كيف نعاقب اطفالنا ؟

سيناريو العقاب التربويد منى البصيلى 

لا بد أن تدرك كل الأمهات ومشرفات التربية و كل من يتعامل مع الأطفال أن العقاب هو جزء من التربية هدفه أن يدرك الطفل ما هي أخطاؤه.. وكيف يتعلم منها.. وكيف يقلع عنها.. وكيف يصلح ما أفسده.. وكيف يعتذر عنها.. وهكذا.

فالعقاب ليس مجرد روتين يجب أن يتبع في حالة الخطأ أو وسيلة تنفس بها الأم عن غضبها أو موقف نتخذه أحيانا أمام الناس حتى لا يقولوا إننا لم نحسن تربية أبنائنا.. فأسلوب العقاب الذي نتخذه إما أن نكون متأكدين أن طفلنا سيتعلم منه شيئا وسيضيف لشخصيته بعدا جديدا وإلا فلا داعي له لأنه فقد هدفه الأساسي.. وهو التربية الصحيحة.

ولهذا فعندما يخطئ الطفل لا بد أن يكون هناك سيناريو للعقاب، أي خطوات متبعة لتنفيذ العقاب:

أولا: لا بد أن يفهم الطفل ما هو الخطأ الذي ارتكبه ويقتنع تماما أنه خطأ، فكثيرا ما نجد الطفل يقول عند العقاب أنا لم أخطئ فما دام لم يعرف خطأه فما قيمة العقاب! وكثيرا ما نرى الطفل يسرع بقول أنا آسف حتى يرضينا ونصالحه فإذا سألناه عن ماذا تعتذر يقول ببراءة صادقة “لا أعرف”..

ثانيا: نتفق معه على أنه مستحق للعقاب لأننا أخبرناه من قبل أن هذا التصرف خطأ وهكذا فنحن لا نعاقب أبدا من أول مرة.

ثالثا: نتفق مع الطفل على أسلوب العقاب ونتأكد أنه موافق عليه أو على الأقل مقتنع أنه يستحقه.

رابعا: يفهم الطفل كيف سيمتنع عن تكرار هذا الخطأ ونتفق معه في حالة تكرار الخطأ كيف سيكون العقاب.

خامسا: يتعلم الطفل كيف يصلح ما أفسده كأن ينظف المكان الذي سبب اتساخه أو يعتذر لمن أغضبه من الكبار أو الصغار أو يشتري من مصروفه بديلا عما كسره، وهكذا.

وأخيرا: نحدد معه مدة العقاب وكيف يعتذر بعدها وهي في جميع الأحوال لا تزيد أبدا عن 10 دقائق في حالة الإبعاد أو كرسي العقاب، أو نصف ساعة في حالة الخصام أو الحرمان من لعبة أو التلفزيون أو الكمبيوتر، أو يوم واحد فقط في حالة الحرمان من الحلويات أو المصروف.. وحتى لا يفقد العقاب أثره يجب ألا نسرف فيه على كل خطأ مهما صغر أو كبر أو كان تصرفا عفويا غير مقصود، وكذلك يجب ألا ينفذ بعنف أو قسوة ويجب ألا تصاحبه إهانة أو تجريح.

ومن أكثر الإيجابيات والفوائد في أسلوب العقاب بالإبعاد أو بكرسي العقاب أنهما وسائل هادئة بعيدة عن العصبية والصراخ.. بل تتيح لنا الفرصة للتناقش بهدوء مع أبنائنا حول أخطائهم وتتيح للطفل أن يتعلم من خطئه وتقلل من عناد الطفل.

و حتى نتجنب عناد الطفل إحذري تماما :

* أولا: لا تسرفي في العقاب على كل صغيرة وكبيرة حتى لا يمل الطفل واكتفي بالعقاب عند تكرار الخطأ أكثر من مرة بطريقة مقصودة.

* ثانيا: تجاوزي عن الأخطاء العفوية غير المقصودة خاصة في السن الصغير

* ثالثًا: لا تعاقبي أبدا على الخطأ من أول مرة ولا بد أن تعلمي أن تكرار الأطفال لأخطائهم برغم العقاب والتنبيهات المستمرة هو أمر طبيعي جدا ليس معناه فشل أسلوب العقاب ولكنهم فقط أطفال وتحكمهم في تصرفاتهم وسلوكياتهم ما زال ضعيفا.

* رابعًا: اتبعي سيناريو العقاب الذي ذكرناه.

* خامسًا لا تدخلي مع الطفل دائرة العند فيزداد إصرارا وعنادا وتصرين أنت على موقفك فهذه هي أولى دروس العند التي تعلمينها لابنك أي بالمثل المصري الدارج (لا تساوي عقلك بعقله) فإذا بدأ يرفض إطاعة الأوامر عليك فقط إبلاغه أنه أخطأ وأنه المفروض أن ينفذ ما تم الاتفاق عليه وأنه إن لم يفعل ذلك ستخاصمينه أو تحرمينه من الحلوى ثم تقومين وتنصرفين من أمامه وتتركيه يأخذ القرار.. إن أطاع شجعيه وإذا أصر على العند نفذي الخصام أو الحرمان بكل هدوء.

* سادسًا: لا تصري كل مرة على الاعتذار المسموع بأنني آسف ، فالأطفال بطبعهم سريعو الملل ويكفي جدا أنه فهم خطأه ونفذ العقاب.

* سابعًا: لا تعاقبيه أبدا أمام أحد مهما كان ولا حتى إخوته فعقاب الطفل أمام الناس يصيبه بالحرج والإحباط.

وأخيرا: في كل مرة عندما يفهم خطأه وينفذ العقاب عليك تشجيعه وأخذه في حضنك وإخباره أنه طفل ممتاز؛ لأنه فهم خطأه واعتذر عنه، ولا مانع من مكافأته أحيانا على ذلك وذكر محاسنه أمام الوالد والأهل وهو موجود؛ ليتعلم أن هذا هو السلوك الذي يجعله محبوبا من الجميع.

 

موضوعات مشابهه

 الحزم في تربية الاطفال .

اساليب العقاب التربوى .

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟