مراحل الابداع (2)

مراحل الابداع

إحراز التقدم

المرحلة الثالثة.. سير العملية الإبداعية
إذا كنت تفي بكافة التزاماتك؛ ستستفيد من قوة الاتساق العميقة والانضباط الذاتي في عملك الدؤوب، بحيث تبدأ بإحراز تقدم في فكرتك، ويتم سير العملية الإبداعية كما يلي:

– التركيز على العملية الإبداعية بدلاً من المكاسب: لأن العديد من المبدعين يتورطون لتسليط الضوء على محطات ناجحة خلال هذه المرحلة من العملية الإبداعية! وذلك من خلال نشر أخبار عملهم وتطوراته على مواقع التواصل الاجتماعي مثلاً، والغرق في وهم شهرة أسمائهم وإنجازاتهم وتكريمهم! لكنك تعلم أن هذه الأشياء كلها أشياء ثانوية للعملية الإبداعية، مثلاً: بالنسبة للمؤلف… يكتب بعض الكلمات في الصفحة يوماً بعد يوم، وشهراً بعد شهر، وسنة بعد سنة، وبالنسبة للموسيقي.. يعزف في قاعة تدريب، وفي أي غرفة فارغة، ولأي شخص مستعد للاستماع إليه؛ بالنظر إلى أن الشيء الوحيد الذي يستطيع هؤلاء المبدعون السيطرة عليه؛ هو العملية الإبداعية أثناء سيرها البطيء، لذا تذكر جيداً أنه هو المكان، الذي يجب أن تركز فيه معظم طاقتك.

– تتبع مسار تقدمك: فالتقدم الواضح يشكل حافزاً كبيراً لعملك الإبداعي، عندما لا تتشتت سلسلة جهودك وتعمل على تقييم أو متابعة ما فعلته حتى الآن؛ يرتفع الدافع للعمل، بالتالي تقوم ببناء زخم أيضاً، وأفضل عمل يتم ليس في البداية أو النهاية، لكن فيما يمكنك تسميته “الوسط الفوضوي للعملية الإبداعية”، وعندما يتعلق الأمر بتتبع التقدم؛ استخدم مقياساً يمكنك التحكم به، بحيث لا يمكنك التحكم فيما إذا كنت تحب ما تعمل عليه أو لا، لكنك تعلم أنك تستطيع التحكم في مقدار ما تفعل، هذا هو المقياس الأساسي، الذي تستخدمه لتتبع تقدم عملك الإبداعي.

– مكافأة الانتصارات الصغيرة: مهما كان شكل العمل الإبداعي الذي تقوم به، ومن خلال عملية تتبع مسار تقدمك فيه؛ لا بد من مكافأة نفسك على الإنجازات والنجاحات الصغيرة التي تحققها من خلال العملية، وليس من الضروري أن تشارك هذا الاحتفال مع أحد، (إلا إذا كان لديك شخص لا بد أن تشاركه هذه النجاحات المرحلية للوصول إلى الاحتفاء بالنجاح الكبير).

تحكيم الفكرة والعمل

الحكم الموضوعي على العملية الإبداعية لا يعني القسوة والتجريح
لقد قمت بتأخير الحكم على نتيجة العمل حتى الآن، لكن لا يمكنك أن تكون قاسياً على نفسك، لذا راجع وقيّم عملك بعين ناقدة لكن لطيفة، وعليك أن تسأل نفسك بعض الأسئلة حول عملك الذي أتممته، فهل تخدم الآخرين بعملك؟ وهل يجب أن تتخلص من بعض الأجزاء؟… يمكن أن تتابع الأسئلة في أي مسعى إبداعي تقوم به، وبالنسبة لآراء الآخرين بعملك فهو مهم، لأنه سيدفعك على تحسين عملك من خلال المسودة الأولى في أي عمل إبداعي، وأي مراجعة لعملك مهمة جداً، لكن كن حذراً حول من هم الأشخاص الذين يقيمون عملك هذا حيث:

1- سيخبرك بعض الأشخاص؛ بأن كل شيء مدهش لتجنب إيذاء مشاعرك.

2- سيشير آخرون إلى كيفية تحسين شيء ما، وقد يكون من الصعب سماع ملاحظاتهم، ولكنها ذات قيمة كبيرة في كثير من الأحيان.

3- بالنسبة للأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنهم يفضلون إطلاق الملاحظات السلبية على عمل شخص لم يلتقوا به أبداً، أو أنهم من معارفك وضمن دائرتك الاجتماعية الحقيقية، لذا لا تأخذ ملاحظاتهم على محمل الجد!

تحقيق الإنجاز

المرحلة الأخيرة في العملية الإبداعية
نشر عملك يمكن أن يكون الجزء الأكثر روعة من العملية الإبداعية، حيث تجبر نفسك على مواجهة الخوف والشك، الذي منعك من البدء بعملك.. في المقام الأول، فماذا لو لم يعجب عملي أحد؟ ماذا لو فشلت؟ ورغم أن هذه المخاوف طبيعية بالمجمل، لا بد أن تفكر بأن كل عمل إبداعي يتعرض للانتقادات السلبية، وإذا كنت مبدعاً للفن؛ سيكون هناك شخص ما يكره علمك وينتقده، لذا يمكنك السعي لإرضاء منتقديك، أو تحديد الجزء الذي لا يعجبهم.. ثم العمل على تطويره للأفضل.

الولاء مكي

أخصائي نفسي

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟