نصايح التشتت

قلة التركيز وتشتت الانتباه مشكلة يومية يمكن أن تسيطر على حياتك الدراسية أو المهنية؛ لا سيما في ظل التطور التكنولوجي المتسارع وتعدد مصادر الخبر والمعلومات وانفتاح العالم ككل، فكيف تسيطر على عوامل الإلهاء من حولك؟ 

التشتت والإلهاء ليس دوماً عدواً! 
يذكرنا المعلمون والباحثون والخبراء في مختلف المجالات؛ بعدم قدرتنا على التركيز، حيث يبدو أن التكنولوجيا تساهم في تراجع وتآكل الذاكرة البشرية، أو ربما خلق ضرر لا يمكن إصلاحه لأداء الدماغ، كذلك تقليص قدراتنا على القيام بعمل عميق ودقيق.. فإما أن تكون مركّزاً أو أنك تهدر وقتك.
هكذا يصور الكثيرون التشتت والإلهاء كوباء مدمر للبشرية، وعل كل حال فإن اهتمامنا المتناقص والتشتت الذي نعيشه ليس شيئاً جديداً في ظل التطور التكنولوجي، وما فعلته أجيال قبلنا؛ عندما دخلت الطباعة أو الراديو أو التلفزيون الفترات التي عاشوها، تجعلك تتوقف عن رؤية التشتت عدواً لك!
ما تتعرض له من تشتت لا يمكن أن يكون سلبي أو إيجابي، لكن هناك مجموعة متنوعة من العوامل، التي تؤثر على حياتك كفرد وعلى إنتاجيتك في العمل؛ من تفاعلات معقدة بين ما هو مطلوب إنجازه وطبيعة المهمة الأساسية التي تقوم بها ومدى ارتباط التشتت بها، هذا ما بينته دراسة نقدية حول تأثير التشتيت على الذاكرة والإدراك (الأداء المعرفي)، فعندما تكون المنبهات ملائمة لهدفك، فهي ليست تشتيتاً حقيقياً، وبالعكس عندما يتطلب التحفيز استجابات (أي أداء ثنائي المهمة).. سوف يشد انتباهك، كذلك يميل الأشخاص الذين يقومون بمهام صعبة إلى مقاومة التشويش أكثر من أولئك الذين يؤدون واجبات سهلة.

طرق تحويل تشتت الانتباه إلى فرص للإبداع
– شتت انتباهك عن قصد:
 بدلا من مقاومة تجول الذهن وطواف العقل، قم بتهيئة الظروف المناسبة بتجريب طرق جديدة، مثلاً: تمشى في محيطك بدون اتجاه واضح أو عطّل روتين حياتك اليومي، أو دع صديقك أو شريك حياتك يقود بك السيارة إلى حيث لا تعلم، بالتالي ومن خلال تجوالك على غير هدى جسدياً، يمكنك إطلاق العنان لعقلك الباطني أيضاً.
– عطّل أفكارك: يستخدم العلاج السلوكي المعرفي تقنية الإبطال (حرفياً.. هو نزع الفتيل إذا شبهنا العقل بقنبلة موقوتة بالأفكار)؛ ليصبح مدركاً لأفكارنا بالتالي ترويضها، ومن خلال فهم الأفكار التي تجعل عقولنا مشغولة أو مشوشة؛ من السهل علينا استعادة السيطرة والتحكم، يحتاج ذلك إلى النظر في أفكارك بدلاً من الانغماس في هذه الأفكار، بالتالي مراقبة الأفكار بدلاً من الوقوع في فخها وسيطرتها على ذهنك، كذلك ترك الأفكار تأتي وتذهب بدلاً من التمسك بها… يقول الكاتب الأميركي الراحل مارك توين: “اسحب أفكارك بعيداً عن مشاكلك… من الأذنين، من كعب القدمين، أو بأي طريقة أخرى يمكنك التحكم بها”..
– التأمل: لترويض قردك الداخلي، عليك أن تواجهه أولاً، حيث يوفر التأمل بعض الوقت الهادئ للاستماع إلى ما يدور في داخلك، وتكوين الخبرة وفهم عقلك المتجول، بحيث يمكنك التأمل لبضع ثوان فقط وليس عليك خلالها.. إعاقة وحجز أفكارك وعواطفك فأنت بحاجة إليها.
– أخذ قيلولة: النوم هو الوسيلة الأكثر فعالية لتطلق عقلك الباطني، فهذه العادة لا تساعد على الراحة بل تسمح أيضاً للعصائر الإبداعية بالتدفق وبحرية.
– النزهات والسير على الأقدام: كثيراً ما تحدثنا عن فعالية المشي وأهميته في الكثير من الأمور المتعلقة بتحسين المزاج أو العلاقة مع الشريك، كما أنه طريقة فعالة وحيلة لتدريب العقل على التفكير الخلاق، كذلك يعد المشي وسيلة فعالة لتعزيز وتحسين الإنتاجية…

 

أخصائي نفسي

الولاء مكي

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟