هلاوس النوم

كثيراً ما يتعرض الناس لمشاكل تعيق عملية النوم الصحي والمريح لديهم، وتتعدد تلك المشاكل ويكون لها تأثيرات متنوعة منها ما يسبب كثرة النوم ومنها ما يسبب قلة عدم على عدد ساعات النوم الكافي، ولكن أكثر ما يبدو غريباً هو الإحساس بطريقة ما سواء أكانت بصرية أو سمعية أو حسية بوجود كائنات أو أشخاص أو أشياء حول الشخص أثناء نومه على الرغم من الإدراك لعدم وجود أي شيء منها في الواقع، 

الهلوسة النومية  :

 تهيؤات النوم هي الشعور بوجود شيء حول الشخص أثناء نومه غير موجود في الواقع أو إدراك ذلك بإحدى الحواس، وعلى الرغم من أنها قد تسبب حالة من الهلع والخوف الشديد في اللحظات الأولى من الاستيقاظ، إلا أنها تحدث عند جميع الناس، وفي معظم الأحيان يكون سببها طبيعي ناتج عن تعرض الجسم لحالة ما من الاضطراب أو التعب أو قلة النوم. 
أما عندما تكون هذه الهلوسات متكررة جداً ومترافقة مع أعراض أخرى، أو عندما تحدث في أوقات أخرى من النهار خارج أوقات النوم، فربما تعطي مؤشراً للإصابة بمرض نفسي أو عقلي.

أنواع هلوسة النوم

تقسم أنواع الهلوسات المرافقة للنوم إلى نوعين أساسيين، أولهما يعتمد على الفترة من النوم التي تحدث فيها الهلوسة، وثانيهما يكون بحسب نوع الحاسة التي تُحدِث شعوراً بالهلوسات:

  • هلوسات النوم الحسية:

    وهي كما ذكرنا لها علاقة بنوع الحاسة من الحواس الخمس التي ترافق الهلوسة، وعليها تكون تلك الأنواع هي:

    1. هلوسة بصرية: يحدث فيها رؤية خيالات أو أشكال أو ظلال غير موجودة في الواقع في فترة ما من فترات النوم، وهي أكثر أنواع الهلوسة شيوعاً.

    2. هلوسة سمعية: يتهيأ الشخص هنا أنه سمع أصوات معينة آتية من الواقع خلال نومه أو عند الاستيقاظ، تختلف طبيعة هذه الأصوات تبعاً لسبب حدوث هذه الهلوسة.

    3. هلوسة شمية: تجعل هذه الهلوسة الشخص يشعر بوجود روائح غير موجودة فعلياً حوله، ويختلف نوع الرائحة بحسب الأشخاص حيث منهم من يشعرون بروائح محببة وجميلة، ومنهم ما يشعرون مزعجة وكريهة، وهي الأقل حدوثاُ أثناء النوم.

    4. هلوسة لمسية: تترافق بشعور الشخص النائم أحياناً بوخز في منطقة ما من جسده، أو الإحساس بوجود شيء يمشي على الجسم وكأنها حشرات.

  • هلوسة النوم بحسب الفترات:

    حيث تقسم عملية النوم إلى عدة مراحل، منها مرحلة بداية النوم، ومرحلة النوم العميق، ومرحلة بداية الاستيقاظ، وللهلوسة أنواع مختلفة بحسب تزامنها مع إحدى المراحل السابقة:

    1. هلوسة بداية النوم : وهذه المرحلة تكون عند انتقال الشخص تدريجياً من مرحلة الاستيقاظ الواعي إلى مرحلة النوم، وبمصطلح أكثر عامية يقال عن الشخص في هذه المرحلة أنه يغفو.

    2. هلوسة بداية الاستيقاظ : على عكس المرحلة السابقة، تكون هذه المرحلة انتقالية ما بين النوم العميق وبداية اليقظة.

    3. الهلوسة البصرية الليلة المعقدة : تتصف هذه الحالة بأنها ظاهرة رؤية أحداث حية وتفصيلية غير مفهومة خلال النوم، سواء في بدايته أو عند الاستيقاظ، تبقى هذه الظاهرة عادة مستمرة لعدة دقائق، ويزيد تلاشيها مع زيادة مستويات الضوء في المحيط.

  • علاج الهلوسة النومية :

    تُعالج هلوسة النوم بعلاج السبب الكامن وراء حدوثها والتخلص منه، وعلى هذا تكون سبل العلاج الأكثر شيوعاً هي:

    • علاج الأرق: عندما يعاني الشخص من حالات أرق متكررة ومستمرة لفترة طويلة يجب أن يتجه لعلاجها لأن الهلوسات التي سترافقها أثناء النوم ليست الجانب السيء الوحيد، وإنما صحة الجسم بالعموم سوف تتأثر على كل من الصعيدين الجسدي والنفسي.

    • التقليل من أسباب التوتر: دائماً ما يسبب التوتر والانزعاج تأثيراً على جودة النوم عند جميع الناس فتحدث الكوابيس ومشاكل الأرق وأيضاً الهلوسات في العديد من الحالات، وللتخلص من كل ذلك يفضل محاولة الابتعاد عن أسباب التوتر والتعب النفسي، حيث يكون لذلك عدة أساليب وطرق، مثل لعب الرياضة أو المشي أو ممارسة تمرينات التنفس واليوغا والتأمل للتخلص من الطاقة السلبية، ويمكن أيضاً ممارسة الأنشطة والهوايات التي تجذب الشخص الذي يعاني من الأرق.

    • تجنب المشاهد المخيفة قبل النوم مباشرة: فالدماغ يحفظ ما يراه قبل النوم وربما يظهره للشخص على شكل أحلام وكوابيس قد تتطور لتصبح هلوسات مخيفة جداً، لذا يفضل الابتعاد عن هذه المشاهد وبشكل خاص ما قبل النوم.

    • العلاج النفسي: في الحالات النفسية المتفاقمة كالاكتئاب الشديد أو في حال التعرض لمشكلة الهلوسة بشكل متكرر جداً أثناء النوم أو حتى في غير أوقات النوم، فيجب هنا التفكير بشكل سريع في مراجعة أخصائي نفسي ليساعد في حل هذه المشاكل لأنها حساسة جداً وقد تحمل تأثيرات نفسية وحتى جسدية خطرة على الشخص المصاب.

    • العلاج من إدمان الكحول أو المخدرات: لا يكون علاج هذا النوع من الإدمان سهلاً، وفي الفترة الأولى من علاجها قد يحدث زيادة في الهلوسات والمشاكل الصحية حيث يكون تأثير انسحاب المواد المخدرة والكحول من الجسم مؤذي في الفترة الأولى لأن الجسم اعتاد عليها، ولكن الأمر يحتاج للصبر والإرادة للتخلص من هذا الإدمان والعودة لأسلوب حياة طبيعي ومريح خالٍ من الهلوسات والمشاهد المخيفة.

    أخصائي نفسي 

    الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟