التحدي بين الأطفال

 

أسباب سلوك التحدي عند الأطفال

من شكل وأسلوب وغاية استجابة الطفل بسلوكيات وتصرفات التحدي يمكن توقع الأسباب التي قد تقف وراء هذه السلوكيات والتنبؤ بمنبعها ومنشأها[1]، فكل تصرف يقوم به الطفل له هدف يبرره ودافع يؤدي له، ولذلك فإن العديد من العوامل المختلفة قد تفسر سلوك التحدي لدى بعض الأطفال:

شعور الطفل بالغيرة يؤدي لسلوكيات التحدي: والمقصود هنا بالغيرة هو الشكل أو ذلك المنشأ التنافسي، ففي محيط الطفل المدرسي أو السكني أو حتى الأسري غالباً ما يوجد طفل آخر يشعر بالغيرة منه ويتنافس معه على اكتساب الآخرين فيدخل معه في صراع وتحدي، كحالة التنافس بين طفلين مجتهدين في الصف على المركز الأول.

إثبات الذات والوجود كسبب لتصرفات التحدي: في كثير من الأحيان تكون سلوكيات التحدي لدى الطفل نابعة عن مشاعر خاصة لديه مثل الشعور بالضعف أو عدم الثقة بالنفس أو عدم تلقي الانتباه الكافي من الآخرين، وهنا يرغب الطفل في إثبات أنه نداً للآخرين وأفضل منهم فيدخل في تحديات معهم آملاً بالانتصار عليهم بأي مجال كان حتى يثبت وجوده وأهميته ويحقق ذاته.

التحدي والغرور: هناك علاقة بين اتصاف الطفل بالغرور وتصرفه بسلوكيات التحدي، حيث أن الطفل المغرور يرى أنه يجب أن يرضي غروره من خلال تحقيق بعض الانتصارات من خلال التنافس مع الآخرين، بالإضافة لأنه يرغب بإثبات قدراته التي يشعر بالغرور بسببها.

مواجهة العراقيل والصعوبات: بعض الأطفال لديهم شخصية لا تقبل بالهزيمة ولا تعترف بالضعف، وهؤلاء كغيرهم من الأطفال سوف تواجههم الكثير من العراقيل أثناء تحقيق رغباتهم وإشباع حاجاتهم، وهم بسبب صفاتهم الشخصية هذه لا يرضخون لهذه العراقيل ويتحدون ما يعترضهم من صعوبات حتى الوصول إلى هدفهم المنشود.

كبت الرغبات والأمنيات وسلوك التحدي: طبيعة الأطفال النفسية وقلة خبراتهم وعدم استقرارهم الانفعالي والعاطفي تجعلهم أكثر عرضة لمواقف إحباط تحقيق الرغبات وكبت الأمنيات، كحالة الطفل الذي يرغب بالذهاب في رحلة مع أقرانه ولا يسمح له بذلك لسبب ما، فقد نجد هذا الطفل في بعض الأحيان يلجأ لتصرفات التحدي كرفض أوامر وتوجيهات الوالدين والتمرد على قراراتهم كطريقة من قبله لتحدي سلطتهم عليه وانتقاماً من إحباطهم لرغبته.

الاتصاف بشخصية اندفاعية: بعض الأطفال يملكون صفات اندفاعية حماسية أكثر من غيرهم، وتعتبر هذه المسألة من العوامل الهامة في سلوكيات التحدي لديهم، فهؤلاء لا يقدرون كثيراً عواقب الأمور ولا يكترثون بنتائج أفعالهم، فيتعاملون مع أي شخص على أنه نداً لهم ويجب الفوز والتغلب عليه.

كيف يجب التعامل مع التحدي السلبي عند الطفل
سلوك التحدي لدى الطفل لا يمكن أن ننظر إليه على أنه سلبي بالمطلق أو جيد وإيجابي بالمطلق، فالمسألة نسبية بناء على ما سبق من معايير وشروط، أما عن كيفية التعامل مع سلوك التحدي الذي قد يبديه الطفل فيمكن من خلال عدة خطوات الحفاظ على آثاره الإيجابية وتحويل مساوئه أو ضبطها والسيطرة عليها قدر الإمكان وذلك يحتاج إلى:
تجنب أسباب التحدي السلبية كالغيرة الغرور التمرد: فهذه الأسباب السلبية هي التي تجعل من التحدي صفة وسلوك سلبي عندما ينتج عنها، وتجنب هذه الأسباب من شأنه تحويل التحدي كصفة من الحالة والمواضيع السلبية إلى موضوعات أكثر فائدة وجدوى.
بناء روابط عاطفية بين الطفل ووالديه: حيث أن هذه الروابط التي تقوم على الصداقة والمحبة والمودة وبالإضافة للاحترام المتبادل تقلل من مشاعر التوتر التي عادةً ما تكون سبب لسلوكيات التحدي أثناء العملية التربوية مثل حالات التوجيه والنصح والإرشاد.
تجنب الرضوخ لتصرفات التمرد والعناد الصادرة عن الطفل: ففي بعض الأحيان يبدي الطفل هذه السلوكيات كوسيلة من قبله لإجبار ذويه على النزول عند رغباته تحاشياً لتصرفاته المزعجة وهو يعلم ذلك، ولهذا فمن الخطأ الرضوخ دائماً لرغباته عندما يتصرف بتحدي وتمرد ويحاول متعمداً إزعاج ذويه فهذا الرضوخ سوف يجعله يكرر الطريقة دائماً إذا نجحت في المر الأولى.
تحويل موضوع التحدي تجاه الأهداف الإيجابية البناءة: فالحل لا يعني كبت صفة وخاصية التحدي عند الطفل وكبح جماح رغباته وإنما من الأفضل تطوير هذه السلوكيات وتوجيهها نحو أهداف أفضل مثل النجاح والتفوق والابداع والتغلب على الصعوبات والمشاكل بالإضافة لتعليم الطفل الفرق بين اللين والشدة ومتى وقت كل منهما.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟