التحرش الجنسي في العمل

لماذا يقوم زملاء العمل بالتحرش؟

لب الموضوع هو البحث في الأسباب والدوافع التي تقف خلف التحرش الجنسي في العمل، فمعرفة دوافع المتحرش والعوامل التي تساعده على تنفيذ رغباته تعتبر الخطوة الأولى في مقاومة التحرش الجنسي في العمل.

دوافع المتحرش الجنسي

  1. الدوافع الذاتية للتحرش الجنسي في العمل

    • لا بد أن المتحرش الجنسي هو المذنب الأول باعتباره مرتكب الجريمة بكامل إرادته، وهذا لا ينطبق فقط على المتحرشين في أماكن العمل بل على جميع المتحرشين، وعلى الرغم من اختلاف الدوافع الذاتية التي تقف خلف ارتكاب التحرش الجنسي إلا أنها تكاد تكون معلومة لدى معظمنا.

    • حيث تقف خلف التحرش الجنسي سلسلة معقدة من الدوافع والاضطرابات النفسية يمكن أن تجتمع كلها أو بعضها عند المتحرش، على رأسها الشعور بالسيطرة الذكورية على الأنثى أو التعبير عن السيطرة عموماً ما يجعل أغلب ضحايا التحرش الجنسي من النساء والأطفال ، إضافة إلى غياب الروادع الأخلاقية والدينية.

    • كذلك عدم السيطرة على الغرائز الجنسية أو الشبق الخارج عن السيطرة الذي قد يكون مصحوباً بالكبت الجنسي، فضلاً عن التقليد الذي ينتج بالضرورة عن عدم وجود عقوبات رادعة حقيقية لمجابهة المتحرش.

  2. الكبت الجنسي والتحرش

    • يميل معظم الناس إلى الاعتقاد أن الكبت الجنسي هو من المسببات الرئيسية للتحرش، وعلى الرغم من منطقية هذا الطرح إلا أنه يبدو واهياً إذا ما تتبعنا معدلات التحرش الجنسي في المجتمعات الأكثر انفتاحاً والتي يتمتع أفرادها بحرية جنسية كاملة.

    • ومن جهة أخرى إذا افترضنا أن الكبت الجنسي هو الدافع الرئيسي للتحرش فلا بد أن يكون الشخص المتزوج أقل إقداماً على التحرش الجنسي، وهذا غير صحيح للأسف، فالتحرش الجنسي ليس حكراً على العازبين أو المراهقين أو المكبوتين.

    • وبما أن الإحصائيات تشير إلى تعرض واحدة من كل ثلاثة نساء في أمريكا وكندا للتحرش الجنسي فهذا يعني أن الكبت الجنسي وإن كان من دوافع التحرش لا يمكن أن يكون هو الدافع الرئيسي والوحيد.!

    • معلومة: 64% من النساء في بريطانيا تعرضن للتحرش والإكراه الجنسي، مقابل 44% من النساء في فرنسا، 45% من النساء في ألمانيا، و52% من النساء في الدنمارك تعرضن للتحرش الجنسي، وحوالي نصف النساء الأمريكيات العاملات تعرضن للتحرش الجنسي الجسدي أو اللفظي في العمل.

  3. الدوافع الموضوعية للتحرش الجنسي في العمل

    • إلى جانب الدوافع الذاتية التي تدفع الشخص إلى القيام بالتحرش والمضايقات الجنسية في أماكن العمل هناك سلسة من العوامل الموضوعية أكثر تعقيداً تساعده وتسانده وتتسامح معه فتدفعه إلى القيام بالتحرش الجنسي.

    • على رأس هذه العوامل غياب القوانين والتشريعات الصريحة التي تعاقب المتحرش في بعض المجتمعات والبيئات، واعتماد المتحرش على خوف الضحية من الفضيحة ما يجعله يمارس نزواته بطيب خاطر وراحة بال!.

    • إذاً… غياب العقاب والتساهل الشديد مع المتحرشين في بيئة العمل يعتبر السبب الأساسي لجرأة المتحرش وإقدامه على التحرش الجنسي الجسدي أو اللفظي في العمل.

  4. ضحية التحرش هي المسؤولة عن الجريمة!!

    • يميل بعض الناس إلى تحميل الضحية ذنب التحرش من خلال اعتبار طريقة لبسها أو تبرجها دافعاً مغرياً للتحرش، لكن الثابت من التجارب التي تخوضها النساء في المجتمعات المحافظة أن فرصة تعرض المرأة للتحرش في بيئة ما لا ترتبط أصلاً بشكلها الخارجي بالضرورة، حيث تتعرض المنقبات والمحجبات إلى التحرش في العمل أيضاً!.

    • هذا ما ناقشته صحيفة الانديبيندنت البريطانية بالاعتماد على شهادات نساء مسلمات من حول العالم تعرضن للتحرش الجنسي في بريطانيا وخارجها على الرغم من ارتدائهن للثياب المحتشمة، فالتحرش والاغتصاب يرتبط بالفاعل بالدرجة الأولى والأخيرة ويعتبر تعبيراً عن القدرة والسلطة أكثر من كونه شبقاً جنسياً وحسب!.

    • وعلى مستوى بيئة العمل يكون التحرش الجنسي تمسكاً من الرجل بقوامته على النساء في المجتمع، لذلك لن يكون لثياب الضحايا ذلك الدور المحوري في التحرش والإكراه الجنسي في أماكن العمل.

أخصائي نفسي

الولاء مكي

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟