ابنتى تستخدم سلاحها السحرى وهو البكاء المستمر لننفذلها اى شىء

السؤال:

أنا أب حديث، ابنتى الحمد لله أيام قليلة وتكمل عامها الأول، لطيفة ومرحة معي ومع والدتها،غير أنها أحياناً تريد أن ننفذ لها أي شيء مثلاً أن نكون بجانبها طول الوقت أو أن تلحق بأمها في المطبخ حبواً

وإذا لم نتركها تستخدم سلاحها القوي جداً البكاء، وإذا أرادت شيئاً أن تلعب معه كذلك تستخدم سلاح البكاء، السؤال كيف أتعامل معها دون أن أحدث أثار جانبية لتغيير طبعها للأفضل،،،

د.منى البصيلى

الاجابه :

الا يولد الأطفال وهم يشعرون أن لديهم الحق في فعل أي شيء يريدونه أو في الحصول على أي شيء يطلبونه بمعني أخر لا يدركون وجود نظم وقواعد لابد أن يحترموها وكلما تركنا أطفالنا دون أن يتعلموا هذه الحدود متخيلين أنهم مازالوا صغارا كلما جعلنا الطفل يفقد القدرة على التحكم في نفسه

فالطفل الذي تلبي له كل الاحتياجات حتى لو كانت خاطئة أو ليست من حقه يفقد تماما قدرته على السيطرة على نفسه ويصبح عنده عادة أن كل ما يريده لابد أن يحصل عليه فورا وعادة ما يستخدم هذا السلاح السحري وهو البكاء المستمر مع رفع مستوى صوت البكاء كلما تأخر إجابة طلبه وعادة ما يقع الآباء في هذا الفخ إما لأنهم يخافون على الطفل أو لأنهم لا يتحملون صوت البكاء بصوت عال

كل المطلوب حين تصر ابنتك على الحصول على شيء بهذه الطريقة هو أن تتجاهلها تماما ولا ترد عليها وكذلك لا تنهرها أو تطلب منها أن تكف عن البكاء مجرد أن تتجاهل الأمر وتنصرف إلي بعض أعمالك أو مشغولياتك وحينما تكف عن البكاء لا تذكرها بهذه النوبة من البكاء كان تقول لها لا تبكي ثانية يا حبيبتي أو عندما تطلبي شيئا لا تبكي ولا تصرخي لان كل هذه العبارات تثبت للطفل انه قد نجح في لفت النظر إليه بهذا البكاء

ولكن التجاهل التام يشعر الطفل بان وسيلة البكاء هذه وسيلة فاشلة في الحصول على ما يريد فيمتنع عنها بطريقة تلقائية وهادئة بأنه مع الأسف بعض الآباء والأمهات تثيرهم بكاء الطفل إلى حد أنهم يبدأو في ضربه والتعامل معه بقسوة حتى يكف عن البكاء وهذا يدخلنا في دائرة لا نهائية من العنف والأساليب الغير تربوية في التعامل

ولهذا نؤكد أن كل المطلوب هو تجاهل الأمر حتى وان استمر الطفل في البكاء ساعة أو ساعتين فهذا ليس له أي أضرار صحية أو نفسية على الطفل بل بالعكس هي تعلمه أن هذه طريقة خاطئة في طلب الأشياء وانه إذا أراد شيئا عليه أن يطلبه في هدوء وأدب.