تطورات مرحلة المراهقة غالباً على الجانب الدراسي للمراهق، على الأقل معظم الأهل يؤمنون بضرورة رفع الرقابة والملاحقة في المراهقة مع ازدياد ضجر ونفور المراهق من واجباته الدراسية، ومن هنا كان من الضروري القيام بدراسة المشاكل التي قد تقف أمام نجاح المراهق في تحصيله الدراسي .
طريقة التعامل مع مشاكل المراهقين الدراسية
كيف يمكن للأهل تلافي مشاكل الدراسة والتقليل من أثرها على ابنهم المراهق
بين اللين والتراخي من جهة أو القسوة والحزم من جهة أخرى تتأرجح الأساليب التي يتبعها الأهل مع ابنهم المراهق في محاولة للحفاظ على مستوى معين في تحصيله التعليمي وتفوقه الدراسي، ولكن جميع هذه الأساليب المباشرة التي كانت تتبع معه عندما كان طفلاً فقدت جانباً هاماً من تأثيرها، بل على العكس من ذلك ربما أصبحت تعطي نتائج عكسية وسلبية في مرحلة المراهقة، وهذا ما وضع الأهل مرة أخرى في حيرة من أمرهم بما يتعلق في الطرق الأمثل للتعامل مع ضعف وتأخر أبنائهم الدراسي، ولهذا السبب كان من المجدي أن نتعرف على هذه الأساليب الأمثل والتي سجلت نتائج أفضل على هذا الصعيد، ومن هذه الوسائل:
-
مراقبة العلاقات التي يبنيها المراهق بهدوء : من أكثر الأشياء التي تلهي وتشغل المراهقين عن دراستهم هي العلاقات الاجتماعية التي يبنوها ويفضلونها، ومن هنا وجب الاطلاع من قبل ذوي المراهق على هذه العلاقات وفهم طبيعتها وبالتالي مراقبة تأثيرها على نفسية المراهق وأفكاره وكيف ينعكس ذلك على تحصيله الدراسي، والقيام بمحاولة بعيدة عن الإجبار والصرامة بوضع حدود لهذه العلاقات بطريقة تقنع المراهق بأنها ضد مصلحته ومستقبله.
-
تعزيز الثقة بالنفس لدى المراهقين: ففكرة المراهقين عن ذاتهم لها تأثير كبير على شخصيتهم وبالتالي تقديرهم لإمكاناته، فإذا كانت هذه الثقة ضعيفة قد يصاحبها شعور لدى المراهق بأنه ضعيف القدرات والإمكانات وما قد يسبب ذلك من إهمال من قبله لواجباته المدرسة وغيرها وبالتالي ضعف مستواه الدراسي، وفي نفس الوقت إذا وصلت هذه الثقة إلى مرحلة الغرور أدى ذلك إلى تقدير المراهق لنفسه بأكثر مما تستحق وبالتالي حدوث فجوة في ذهنه بين مستوى ما يتلقاه من معلومات في مناهج الدراسة وبين المستوى الذي يرى نفسه به، وهذا ما يولد لديه اللامبالاة بدراسته وبما يتعلمه من خلالها وبالتالي تأخره في الدراسة.
-
الابتعاد عن الصرامة في الأوامر والقسوة في المعاملة من قبل ذوي المراهق: فهذه الأساليب سوف تغضب المراهق وتدفعه للتقصير في دراسته من منطلق التمرد على سلطة الابوية وفرض إرادته، كم قد تؤدي هذه المعاملة إلى إرهاب المراهق وإضعاف ثقته بنفسه وقدرته على النجاح في دراسته جراء توبيخه باستمرار ونعته بالفشل، وبدلاً من ذلك يفضل استخدام أسلوب الحوار البناء والنقاش المثمر وبناء علاقة ودية تقوم على الثقة المتبادلة والمحبة والتقدير بين المراهق والمربي.
-
تحقيق التوازن بين رغبات المراهق واهتمامه بدراسته: مساعدة المراهق على تحقيق التوازن بين رغباته وطموحاته من جهة وبين واجباته الدراسية والمتوقع منه من جهة أخرى، ويتم ذلك من خلال تعويده على تحمل مسؤولية تصرفاته وقرارته منذ طفولته فهو الآن المسؤول الأول عن نجاحه وفشله، والغاية هنا ليس التقليل من شأن طموحاته وأفكاره وأحلامه وإنما إيجاد القواسم المشتركة بينها وبين واجباته الدراسية بحيث تكون كل منهما دافعاً للآخر وليس معرقلاً له.
-
تطوير المنظومة التعليمية باستمرار: ومن ناحية أخرى لا بد من التنويه لأهمية تطوير المناهج الدراسية باستمرار، حتى تكون دائماً مواكبةً للتطور في المجالات المتعددة للحياة، ومتماشيةً مع التغيرات في أفكار وقناعات واهتمامات الأجيال المتعاقبة، بالإضافة إلى أهمية تطوير المنظومة التعليمية بمختلف تفاصيلها من حيث الطريقة في إيصال المعلومة أو النظام الإداري للمؤسسات التعليمية.
-
الكثير من الأهل يشتكون من أن الأمور المتعلقة بدراسة أبنائهم المراهقين: ولا تسير كما هو مفروض، فالكثير من التلاميذ ضجرين من جو الدراسة والمدرسة وهم لا يدركون بحكم مراهقتهم وقلة خبرتهم قيمة تحصيلهم الدراسي والعلمي وتأثيره على مستقبلهم، وهذا بالطبع ما يترتب عليه وقوع المراهق في مشاكل متعددة تتعلق بدراسته، إلا أن الكثير من الاهل لا يكفون عن أداء واجبهم في الإرشاد والتوجيه وذلك بالطبع من منطلق قلقهم على مستقبل أبنائهم، وبين حيرة الأهل وقلقهم من جهة ورفض الابناء ونفورهم من جهة أخرى، كان لا بد من القيام بدراسة يحدد من خلالها ما هي هذه المشاكل التي تعترض المراهقين، وماهي أسبابها ومصادرها وأنواعها وبالتالي ما هي الطريقة الأمثل للتعامل معها
أخصائي نفسي
الولاء مكي