابة 2267 مشاهدات

إجابة ( 1 )