ابنتى تخفى الريموت ؟ لماذا ؟؟؟

السؤال :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابنتي في السنة الرابعة من العمر فوجئت قبل يوم بانها تخفي الرموت (مقلب القنوات )في الوقت الذي كنت فيه منهمكا في البحث عنه مخافة منها ان اغير القناة المفضله لديها الى قناة اخرى وعندما سألتها عنه انكرت انها تخفيه فما كان مني الا ان اشعرتها بغضبي وان الذي فعلته كان من الكذب ثم قمت باطفاء التلفاز .

فما رأيكم بما حدث وبردت الفعل لدي حيث اني تظاهرت الغضب والزعل وشكرا لكم

دكتوره / منى البيصلى

الأجابه : لقد فسرت أنت بنفسك سبب سلوك ابنتك باخفاءها الريموت حيث انك تعلم أنها تخشى أن تغير القناة التي تتابعها هي ولهذا من وجهة نظر طفلة عمرها 4 سنوات هذا ليس كذبا ولا سلوكا خاطئا إنما هي من وجهة نظرها تدافع عن حقها الطبيعي في مشاهدة ما تحب وأحد مشاكلنا الكبرى في التعامل مع أطفالنا أننا لا نتصور أن لهم حقوقا مثل حقوقنا تماما في الحياة والاختيار والترفيه وسأسألك إذا كان من يتفرج بدلا من ابنتك هو أخيك أو صديقك هل كنت ستغير القناة دون أن تستأذنه بالطبع لا.

بل ربما سألته أولا كم سيستغرق هذا البرنامج وتنتظره حتى ينتهي ثم تقوم بمشاهدة ما تريد فلماذا نظن أن الأطفال اقل حقا من الكبار فنجور على حقوقهم فيضطرون إلى الدفاع عنها بكل ضراوة.

إذا نظرت للأمر من هذه الزاوية لأدركت أن ابنتك لم تقصد الكذب ولهذا أقول لك أن رد فعلك كان مبالغا فيه بالنسبة لطفلة عمرها 4 سنوات وكان المفترض منك أن تقول لها أنا اعلم لماذا اخفيتيه عني لأنك في الحقيقة تعلم فانك تريدين مشاهدة القناة التي تحبينها ولكن أنا أيضا كنت أريد مشاهدة ما أحبه ولو كنت قلتي لي هل تسمح يا أبي بان أكمل هذا البرنامج أولا لسمحت لك (هذا إن كنت فعلا ستفعل هذا وان لم تكن فلابد أن تدرب نفسك على احترام حقوق ابنتك)

وعندها كانت ستتعلم أن هناك طريقة سوية وصحيحة للدفاع عن الحقوق بدلا من اللجوء للطرق الملتوية ولهذا فالمطلوب إذا تكرر هذا الموقف هو النقاش معها بهدوء بهذه الطريقة بان ما حدث لن يؤدي أبدا إلى أن تفهم ابنتك ماذا كان خطؤها فهي تعلم انك قد غضبت منها وانك أغلقت التليفزيون ولكنها لا تعلم على وجه الدقة ما هو خطؤها وربما ظنت أن خطؤها أنها كانت تتفرج على التليفزيون أصلا.

ولهذا فالمطلوب هو توضيح الصورة لها ثم الاتفاق معها على أسلوب ليحترم كل منهم حق الآخر كأن تقول لها أنتي تتفرجي على التليفزيون عندما أكون أنا في العمل وعندما أعود لابد أن تتركي لي الفرصة لأتابع برامجي أو أن تقول لها في كل مرة سنتفق ماذا أشاهده أنا ثم تكملين أنت ما كنت تشاهدينه

وثق تماما ان ابنتك ستتفهم لغة الحوار هذه وان هذه اللغة ليست كبيرة ابدا على فهمها وادراكها كما يتصور بعض الاباء فهذا الفهم والادراك هو الذي جعلها تفكر في ان تخفي منك الريموت فلا تستطيع تغيير القناة وارجو ان نتعلم من هذا الموقف ان ابنائنا لهم حقوق مثلنا تماما لهم حقوق ان يعبروا عما يريدون او يحبون او يكرهون من الاكل او اللبس او نوع الترفيه وهكذا