المراهق المضاد للمجتمع

الشخصية الشريرة أو الشخصية المعادية للمجتمع، الشخص المنحرف المؤذي صاحب الميول العدوانية والرغبات المضرة بالآخرين، كلها صفات أو أنماط سلوكية عادةً ما يفسر من خلالها المقصود بالشخصية السيكوباتية، وهذا التفسير يخلق نوع من الخلط المجحف بين أصحاب الشخصية السيكوباتية كاضطراب نفسي وسلوكي مميز، وبين بعض الأشخاص الذين يحملون صفات متفقة أو متشابهة من حيث شكلها أو جوهرها مع الخصائص السلوكية لهذا الاضطراب، كالخلط الحاصل بين حالات الاعتلال النفسي الاجتماعي في حالاته البسيطة وحالة الاعتلال العقلي الاجتماعي المقصودة بالسيكوباتية

صفات الشخصية المضادة للمجتمع عند المراهق

الشخصية السيكوباتية كاضطراب أو خلل نفسي لا يشبه الاضطرابات أو الأمراض الفيزيولوجية من حيث الأعراض الواضحة والتشخيص المحدد والدقيق، وإنما هي نوع من الشخصيات النظرية المعيارية التي تحمل مجموعة من الخصائص النفسية والسلوكية المجردة، والتي يقاس على أساس مدى اقتراب المراهق منها درجة اتصافه بهذا النوع من الاضطرابات، ويمكن ظهور هذه الصفات أو الأعراض قبل سن 15 سنة ولكن التشخيص الأدق يأتي بعد سن 18 سنة[4]، ومن هذه الصفات:

– التكبر الغرور والنرجسية: فأصحاب الشخصية السيكوباتية يبدون سلوكيات متكبرة ويتصفون بالنرجسية والتفاخر بأفعالهم السيئة، بالإضافة للغرور والنظرة الاستعلائية تجاه الآخرين.
– الطيش والتهور: وهذه الصفة ناتجة عن عدم تقديرهم لعواقب الأمور من جهة بالإضافة لشخصياتهم الغير مبالية أيضاً، فيفعلوا كل ما يحلو لهم أو يخطر ببالهم غير مكترثين بنتائج هذه الأفعال وما يمكن أو توقعه من أضرار.
– الإدمان على العقاقير المخدرة: وخاصة المشروبات الكحولية والمواد المخدرة المنتشرة والمتوفرة مثل الحشيش أو الأدوية التي تحتوي على مركبات مخدرة خطيرة.
– ضعف في الاندماج أو التأقلم الاجتماعي: سواء من حيث بناء علاقات الصداقة العميقة، أو العلاقات الخاصة مثل الزواج والارتباط، بالإضافة للفشل غالباً في الاستقرار المهني أو التفاهم مع شركاء وزملاء ومدراء العمل.
– الشعور بالفخر عند التسبب بأشياء سيئة: مثل التباهي عند إيذاء الآخرين او ممتلكاتهم أو حتى خرق الأنظمة والقوانين مثل الهروب من المنزل أو المدرسة، فالشخص السيكوباتي يشعر بالمتعة أو النصر عندما يرى أنه ينجح في التسبب بالضرر للآخرين ولا يلتزم بالقواعد والأنظمة في مجتمعه.
– عدم الاكتراث بأي شيء أو تحمل المسؤولية: فمن صفات السيكوباتيين أنهم غير مبالين ولا يهتمون بمشاعر الآخرين أو ما قد تؤدي إليه سلوكياتهم الضارة تجاه المجتمع، ولا يتحملون المسؤولية حتى في شؤونهم الشخصية.
– الكذب والاحتيال: فالسيكوباتين لديهم درجة من الذكاء والجاذبية تجعلهم يبدون مقنعين بالنسبة للأشخاص الذين يتعاملون معهم، وهم يستغلون هذه المسألة في إيذاء الآخرين وخاصة في العلاقات الغرامية.
– افتقار للتعاطف أو الضمير او الاستجابات الوجدانية: حيث أن السيكوباتي لا يبدي تعاطف تجاه من حوله ولا حتى أقربائه أو أسرته، فهو لا يهتم بأحكام الضمير وعلى العكس من ذلك فهو يشعر بالرضا عندما يؤذي من حوله.
– ميول جنسية مبالغ فيها أو ضارة: مثل الاتصاف بالسادية أو إقامة علاقات جنسية متعددة وعدم إبداء أي اهتمام بمشاعر الشريك.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟