ابنى كسول وغير مهتم اتمنى ان يكون عنده الدافع من داخله للنجاح ولكن ! كيف ؟؟

السؤال

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله 
ابني يبلغ من العمر 12 عاما، هادئ، حركته قليلة يميل إلى الكسل قليلا، يسرح كثيرا، تفكيره جيد، تستطيع أن تأخذ رأيه في بعض الأمور، بطيء في إنجاز مسؤولياته، تتطلب منه الأمور وقتا طويلا. ييأس سريعا، تستطيع أن تحمله بعض المسؤوليات وتطمئن لقيامه بها كرعايته لإخوته إذا اضطررت للخروج.
هو أكبر إخوته، يليه بنت 10 أعوام ثم بنت 7 أعوام ثم ولد 4 أعوام.. مشكلتي معه أني لم أستطع الوصول لطريقة أحفزه بها للنجاح في الحياة، فهو غير مبال على الإطلاق، غير مهتم، “مكبر دماغه” كما يقولون.
نفسي أراه يتحمل مسؤولية مذاكرته دون ضغط مني فهو عنده قدرة على تضييع الوقت بصورة مؤلمة، أتكلم معه كثيرا وأعنفه كثيرا أيضا، أتمنى أن يكون عنده الدافع من داخله للنجاح، لا يغار عندما يرى أصحابه في الفصل يتقدمون عليه وينالون ثناء المدرسين مع أني أتوقع أن هذا يجب أن يكون مؤلما ويجعله يقرر التغيير.
للحق أنا أشعر أني السبب في ذلك لأني كنت دائما ألومه كثيرا حتى أصبح كلامي لا معنى له عنده.. أنا أشعر أنه أصبح يشعر بالعجز وإن كان لا يقول ذلك.. كنت أتمنى أن أصنع منه رجلا ناجحا ولكني حولته لإنسان فاشل بكثرة النصائح ولكن الأمل لا ينقطع في الله فهل من سبيل للإصلاح؟.
أرجو إن كان عندكم حل -جزاكم الله خيرا- أن يكون عمليا وليس مجرد نصيحة عامه، قولوا لي إن أردت مثلا أن أخاطبه بعمل واجباته ماذا أقول له وماذا يجب أن لا أقول…
نسيت أن أقول لكم إن كثيرا من مدرساته كن يرين فيه شخصية جذابة، فيه رجولة يحببنه كثيرا وهم الآن في حيرة من عدم اهتمامه بدروسه وعدم مشاركته في الفصل وعدم اكتراثه بالشرح.
آسفة كثيرا على الإطالة وأنا على استعداد لموافاتكم بأي تفاصيل أخرى وجزاكم الله خيرا

د/ منى البصيلي

الاجابه :
يا سيدتي، أنت بنفسك شخصت سبب المشكلة التي سببتها لابنك.. فماذا تنتظرين لتبدئي الإصلاح؟!
إن من يقرأ رسالتك يتصور أنك تتحدثين عن إنسان ناضج تجاوز العشرين من عمره وتطالبينه بالأفضل لشخصيته.. ولكنك يا سيدتي تتحدثين عن طفل صغير عمره اثنا عشر عاما لا يزال في مراحل الطفولة وعلى أعتاب مرحلة المراهقة التي يبدأ فيها الطفل الاعتزاز بشخصيته ويبدأ في تطوير نفسه والبحث عن ذاته وفي نفس الوقت هو لا يزال يحتفظ بصفات الطفولة ورغبات الطفولة والأهم من ذلك يحتفظ بحقوقه كطفل.
إنه لم ينضج بعد ولم تتكون شخصيته بعد، بل هو في المراحل الأولى لتكوينها ولم يصبح رجلا بعد وأمامه سنوات حتى يصبح كذلك.. فأنت تربينه ليكون رجلا عندما يكبر وليس ليكون رجلا الآن.
أنت لم تلفتي أبدا للميزات الرائعة التي في ابنك ولم تشجعيه عليها ولم تعطيه الشعور بأنه ناجح وممتاز بالنسبة لسنه وبالنسبة لأقرانه.. لم تشعريه أبدا برضاك عنه وبفخرك به وسعادتك بأنه ابنك وهي مشاعر أساسية يحتاجها كل طفل من والدته بل هي فعلا السر الخفي وراء نجاح الطفل وثقته في نفسه.
وبدلا من ذلك دأبت على انتقاده ولومه وتوبيخه وإشعاره بالتقصير وأنه يخيب أملك فيه وأنك غير راضية دائما عن أدائه حتى مل وأحبط وفقد الرغبة في النجاح والإنجاز لأنه فقد الثقة بنفسه وشعر أنه لا يمكن أن يصل للمستوى الذي تريدينه فلا داعي للمحاولة.
يا سيدتي إن ما ذكرته في رسالتك فقط من مميزات في ابنك تجعل منه ابنا مثاليا بكل المقاييس لمثل سنه فهو يتحمل مسؤولية أشقاء أصغر منه في غيابك.. أقرانه لا يستطيعون تحمل مسؤولية أنفسهم فضلا عن إخوتهم.. تفكيره جيد.. المحتكون به يرون فيه شخصية جذابة وفيه رجولة.. وأنا واثقة أن هناك الكثير من المميزات لم تذكريها.. فأنت لا ترين فيه إلا العيوب لأنك متعجلة جدا أن تريه رجلا ناضجا قبل أوانه ومن المقولات الشهيرة “من تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه”.
يا سيدتي اعلمي أن أهم ما يريده ابنك هو التشجيع والإطراء منك أنت.. إن أهم رأي عنده رأيك أنت وأهم إنسان يتمنى أن يعجب به هو أنت، ومهما سمع تشجيعا من الآخرين فلن يشعر بالثقة في نفسه إلا من تشجيعك أنت.
الإصلاح لا يزال ممكنا.. ابدئي فورا بالكف تماما عن لومه وعتابه ومطالبته بتحمل المسئوولية والرجولة.. بل أكثري من تشجيعه والإطراء عليه والثناء عليه.. حاولي أن تري إيجابياته الكثيرة الجميلة وتشعري من داخلك السعادة لأن هذا الابن المثالي هو ابنك ولا بد أن تصله مشاعر صادقة فالأطفال عندهم موهبة في التمييز بين المشاعر الصادقة والمشاعر المصطنعة وهذه الأخيرة هدامة جدا.
اجعليه يشعر أنك فخورة به وسعيدة ومحظوظة لأن لديك ابن مثله.. تعاملي معه باحترام وتفاهمي معه بهدوء في كل الأمور.. تعاملي معه كصديق لك وأشعريه أنه رجلك الذي تعتمدين عليه.
ساعديه على الثقة بنفسه بأن تشجعيه على كل سلوك طيب منه وعلى كل إنجاز ينجزه سواء على مستوى الدراسة أو الحياة العامة.
ساعديه على تنظيم وقت مذاكرته ولا تعاتبيه أو تلوميه لأن أصدقاءه متفوقون عليه، بل العكس بثي فيه الثقة أنه سيكون مثلهم وأفضل منهم وأنه ممتاز ولا يقصر في المذاكرة.
كوني يا سيدتي عونا له وليس عليه، وامضي معه كأم وصديقة في مشواره فلا يزال الطريق طويلا ولا تخافي فإذا بدأت فورا في الإصلاح فستتغير شخصيته وسيخرج من حالة اللامبالاة وعدم الاهتمام ولكن فقط غيري أسلوبك معه واصبري عليه خاصة أن بعض الكسل واللامبالاة هي من المميزات المؤقتة لمرحلة المراهقة.

بانتظار الحل 0
Corrector Academy 7 سنوات 1 إجابة 4009 مشاهدات

إجابة ( 1 )