الرفض العاطفي

 الرفض العاطفي .

الألم التي يسببها الرفض العاطفي هي آلام نفسية غير مرئية إلا أنها تسبب آلام حقيقية تؤثر على الصحة بشكل عام، وتؤثر على التفكير والتصرفات، ومن آلام وآثار الرفض العاطفي .

  1. الصدمة: وتأتي طويلة الامد ولها عواقب نفسية خطيرة ومن الممكن أن تتطور مستقبلاً إذا لم يستطع الشخص تجاوزها وقد تتطلب تدخل أخصائي نفسي فيما بعد.

  2. الاحباط الحاد: وهو ناتج عن ردة فعل خيبة تجاه الرفض الذي تلقاه من الشخص الآخر والذي بدوره يؤدي إلى مشاعر سلبية نفسية سيئة جداً واحباط وعدم قدرة على التفكير بايجابية.

  3. جلد الذات: وهو ناتج عن الشعور بأنه شخص غير كافي وأنه عديم القيمة أو الأهمية من قبل الآخرين، فتتدنى ثقة الشخص بنفسه ويزداد كرهه لنفسه خاصة في غياب أي شخص داعم له وهو بدوره يكون من أشد أنواع إيذاء النفس.

  4. اضطرابات الطعام: وهو ناتج عن الاكتئاب الذي يسببه الرفض، حيث يصبح الشخص فاقداً للشهية ليس له نفس لتناول الطعام، مما يسبب له اضطراباً في تناول الطعام ويؤثر على صحته الجسدية بشكل عام.

  5. شعور مزمن بالوحدة: حيث تتقلص الدائرة الاجتماعية للشخص ويزداد انغلاقه خوفاً من تجربة جديدة فاشلة قد تزيد من المه الناتج عن الرفض، ونتيجة ضعف ثقته في الآخرين يفضل الوحدة والانعزال وتزداد وحدته ويصبح شخص وحيد ليس له معارف في المجتمع ويصبح ذو شخصية متجنبة (شخصية حدودية).

آثار الخوف من الرفض العاطفي

أسوء ما قد يمر به الإنسان هو شعور الخوف وبالذات إن كان خوفاً بالرفض من قبل من يحب، يؤدي الخوف من الرفض بالشخص للقيام بالعديد من الأفعال والسلوكيات التي تدل على أن الشخص ليس له سلوك متزن، ويبدو فاقداً للأمان والثقة بالآخرين، ومن الآثار التي قد تترتب على الخوف من الرفض العاطفي .

  • فقدان الثقة بالنفس: خوف الشخص من الرفض الذي قد يتعرض له والتجارب السابقة الفاشلة الناتجة عن ذلك تدنى ثقته بنفسه وتضعف إيمانه بقدراته وتهتز صورته في عين نفسه.

  • فقدان الآخرين ثقتهم بك: السلوك غير السوي الذي يكون عليه الشخص وتردده في التعامل مع الآخرين، وبقاءه منعزلاً عنهم، يدفعهم للابتعاد عنه والنفور من التعامل معه وبالتالي تجنبه الدائم نتيجة فقدان ثقتهم في التعامل معه.

  • خسارة فرص في الحياة: الانغلاق الذي يضع الشخص نفسه فيه وخوفه من المجازفة والمغامرة والخوض في كل جدبد، يضعه ضمن إطار مغلق يفقد من خلاله فرصه في الحياة من حيث العلاقات الاجتماعية أو العمل، وحتى مع أقرب الناس إليه لأن الخوف من الرفض يمنعك من تجربة كل جديد ولذا ستفوتك الكثير من الفرص لأنك لم تحاول.

  • السلبية والعدوانية: يفقد الشخص وده تجاه الآخرين ويصبح جافاً في التعامل وذو طباع سيئة معهم، ويتعامل معهم بطريقة خالية من المشاعر وفيها نوع من السلبية وذلك تجنباً لتأثره العاطفي تجاههم وبالتالي من الممكن أن يتعرض للرفض من جديد.

  • تأثيرات على صحتك: نتيجة الكبت العاطفي الذي يعيش فيه الشخص يؤثر ذلك على صحته، ويصبح دائم القلق والتفكير وهذا بدوره له تأثير نفسي سيء جداً على صحته.

نصائح للتغلب على الخوف من الرفض

مهما كنا أشخاص حساسين ونشعر بالخوف من الرفض إلا أننا جميعاً نسعى للتخلص منه وتجنبه قدر الامكان، وذلك لنعيش حياة سليمة وسوية، وعلينا أن نعمل بعقلية عملية لتساعدنا على ابعاد هذا الشعور قدر الامكان:

  1. ذكر نفسك بقيمتك: حافظ على ثقتك بنفسك وأحب نفسك أولاً وتذكر دائماً أن الرفض لن يؤثر على قيمتك أو أهميتك في المجتمع ما دمت كبيراً في عين نفسك وهي تجربة ستمضي وتنساها.

  2. واجه الموضوع: عليك مواجهة هذا الخوف وتقبل كافة نتائجه وذلك لتتمكن من تحقيق هدفك الذي تسعى إليه وتزيد من فرصة نجاحك مستقبلاً وتكون قادر بالسيطرة على نفسك ومخاوفك دائماً.

  3. تخطى التفكير بالموضوع: لست وحدك من يحصل له ذلك فهي تجربة مر فيها جميع الأشخاص ومختلف الأجناس والأعمار واستطاعوا تجاوزها بل وجعلت منهم أشخاص أقوى لذلك عليك أن تشعر دائماً بالرضى المسبق عن النتيجة وأن هذا الشعور هو جزء طبيعي من الحياة وقد نمر فيه جميعاً.

  4. ابق قريباً ممن يدعمك: بقائنا بقرب الأشخاص المحبين لنا والداعمين لنا يزيد من مشاعرنا الايجابية ومن ثقتنا بأنفسنا وباالتالي يتعمق حب الذات لدينا وهذا ما يساعدنا على تخطي أي شعور سيء وإن كان خوفاً من الرفض فالقاعدة الداعمة لنا تكون كبيرة وحبنا لذاتنا يساعدنا على تقبل أي رفض.

  5. ابق مركزا على أهدافك: ابق منشغلا بتحقيق أهدافك وطموحاتك بالحياة واسعى نحو النجاح الدائم، وحافظ على سمعتك العملية والعقلانية، هذا سيزيد من حب الناس لك وثقتهم بك وهو مايبني لك بالمقابل علاقات ايجابية سليمة ويفتح لك باباً لعلاقات خالية من الرفض يملؤها التفاهم والتقبل والعقلانية.

  6. تجاوز سلبياتك: ربما يكون لديك بعض السلبيات أو المشاكل التي تجعلك تتعرض للرفض خاصة إذا تكرر ذلك وتجاوز هذه السلبيات من شأنه تخفيف مواقف الرفض، فاعتني بشكلك وحافظ على شخصيتك وثقافتك واحترامك لذاتك واحترام الآخرين لك.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟