علاقة المراهق بوالدتة

أهمية اللغة الإيجابية مع الابن المراهق

عند قراءة قصة صديق حلوها المشار إليها أعلاه، وكيف تتعامل والدته مع تدخلاته، فوفقاً لكلامه هي “تهدد بالانتحار”! وهذا ما يضع الفتى في وضع متأزم حقيقة، فيكفي أن تتحدث بسلبية مع ابنك المراهق وستكون التأثيرات مرعبة، فما بالك بلغة التهديد وتحميل الفتى مسؤوليات وضغوط تفوق طاقته.وهنا من المناسب أن نشير إلى أهمية طريقة التحدث إلى الابن المراهق، واستخدام النبرة الداعمة خلال مناقشة ابنك المراهق في أي موضوع كان، وعلى الرغم من نسيان أولياء الأمور؛ أهمية ذلك.. خاصة في اللحظات التي تسيطر عليهم التعب والغضب والضغوطات، عليك أن تحسن الحديث مع ابنك المراهق خلال هذه المرحلة الحساسة.

أن نبرة الصوت التي تستخدمها الأمهات مع المراهقين (أبنا ء وبنات)، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على استجابات الأبناء العاطفية والسلوكية، وبالضرورة شكل العلاقة مع الأم، وهذا يوضح “مدى قوة صوتنا وأهمية اختيار النبرة المناسبة للتواصل في جميع محادثاتنا، إلى درجة أن الباحثين يمضون في دراسة تأثير نغمة الصوت على الاستجابات الفسيولوجية ، مثل معدلات ضربات القلب أو الطفح وحساسية الجلد، والفترة الزمنية التي قد تستغرقها هذه الآثار حتى الزوال.
تأثير علاقة المراهق بأمه على مستقبل علاقاته العاطفية
تعمل علاقة المراهق مع والدته كحاجز عازل من خلال تعزيز مشاعره في تقدير الذات، فسلوكيات الأبوة والأمومة الإيجابية، التي تتميز بالقبول والدفء في التعامل مع الأبناء؛ تعكس لديهم صورة داخلية إيجابية لأنفسهم على أنهم محبوبين ويستحقون الاحترام ، مما يعني قدرتهم على تحقيق التوازن في علاقاتهم العاطفية مستقبلاً.
حيث تنعكس كذلك تأثيرات علاقة الأم بأبنائها من خلال النواحي المهمة العديدة التي تحدثنا عن بعضها أعلاه، فكلما كانت علاقة المراهق مع أمه علاقة سليمة وصحية، كانت علاقاته مع النساء مستقبلاً صحية أيضاً، وكلما عانت علاقة الابن مع أمه من تشوهات ومشاكل؛ انعكست كلها على علاقته بالمرأة منذ اللحظة التي يبدأ فيها أي علاقة عاطفية في حياته امتداداً للزواج وكيفية تربيته لبناته مستقبلاً!

كيف تؤثر الأم على شخصية ابنها :
تلبي علاقة الابن بوالدته المتطلبات الأساسية التي يحددها علم النفس لتنمية إنسان؛ من حماية ودفاع وأمان، كما تجسد الأم الحكمة والذكاء، والنموذج الإنساني الأخلاقي الأعلى للابن، كذلك تعمل الأم على تعزيز الإلهام عند ابنها ليصبح أفضل إنسان :

  • الأمهات مرشدات لأبنائهن عندما يحتاجون إلى التوجيه أثناء التربية: لأن خبرة الحياة تعتمد على الممارسة، كما بدأ العلماء باكتشاف أدلة تشير إلى أن الذكاء؛ موروث من الأمهات أكثر من الآباء.

  • الأم مثال على المعايير الأخلاقية العالية للسلوك الإنساني: وتعمل على تكوين قدوة في التغلب على العقبات لتشجيع الأبناء على الوصول إلى أقصى إمكاناتهم.

  • تربي الأم أطفالها لتحقيق أفضل ما لديهم: فإذا كانت تربيهم على أساس أنهم يستطيعون فعل أي شيء، هذا ما سيقومون به، وإذا تمت تربية الطفل على قلة الثقة بنفسه وإمكاناته، هذا ما سيكون عليه مستقبله.

علاقة الأم بابنها عميقة الجذور وتتطور منذ ولادته حتى بلوغه، كما تؤثر على علاقاته المستقبلية، حيث تنبع أهمية العلاقة بين الأم والابن من ضرورتها للنمو الشامل والصحة العاطفية للشخص، وتؤثر الأم على ابنها في كثير من النواحي ومنها [2]:

  • الذكاء العاطفي: فالطفل الذي تكون علاقته بوالدته قوية ومتوازنة؛ يشعر بالثقة والأمان، حيث “يعاني الأطفال الذين لديهم ارتباطات غير آمنة بأمهاتهم، وخاصة الأولاد.. من مشاكل سلوكية أكبر بكثير ولسنوات لاحقة”.

  • القوة والاستقلال العاطفي: إن الحب غير المشروط وقبول الأم يطمئنان الابن، بأنه محبوب وقادر على أن يكون في المستقبل صديق جيد، ويجرب علاقات حب صادقة أيضاً.

  • السيطرة على السلوك: يساعد الذكاء العاطفي الذي تعززه الأم لدى الابن؛ على تطوير قدرة المراهق على التعبير عن أفكاره، بالتالي يطور ضبط النفس في الفصول الدراسية والحياة الاجتماعية وفي علاقاته المستقبلية.

  • انتفاء الصورة النمطية لتربية الذكور: تربي الأم صبياً لا يعتقد أنه يجب أن يكون صارماً أو مهيمناً بشكل دائم، أو أن يكون عنيفاً لإثبات رجولته! حيث لا بأس في أن يبكي الأولاد أو يعبروا عن مشاعرهم، وبالضرورة سيكون لديهم صداقات طويلة الأمد، كما سيتقنون التواصل دون خوف أو موانع.

  • احترام المرأة: العلاقة الوثيقة مع الأم ستساعد الولد على تقدير دورها في حياته ومساهمتها في الأسرة، بالضرورة سيتعلم احترام المرأة بشكل عام، لأن احتمال مواجهته مشاكل التفوق مع نظيراته من الإناث سيكون أقل.

  • العلاقة الإيجابية بين الأم والابن تقلل من تأثير ضغط الأقران عليه: فللأم تأثير كبير في موقف الصبي عند بلوغه من الكحول والمخدرات والجنس وكل السلوكيات التي قد يتبعها المراهق تحت تأثير الأقران والأصدقاء.

  • النجاح في الحياة والعلاقات: يغدو الصبي ذو العلاقة الجيدة مع والدته؛ شخصاً ناجحاً في المستقبل، وذلك على الصعيد المهني، فضلاً عن نجاحه في علاقاته العاطفية.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟