حين يأتي الخطر للمراهقة من قلب البيت!

السؤال

السؤال :السلام عليكم:
لدي أخت في الخامسة عشرة من عمرها، عرفت أنها على علاقة بصديق أخي وأن زوجة أخي هي التي ساعدتها وشجعتها على هذا الأمر؛ فقد قامت زوجة أخي التي تسكن مع أهلي في نفس البيت بالتكلم معها في الموضوع، على سبيل المثال تقول لها: إنني أحس أنك تميلين له وهو أيضًا ينظر إليك بطريقة مختلفة، نعم أنتما واقعان في الحب، إلى أن وصل الأمر أن تتبرع -سامحها الله- بالاتصال بالشاب وتقول له: إن فلانة معجبة بك وعليك أن تتواصل معها.
واستمرت زوجة أخي بإعارة هاتفها لأختي إلى أن اكتشفت أنا الأمر، ولا أصف لكم كيف مرّت عليّ اللحظات عندما علمت بالأمر، كنت أود أن أصرخ في وجه زوجة أخي، ولكن دعونا من هذا كله، فالمهم عندي كيف أتواصل مع أختي؛ خصوصًا أنني لا أريد أن تحس أنني صارمة معها أو أنني لا أفهمها، وأن زوجة أخي تفهمها أكثر مني والذي يزيد الأمر سوءًا أن هذا الشاب ليس من المستوى اللائق أو المؤهل لإقامة علاقة جدية شريفة، ولكن لا أحبذ أن أصارح أختي بهذه الحقيقة؛ لأنه ملاك في نظرها.
رجاء أنقذوني فأنا في دوامة، فاحتمالات تطور العلاقة كبيرة؛ خصوصًا بوجود شخص معها في البيت مساند لفكرتها وأنا بعيدة عنها، وجزاكم الله خيرًا.

د.منى البصيلى 

الاجابه :مما لا شك فيه أن ما حدث من زوجة الأخ يُعَدّ تجاوزًا شديدًا، وهي من المفترض أن تكون بمثابة الأخت الكبرى لأختك التي تمر بأخطر المراحل وهي مرحلة المراهقة، فكان لا بد أن تكون زوجة الأخ هي التي ترعاها وتنصحها وتحافظ عليها، هذا إذا كانت حكيمة وواعية، أو لا تتدخل بالخير أو بالشر إذا كانت شخصية بسيطة، أما أن تكون هي من يفتح لها باب المشاكل ويساعدها في رسم الخطط فهذا ولا شك موقف يحتاج إلى الكثير من المراجعة والاهتمام منكم جميعًا، فالأمر لا يخصك وحدك، بل يخص الأسرة كلها بدءًا من أخيك الذي قامت زوجته بهذه الكارثة ووالدتك التي من المفترض أن تقترب من أختك في هذه المرحلة الحرجة من حياتها، وتحاول أن تكون صديقتها وحافظة أسرارها، وأول من تلحظ التغيرات وانشغال الذهن والشرود الذي ينتاب الفتيات في هذه الحالات.
أما عن دورك أنت مع أختك فعليك تجنب الصدام معها وتسفيه الفكرة، ووصف ما يحدث بأنه لعب عيال، وأنها ما زالت طفلة وهو ما زال صغيرًا يأخذ مصروفه من والده، وكل هذه الأساليب النقاشية التي لن تجدي نفعًا مع مراهقة صغيرة تتصور أنها أخيرًا وجدت الحب الحقيقي، ولكن المطلوب منك هو المناقشة معها بهدوء واحترام كلامها ومشاعرها.
ابدئي أولا بمعرفة القصة منها هي كيف بدأت؟ وماذا حدث؟ وما هي مشاعرها نحوه؟ وماذا يقول لها؟ واسمعي كل ذلك بهدوء ودون مقاطعة لها حتى تستخرجي كل ما عندها، ثم ابدئي بمناقشتها بطريقة منطقية تهدف إلى مصلحتها هي أولا، ولا بد أن تشعر أنك تشعرين بها وتتعاطفين معها، ولكنك أكثر خبرة ودراية بهذه الأمور، وتريدين لها السعادة والنجاح، اسأليها لماذا تحبه؟ وهل هذه مواصفات كافية لزوج المستقبل أم لا؟ وهل تشعر هي أنه يحبها وجاد في رغبته في الارتباط بها؟ ثم ناقشي معها مستقبل هذه العلاقة هل هو الزواج؟ وكيف ومتى؟ وهل يوافق أهلك عليه؟ هل لديه استعدادات مناسبة للارتباط؟ وهل سيدعم أهله موقفه في الزواج منك؟.
وربما وجدت الأمور عندها مشوّشة، وأنها تتحدث عن الحب وليس عن الزواج، وضّحي لها أنه ليس هناك حب حقيقي ومقبول إلا من أجل الارتباط والزواج الشرعي الذي تسعد وتشرف به الفتاة وأهلها ومن ستتزوجه، أما أي شيء آخر غير ذلك فلا يُعَدّ حبًّا، بل هو تسلية وتضييع للوقت والمشاعر وسمعة الفتاة وكرامتها ومكانتها، وانتقاص من شأنها وشأن أهلها.
اسأليها إن كان هذا الإنسان يحبك حقًّا ويريد الزواج منك لتكوني راعية لبيته وحاملة لاسمه وأم لأولاده؟ هل يرضيه أن يسيء إليك وإلى سمعتك وسمعة أهلك؟ هل لو كانت له أخت كان يرضى لها ذلك مع شاب مثله يريد أن يتسلى؟ وكيف تتطور هذه التسلية؟ وكيف ستنتهي؟ وما هو موقف زوج المستقبل من تسليتك هذه؟
وإذا وجدتها تعتقد أن هذا حب حقيقي وأن هذا الإنسان سيتزوجها فعلا، فقولي لها: إن العلاقة لا يمكن أبدًا أن تستمر في الخفاء، وإن الأنسب لهذه العلاقة لكي تنجح وتستمر أن تكون في النور، فليفاتح هذا الشاب أهله في رغبته في الارتباط بك، ويأتي معهم مثل أي رجل يحب إنسانة ويحترمها ويحافظ على سمعتها وكرامتها؛ ليطلبك من أهلك مع تأجيل الزفاف حتى تنهي دراستك، ولكي تكون القصة كلها في النور وبمباركة الأهل من الطرفين، وأن هذا هو أفضل اختبار لجديته في التعامل مع القصة كلها، وهل يحبك أم أنه يتسلى معك.
واسأليها كيف يكون موقفها أمام أهل زوجها؟ وكيف يحترمونها إذا عرفوا أن هذه من ظلت سنوات على علاقة بابنهم في الخفاء ودون علم أهلها؟ هل سيحترمونها ويقبلونها زوجة لابنهم؟ وما هو موقفك بعد سنوات من هذا الحب الخفي حين يأتي إليك معتذرًا بأن أهله يرفضون زواجكم؟ أو أن ظروفه لا تسمح؟ وأن عليك البحث عن مستقبلك مع غيره؟.
وهكذا تناقشي معها بهدوء حتى تصلوا لتصور واضح يتم بعدها نقل الموضوع إلى الدائرة الأعلى وهي دائرة الأب والأم، حيث إنهما المسئولان الأساسيان عنها، وليس من الأمانة حجب الموضوع عنهما، فهما أولى الناس بها، ولكن بعد أن تقومي أنت بتمهيد الطريق بينهما وبينها.
أما أخوك فعليه دور كبير في كف أذى زوجته عن هذه الفتاة الصغيرة، فليست هناك فائدة من كل الخطوات دون سد الثغرة الأساسية الموجودة في البيت، مع ضرورة مراجعة طريقة تعاملات الجميع معها، فربما تشعر أنها الصغرى التي يتحكم بها الجميع دون أن تجد حبًّا وحنانًا واحترامًا واستيعابًا عاطفيًّا داخل أسرتها فذهبت تبحث عنه خارجها؛ وهذا هو أخطر دافع لحب المراهقات.

بانتظار الحل 0
be perfect 2 7 سنوات 1 إجابة 3332 مشاهدات

إجابة ( 1 )