الأمتنان ..

ما هي قوة الامتنان؟ كيف تغير معتقداتك السلبية لتصبح سعيداً وتكون ناجحاً؟ ولماذا يُعد الامتنان من أعظم الفضائل؟ إليك أسرار الامتنان والتغيير نحو الأفضل

الامتنان مع الماضي

هناك مفهوم يُستخدم في تعليم رواد الأعمال ويُسمى (The Gap and the Gain)، بمعنى الفجوة والمكسب؛ معظم الناس لا يرون إلا الفجوة (النصف الفارغ من الكوب)، بل حرفياً يعيشون في الفجوة، ويندمون على ما لا يفعلونه أكثر من ندمهم على ما فعلوه! مثلاً تنزعج الزوجة من نسيان زوجها بعض أغراض البقالة، ولا تنظر بعين الشكر للوردة، التي أحضرها لها في طريقه، بل ربما تلومه بأنه انتبه لأشياء تافهة ونسي المهم! ثم أن معظم الناس.. عندما ينظرون إلى ماضيهم، صحيح أنهم قد يعيشون الذكريات الجميلة، لكنهم غالباً ما يتذكرون الفجوات فقط، كما يتذكرون أين بالضبط لم تسر الأمور كما ينبغي، أو كيف لم يبذل أهلهم أو شركائهم جهوداً إضافية لتحقيق ما أرادوه، إن هذه الطريقة في التفكير؛ غير عادلة للأطراف الآخرين في حياتك ومتعبة جداً لك أيضاً، فمن السهل جداً أن تعيش ثغرة في العلاقات، حيث كل ما تراه هو المكان، الذي لا يكون فيه الشخص الآخر على قدم المساواة مع ما ترغب به، ويُجبر عقلك على التفكير في أن الأمور لا يمكن أن تتغير، وهذه هي الطريقة التي تطور بها عقلية ثابتة بشكل سلبي، بالتالي أغلب ماضييك.. في الفجوة! فأين يأتي دور الامتنان هنا:

  • يتيح لك الامتنان إعادة تذكر ماضيك بالتركيز الكامل على المكسب، وعندما تعيد صياغة ماضيك، لن تكون ضحية لهذا الماضي مرة أخرى أبداً.

  • لا داعي لأن يكون ماضيك سبباً في كونك ضحية، بينما يمكن أن يكون أمراً يلهمك باستمرار ويدفعك إلى الأمام.

  • من خلال الامتنان أنت لا تقلل من أهمية ما حدث معك في الماضي، وقد يكون تجربة مروّعة هزت كيانك وغيرت مجرى حياتك.. فعانيت وكافحت، لكن لا تتجاهل التأثير العاطفي لهذا الماضي على حياتك، كن موضوعياً لأنه ذهب إلى غير رجعة، وأنت مصمم هذا الماضي، حيث يمكنك أن تقرر كيفية سرده والنظر إليه، مثلاً في أي موقف تتعرض فيه للفشل مثل الانتقال من بلد إلى بلد، ثم اكتشاف أنه عليك البدء من الصفر بعد أن كان لك منصب ودخل جيد.. الخ، فبعد مضي هذه المرحلة الجديدة من حياتك؛ عليك أن تختار تذكر المكسب (تغيير مسار حياتك)، وليس الفجوة (البدء من الصفر مجدداً)، اختر كيف تتذكر التجربة.

  • ماضيك هو ما تنسب إليه المعنى، بحيث يمكنك تذكر المكاسب كما أسلفنا، أو يمكنك تذكر الألم، ونمو ما بعد الصدمة هو عكس اضطراب ما بعد الصدمة بمعنى “الضربة التي لا تقتلك تجعلك أقوى”، بحيث أنه مهما كانت تجارب الماضي سلبية.. فإنها مع الامتنان تصبح أفضل.

غيّر مستقبلك الآن بالامتنان

بعد أن أصبحت مصمم ذكرياتك الماضية، كذلك تجربتك الحالية؛ كيف لك أن تصنع مستقبلك من خلال الامتنان؟ وفي حين يتم تعريف معظم الناس من خلال تجارب الماضي؛ يتم تعريف الأشخاص الناجحين من خلال تجاربهم مستقبلاً! كيف يحدث ذلك؟ لديك بعض التساؤلات المهمة:

  1. ما هي الخبرات التي تريد أن تحصل عليها؟

  2. ما هي الأحداث التي تخص مستقبلك؛ وتريد أن ترى حدوثها؟

  3. هل تعيش حياتك الآن، كما لو كانت تلك الأحداث ستتحقق بالتأكيد؟

  4. هل تعيش حياتك الآن، لتخلق هذه الخبرات بوعي؟

  5. هل لديك سلام مع فكرة؛ أن أحلامك سوف تتحقق؟

إذا لم تكن إجاباتك نعم حقيقية وأكيدة؛ من المحتمل ألا تنجح، لأن حالتك العاطفية السلبية تمنعك عن الأشياء التي تريدها، وهي أمر أساسي.. لما ستخلقه في حياتك ومستقبلك، فإذا كنت في مكان تتمتع فيه بالقبول والسلام والثقة المطلقة؛ ستتمكن حتماً من التغلب على التحديات التي تواجه أحلامك.
كل يوم من حياتك.. هو تجربة امتنان كامل للنجاح في مستقبلك، ثم تفعل ما عليك فعله هنا والآن، وكل صباح.. تأمل وتصور (عقلياً وعاطفياً) حياتك، حيث أن كل ما ترغب في تجربته وتجسيده، هو امتنان كامل لمستقبلك، وهو يعزز إيمانك بنفسك وقدراتك، كما يتيح لك معرفة أنك ستنجح؛ قبل وقت طويل من نجاحك!

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟