ابنتي وبرامج التواصل الاجتماعي

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بنتي عندها 14 سنه طول عمرها وهيه صحبتي وقريبة مني مربياها على الحلال والحرام مشكلتها أنها ملهاش أصحاب مبتقدرش تكون صداقات ثقتها في نفسها مش كبيره مع اني على طول بشعجعها واديها ثقه في نفسها بس هيه للأسف بتستمد تقتها من تعليقات المحيطين بيها وده عاملها مشاكل كتير أهم حاجه عندها رأي الناس عنها بدءت المشكله الحقيقيه السنه دي انها تعرفت على مجموعة بنات في المدرسة اقنعوها أنها مش لازم تحكيلي حاجه وأن مفيش بنت بصاحب مامتها اتغيرت كتير سلوكياتها مستواها العلمي حتى الفاظها وكل ده مكنش فارق معاها عندها استعداد تعمل أي حاجه علشان تحافظ على صداقتهم حتى بدءت تعترض على طريقة لبسها بقت عايزه تلبس استرتشات ومفتوح تعبت وانا بتناقش وأهم لغايه ما والدها في يوم اكتشف بالصدفه أنها بتكلم شاب على النت كلام جنسي طبعا كانت صدمه كبيره ضربها ولأول مره يعمل كده أخذ منها الموبايل هددت بالانتحار وحاولت والهروب من البيت ولمه اتكلمت معاها لقيت دي أفكار زميلاتها نقلتها من المدرسه بس من يومها والعلاقة بينا مش كويسه مش قادره أثق
فيها خوفي عليها زاد دايما أشك في تصرفاتها وطبعا ده شيء مضايقني مضايقها لسه مانعة عنها النت وهيه زعلانه من عدم الثقه بتقول كل إنسان بيغلط مش عارفه أتعامل معاها ارجو مساعدتي جزاكم الله خيرا

أخصائى : ريهام أبو سنه

الأجابه : الأخت الكريمة …ابنتك تربت كما هو واضح على مكارم الأخلاق وحرص شديد على الحلال والحرام ومراقبة الله عزوجل…لكن من الواضح أن التربية اقتصرت على التوجيهات دون المعاملات ولم يكن متاح تكوين علاقات صداقه لها أو حتى حرص منكم على اختلاطها باقران في طفولتها بحيث لم يتسنى لها تفاعل إيجابي تحت إرشاد وتوجيه واكتفيتي بقربها منك واعطاءها التوجيه من طريق وحيد وهو من خلال الأم فقط …ربما كان يشعرك هذا بالأمان وقتها وكذلك استجابة ابنتك لك كانت تشجعك على الاستمرار ولو تنتبهي لتداعي المهارات الاجتماعيه لها مع الوقت ..ومع ذلك فهي كانت تفتقر منذ الصغر الثقه بالنفس وهذا يرجع لعدة عوامل منها انك مصدر التوجيه المباشر لها دون وجود أطراف تفاعل أخري معها ومنها أسلوب التربية الذي استمدت منه خيوط لتداعي ثقتها بنفسها كالحماية الزائده والأوامر الكيفية وافتقارها لصورة الذات الايجابيه والتي كان من المفترض أن تنعكس من صورتها في نظركم ومن خلال تدعيمها بإنجازات لها منذ الطفوله ..في سن المراهقة البنت وجدت الأمان العاطفي التي كانت تحتاجه ووجدت الصورة التي منحوها لها من استحسان المحيطين بها خلال السنة الحالية مما دفعها بقوة للتمسك بصحبتهم التي امدتها بكل احتياجاتها النفسيه …وبالتأكيد كان استقطابهم لها بالسهولة التي ذكرتيها لي …أنصحك بعدم الانفعال أو الانتقاد لها لأن ذلك يوسع الفجوة بينكم والمطلوب هدوء وحكمة وصبر شديد نظرا لأهمية هذه المرحلة مع وجود منافسات لك مع ابنتك يضمنون إكتساب ولاءها لهم ..أقضي وقت ممتع معها ..اصطحبيها في أماكن عامه … تحاوري معها كصديقة مقره كانت في سفر بعيد وعادت حينها ستشعرين باشتياق ورغبة حقيقية في الحوار واللعب ومشاركة وقت ممتع وبناء معها …اوصيكي أيتها الأم المحبه بالدعاء .. أسأل الله العلي القدير أن يجعلها ثمرة طيبة لك في الدنيا والآخرة