الشخصية التجنبية (2)

ما هو اضطراب الشخصية التجنبية؟ ما هي أعراض اضطراب الشخصية الاجتنابية وآثاره؟ وكيف يمكن علاج اضطراب الاجتنابية والتعايش معه؟

آثار اضطراب الشخصية التجنّبية

جميع الاضطرابات النفسية تنعكس على الحياة الاجتماعية والأداء المهني بشكل واضح، وفي حالة اضطراب الشخصية الاجتنابية فإن الآثار الاجتماعية تكون عميقة وواضحة وخطيرة لأن الأصل في هذا الاضطراب هو الابتعاد عن التجمع وتجنّب التجارب والمواقف المختلفة، ما يعني تضييق الدائرة الاجتماعية قدر الممكن
وينعكس اضطراب الشخصية التجنبية على أداء المريض لمهامه اليومية العادية من مهام أسرية ومهام وظيفية، ويقلل كفاءة الفرد وقدرته على التعلم واكتساب المهارات الجديدة، كما يكون هذا الاضطراب مسؤولاً في بعض الحالات عن الامتناع عن الجنس نتيجة تجنب الاحتكاك الجسدي من جهة والخوف من الرفض والنقد من جهة أخرى.

التعايش مع اضطراب التجنّب

إلى وقت قريب لم يكن اضطراب الشخصية التجنبية قد حظي بالدراسة اللازمة أو الاهتمام الكامل لأن معظم الباحثين والدارسين وضعوه كمظهر من مظاهر الرهاب الاجتماعي أو غيره من الاضطرابات المشابهة، كانت نقطة البداية هي التأكيد على أن اضطراب الشخصية التجنبية هو اضطراب مميز مستقل منفصل ومغاير لاضطراب الرهاب الاجتماعي.
وفي واحدة من الدراسات المهمة والسبَّاقة لفهم التعايش مع اضطراب التجنب قام الباحثون باستجواب مجموعة من المرضى الذين يتلقون العلاج من اضطراب التجنّب، وخلص الباحثون إلى أن الشخصيات المتجنبة تجد الراحة في الوحدة والعزلة، ويشعرون بالخوف من المواجهة أو التعامل مع الآخرين بالتزامن مع الشوق لتحقيق الذات والاندماج الاجتماعي، كما وصف معظمهم الوحدة أنها مريحة لكنها خانقة في نفس الوقت


علاج اضطراب الشخصية التجنبية

كمعظم اضطرابات الشخصية فإن الشخص المضطرب يميل إلى التعايش مع المشكلة ويتجنب طلب المساعدة النفسية، إما لعدم إدراكه مدى الخطورة أو لأنه لا يثق بتقنيات العلاج النفسي أنها قادرة على جعل الأمور أفضل، وعادة ما يلجأ المصابون باضطراب الشخصية المتجنبة إلى العيادة النفسية لعلاج مشاكل محددة أكثر من رغبتهم بالحصول على علاج شامل للاضطراب، وهذا ما يعتبر عائقاً في وجه علاج هذا النوع من الاضطرابات عموماً.
من جهة أخرى فإن علاج اضطراب الشخصية المتجنبة يستهدف تقليل الأعراض وتعزيز سلوك المواجهة، ما يعني أن بعض مظاهر  الاضطراب ستبقى حاضرة وخاصة الخجل العام، لكن من شأن العلاج أن يقلص الرغبة بالهروب وتجنب المواجهة، وأن يساعد المريض على الاندماج وانتهاج آليات تكيّف جديدة تزيد من كفاءته الاجتماعية واستقراره النفسي.
وعادة ما يكون العلاج السلوكي المعرفي وجلسات العلاج النفسي والعلاج الجماعي والتدريب على بعض المهارات الحياتية هي الأساليب الناجعة، وقد يستعين المعالج ببعض الأدوية المضادة للقلق الاكتئاب كعلاج مساعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top
× تريد المساعدة؟