المراهق المضاد للمجتمع (2)

الشخصية الشريرة أو الشخصية المعادية للمجتمع، الشخص المنحرف المؤذي صاحب الميول العدوانية والرغبات المضرة بالآخرين، كلها صفات أو أنماط سلوكية عادةً ما يفسر من خلالها المقصود بالشخصية السيكوباتية، وهذا التفسير يخلق نوع من الخلط المجحف بين أصحاب الشخصية السيكوباتية كاضطراب نفسي وسلوكي مميز، وبين بعض الأشخاص الذين يحملون صفات متفقة أو متشابهة من حيث شكلها أو جوهرها مع الخصائص السلوكية لهذا الاضطراب، كالخلط الحاصل بين حالات الاعتلال النفسي الاجتماعي في حالاته البسيطة وحالة الاعتلال العقلي الاجتماعي المقصودة بالمضادة فالمجتمع  .

أسباب اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع

لا يوجد أسباب واضحة أو سبب جوهري فيزيولوجي أو سيكولوجي يتسبب بظهور علامات الشخصية السيكوباتية عند المراهق وإنما هناك أسباب تعتبر من شأنها تنمية وتطوير هذه الصفة لدى بعض المراهقين الطبيعيين أو الذين يحملون خصائصها بدرجات بسيطة، ولا يمكن اعتبار هذه الصفة مكتسبة بشكل مطلق كون بعض الأطفال يبدون هذه السلوكيات بسن مبكرة، فقد يؤثر في تنمية صفات الشخصية السيكوباتية عند المراهق مثلا:

وجود اضطراب أو خلل السيكوباتية عند أحد الوالدين: وهنا تنتقل هذه الصفة للأبناء بطرق عديدة إما عن طريق المحاكاة والاقتداء أو ترسيخ بعض القيم السيئة نتيجة التربية التي يتلقاها على يد الوالد الحامل لهذه الصفة، كما تتم دراسة احتمال وجود عوامل جينية متعلقة بالسايكوباتية.

التعرض للإحباط والرغبة بالانتقام: وخاصة في حالات الفشل في العلاقات الغرامية فكثيراً ما نلاحظ أن الذين يتعرضون للفشل في هذه المسائل تنمو لديهم دوافع الانتقام من الشريك أو السبب الذي أدى لفشلهم.

الفشل وخيبات الأمل التراكمية: فهذه الأشياء تنمي مشاعر الحقد والكراهية سواء على المجتمع أو نحو أسباب الفشل مثل الأهل أو المدرسين أو المجتمع، وهذه الكراهية عادةً تكرس الصفات المتفقة مع اضطرابات الاعتلال النفسي والاجتماعي.

تعاطي المخدرات: وهو سبب ونتيجة في آن معاً فمن خصائص السيكوباتيين أنهم يدمنون على تعاطي المخدرات والمواد الكحولية، ومن جهة أخرى فمن صفات هذه المسألة أنها تضعف المحاكمات العقلية وتقدير عواقب الأمور أو الاهتمام بمشاعر الآخرين.

البيئة التربوية: فهناك أنواع من البيئات التربوية التي تكرس خصائص وصفات السيكوباتية في شخصية المراهق، سواء مكان السكن أو طبيعة العلاقات الاجتماعية الموجودة وما تفرضه من استجابات من قبل الفرد أو ما تطرحه من نماذج لشخصيات سيئة.

الحرمان ومشاعر الظلم والقهر الاجتماعي: فهذه المشاعر أيضاً تنمي بدورها ردّات فعل سيئة بدافع الانتقام أو تعويض مشاعر النقص الناتجة عن الحرمان والظلم.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟