منطقه الأمان الخاصة

منطقة الراحة (Comfort Zone):

هي حالة سلوكية يمارسها الشخص بلا توتر أو خطر بسبب اعتياده على ممارستها ضمن إطار روتيني محدد.ينتج عن هذا الروتين تكيّف ذهني يعطي الشخص شعورا غير واقعي بالأمان وفي نفس الوقت يحد من قدرته على التقدم والإبداع.

مثال: بعض الأشخاص يدّعون أنهم غير راضين عن نمط حياتهم أو وضعهم الاقتصادي ويرغبون بالتغيير. لكن في الواقع هم فقط يتحدثون عن هذه الرغبة، ويفضلون الجلوس والتذمر وإلقاء المسؤولية على الآخرين، بدون أخذ زمام مبادرة التغيير. لأن التغيير يحتاج إلى شجاعه وخروج من منطقة الراحة. وهذا مايفعله الأفراد الناجحون على الجانب الأخر، فهم عادة يخطون خارج منطقة الراحة، ليخوضوا تجربة جديدة رغبة في تحقيق أهدافهم. وبرغم ما يسببه هذا من شعور بالمخاطرة وتعامل مع واقع متغير، إلا أنه يفتح لهم فرصا متجددة وقدرة على المبادرة والنجاح .بعباره اخرى إذا استطعت من دخول المنطقة لن تخطو خطوه واحد بلا الف حساب .

عيوب منطقة الراحة

البقاء في منطقة الراحة ودائرة المألوفات له العديد من السلبيات، أهمها:

  1. تمنعك من النمو في هذه الحياة، إما أن تنمو أو تموت، قد تبدو هذه العبارة مبالغًا فيها، ولكن ليس المقصود تناولها حرفيًا، فقد يعيش الإنسان ولكن تموت طاقاته وإمكاناته.

    • التقدم هو العنصر الأساسي لحياة سعيدة، وهو ما أشارت إليه الدراسات الحديثة، ويعرف “شون أكور” عالم النفس الإيجابي السعادة بأنها “الفرح الذي تشعر به وأنت تتحرك نحو إمكاناتك”.

    • النمو يدور حول التقدم، والتقدم يدور حول الحركة، والحركة تدور حول الخروج خارج حدودك المعتادة، أما إذا بقيت جالسًا داخل منطقة الراحة فلن تنمو لأنك لن تتحرك.

    • النمو المقصود هنا هو أن تصبح أفضل مما أنت عليه الآن، والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي أن تجرب أمورًا خارج ما تعودت عليه.

  2. تمنعك من اكتشاف نفسك ومعرفة شغفك: اكتشاف الإنسان لشغفه من أسرار السعادة والنجاح في الحياة، وهو الطريق لأن تعمل ما تحب، فعندما تعرف ما تحبه وتسعى لإتقانه فإنك تبرع فيه، وتُحدث تغييرًا إيجابيًا في العالم. وقد يستغرق الوصول إلى الشغف وقتًا طويلًا، ولكن ما دام الإنسان يُجرب أشياءً جديدة فإنه سيصل إليه، والمشكلة تكمن في البقاء داخل منطقة الراحة، ما تعودت على فعله وإن كان لا يثير فيك أي حماس أو سعادة، أو ما أُجبرت على القيام به، وهو ما يجعلك تتوقف عن عملية الاكتشاف والعثور على ما لديك شغف تجاهه، مما يُعطل سعادتك وتحقيق ذاتك.

  3. إن العيش في منطقة راحتك يدور حول فعل ما هو آمن وسهل، لا شيء تترقبه فأنت تعرف النتيجة، وهذا قد يكون آمنًا ولكنه لا يتيح لك معرفة قوتك الداخلية، فإننا نكتشف الكثير عن أنفسنا عندما تتغير الظروف والأحداث، ونبدأ في رؤية الجزء العميق بداخلنا.

  4. تأجيل أهدافك لا تخلو حياة أي إنسان من صعوبات، ولكن التعامل معها يختلف بشكل كبير، وفي طريق تحقيق أحلامك لا بد أن تواجهك صعوبات، فإما أن تتمسك بمنطقة الراحة، أو أن تعتبر الصعاب فرصة لمزيد من الجرأة والإصرار على الخروج من مألوفاتك، وإذا بقيت في منطقة راحتك عندما تواجهك صعوبات، فسينتهي بك الأمر إلى تأجيل أهداف حياتك، وهذا سيجعلها أكثر صعوبة في المستقبل.

  5. الحياة الروتينية تُفقدك جزءًا من نفسك الحياة الروتينية سلاح ذو حدين، فهي تضمن من ناحية الراحة والأمان، ولكن مع البقاء فيها فترة طويلة تزداد مشاعر الملل والكسل، ويتحول الإنسان إلى ما يُشبه الآلة، يسعى فقط للحفاظ على الوضع الراهن. الروتين هو جزء من منطقة الراحة .

كيف تتعامل مع القلق خارج منطقة الراحة؟

هل تشعر بدقات قلبك تتسارع وتتصبب عرقًا قبل أن تُقدم عرضًا تقديميًا وتخاطب الجمهور؟، هل تتوالى على عقلك أسئلة من نوعية: ماذا لو لم أكن مستعدًا بشكل كافٍ؟ ماذا لو سارت الأمور بشكل سيء؟ .. حسنًا هذا شيء طبيعي، بل قد يكون جيدًا أيضًا.
يؤكد الباحثون على أن القليل من القلق مطلوب لتركيز الجهود وتحسين الأداء، وأن هذا القدر المعتدل من القلق هو الذي يجعل الناس يؤدون المهام بشكل جيد، ويتمكنون من التوفيق بين مهام متعددة، ويؤدون جيدًا في حالات التأهب القصوى.
وقد يفتقر بعض الأشخاص الذين لديهم تفاؤل بشكل مفرط إلى القلق الكافي الذي يدفعهم للاستعداد الجيد، بينما يتمتع المنجزون والناجحون بدرجة معقولة من القلق.
ويلفت دينيس تيرش، المدير المساعد للمعهد الأمريكي للعلاج المعرفي في نيويورك إلى أن تنظيم القلق أمرًا صعبًا، لأن الإنسان المعاصر لا يزال يتعامل مع تحديات يومه بمشاعر التهديد القديم للبشر، فيبدأ في تخيل جميع أنواع السيناريوهات المفزعة في تفكيره في المستقبل، لذا فإن استجابة الجسم البدائية للقتال أو الطيران تحدث حتى عندما يكون التهديد بسيطًا كحدث اجتماعي شاق، أو أداء اختبار.

وللإفراط في القلق تأثيرات مؤلمة ومدمرة، ووفقًا للمعهد الوطني الأمريكي للصحة العقلية، فإن اضطرابات القلق تؤثر على حوالي 40 مليون من البالغين الأمريكيين – 18٪ من السكان، يسعى ثلثهم فقط للعلاج، وينشأ عنه مجموعة من الاضطرابات مثل: نوبات الهلع والرهاب، وقد تزيد لتصل إلى الوسواس القهري واضطراب ما بعد الصدمة واضطراب القلق العام، ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب والأمراض الجسدية، بما في ذلك الصداع النصفي وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب واضطرابات الجهاز الهضمي والألم المزمن.

ويقول عالم النفس جيسون موسر من جامعة ولاية ميشيغان إن القلق الشديد يمكن أن يجعل المهام البسيطة أكثر صعوبة. أما القلق المعتدل فهو من النقاط المضيئة التي تساعد على النجاح .

الولاء مكي

أخصائي نفسي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟