يعاني الشخص باضطراب هوس إشعال الحرائق من رغبة متكررة مقصودة وهادمة لإشعال العديد من الحرائق مصحوبة بالتوتر أو المرور بإثارة عاطفية قبيل ارتكاب تلك الأفعال، ويصاب من خلالها الشخص المضطرب بالافتتان بالنار، أو الإهتمام بها، أو الفضول حولها والانجذاب لها وبالمواضيع المتعلقة بها مثل: المعدات المتعلقة بالنار، و استخداماتها أو عواقبها.
وينتاب الشخص المصاب باضطراب هوس إشعال الحرائق شعور بالرضا، الإشباع عند إشعال الحرائق أو مشاهدتها أو المشاركة في عواقبها.. ويختلف الشخص المصاب باضطراب هوس إشعال الحرائق عن غيره بأن الآخر يشعل الحرائق من أجل مكسب مادي أو بانتقام وغالبًا ما تكون أفعاله خاضعة لتخطيط سابق ومحكمة التدبير.
الأعراض الإكلينيكية وتشخيص المرض
يعاني المرضى المضطربين بهوس إشعال الحرائق من رغبات متكررة لإشعال الحرائق في المنازل المجاورة، غالبًا يثيرون الإنذارات الكاذبة وينمو لديهم إهتمام شديد مزيف بمقاومة حرائق ممتلكات الناس، مع فضول شديد حول إشعال الحرائق مع فقدان الاحساس بتأنيب الضمير أو بالذنب واللامبالاة لعواقب مثل تلك الأفعال وعلى العكس من ذلك فمثل هؤلاء المصابين ينتابهم احساس بالرضا والإشباع جراء القيام بتلك الأفعال.
ويعاني الكثير من هؤلاء المصابين بالعديد من الاضطرابات الأخرى مثل إدمان العقاقير وخاصةً الكحوليات، اضطرابات جنسية، تخلف عقلي بسيط، إحباط مزمن، ومشاكل متكررة مع أفراد السلطة.
وقد ذُكر أن هناك بعض المصابين من مشعلي الحرائق ينتابهم استثارات جنسية جراء القيام بإشعال الحريق.
ويتم تشخيص اضطراب إشعال الحرائق إذا ما توافرت لدى المصاب:
إشعال نار مقصود هادف في أكثر من مناسبة أو فرصة.
توتر أو إصابة عاطفية قبل الفعل.
افتتان بالنار أو إهتمام بها أو فضول حولها أو انجذاب لها وبسياقاتها الظرفية مثل (المعدات المتعلقة بالنار) استخداماتها أو عواقب الحريق.
الاحساس بالمتعة أو الرضا أو التفريج عند إشعال النيران أو عند مشاهدتها أو المشاركة في عواقبها.
لا يتم إشعال النار من أجل كسب مالي أو للتعبير عن أيدولوجيا سياسية أو لإخفاء فعل إجرامي أو للتعبير عن الغضب أو الانتقام.. أو لتحسين ظروف المعيشة أو كاستجابة لوهم أو هلاوس نتيجة عته أو تخلف عقلي أو تسمم بمادة.
لا يعلل إشعال النار من خلال اضطراب مسلك أو نوبة هوس أو اضطراب شخصية معادية للمجتمع.
العــــــــــــــــــلاج
مع أنه لا توجد سياسات واضحة ومحددة حول علاج اضطراب هوس إشعال الحرائق وبرغم صعوبة علاج مثل هؤلاء المصابين لفقدانهم الدافع والحافز لتلقي العلاج إلا أنه لابد من استخدام بعض البرامج العلاجية لعلاج هؤلاء المصابين مثل برامج العلاج السلوكي والتي لابد أن تحتوي على نظام إشرافي دقيق للحيلولة دون حدوث أى نوبات للشخص المصاب.
وفي علاج الأطفال المصابين لابد من انتهاج سياسات علاجية صارمة وتدخلات قوية إذا لزم الأمر، ولابد من تدخل الأسرة خاصةً في علاج الأطفال والمراهقين وعدم إتخاذ العلاج شكل العقاب لمثل هؤلاء المصابين.
أخصائي نفسي
الولاء مكي