“لتكون أباً مثالياً لا بد أن تقرأ كل يوم شيئاً جديداً عن التربية السليمة”
عندما نتعامل مع طفل خلوق أول ما نقول له “نعم التربية”، كذلك عندما نتعامل مع طفل سيء الأخلاق ننعته بسوء تربيته، وجميعنا يلقي اللوم على الأبوين في كل ما يفعله ابنهما حتى بعد أن يكبر، ذلك أن ما يزرعه الأب وتزرعه الأم في الأبناء يطول حصاده بطول حياتهما.
ولذلك فتربية الأبناء تربية سليمة هي أهم ما يجعل من الأب أباً مثالياً، إليكَ بعض النصائح التربوية التي تساعدك لتكون الأب المثالي:
1- أظهر حبك لأبنائك منذ اليوم الأول، لا تصدق أن القسوة دور الأب، دور الأب الحقيقي أن يكون مرشداً ناصحاً محباً، لذلك لا تتردد في إظهار حبك لأبنائك في كل وقت، ويمكنك أن تقرأ أكثر عن تأثير التجاهل العاطفي على الأطفال.
2- كن قدوة حسنة لأبنائك، إن كنت تريدهم ألا يكذبوا فلا تكذب أمامهم، وإن كنت تريدهم أن يبتعدوا عن التدخين فأقلع أنت عن التدخين أولاً، وإن كنت تطلب منهم الهدوء فلا تسمعهم صراخك الغاضب، واحترم أباك وأمك وزوجتك قبل أن تطلب من أبنائك احترامك، اقرأ أكثر عن تقليد الأبناء لآبائهم.
3- لا تجبرهم على شيء، فكل ما تجبرهم عليه سيتركونه عندما تقلُّ سلطتك عليهم بفعل الزمن، تأكد أنك تخاطب عقولهم وتقنعهم بوجهة نظرك، فالسلوك الذي ينبع من القناعة أكثر استقراراً من السلوك الذي يأتي بالإكراه.
4- قدم لأبنائك التعليم المناسب، واسعى بكل ما أوتيت من قوة ليكونوا الأفضل، نعتقد أنك لا تحتاج لتوصية بذلك، ساعدهم على اكتساب مهارات جديدة، سيكون طفلك ممتناً لك في كل مرة يذهب فيها إلى البحر مع أصدقائه لأنك علمته السباحة، وسيكون ممتناً في كل مرة يحادث بها سائحاً أجنبياً لأنك علَّمته اللغة.
5- مهما كانت معتقداتك الدينية، السياسية، الفكرية والثقافية، لا تتعامل مع أبنائك كوعاء يجب أن تسكب به نفسك، أعطهم المفاتيح ليبحثوا ويفهموا ويؤمنوا، ساعدهم على التمييز بين الحق والباطل دون أن تقول لهم هذا حق مطلق وذاك باطل مطلق.
6- كن مخلصاً لأسرتك، لزوجتك، لالتزامات بيتك، فأبناؤك سيتعلمون منك الإخلاص.
7- حافظ على التوازن في التعامل مع أبنائك، ولا تزرع بذور الشقاق بين الأخوة، علمهم قيمة الأخوة وبرهن لهم أن مكانتهم في قلبك متساوية، حتى وإن كنت داخلياً تفضل أحدهم على الآخر، لكن لا تظهر تفضيلك هذا بشكل فج يجعل من الأخوة أعداءً.
8- لا تكن عنيفاً، هناك عشرات الطرق المفيدة في العقاب دون عنف، وهناك مئات الأساليب التربوية التي تساعدك على تعليم أبنائك وتربيتهم دون أن تلجأ إلى ضربهم.
9- جاوب عن كل الأسئلة، إن أسوأ جواب يسمعه الطفل من أبيه “ستعرف وحدك عندما تكبر”، تأكد أن السؤال مهما كان محرجاً هناك طريقة للإجابة إجابة صحيحة ومقنعة، لكن لا تترك الأسئلة معلقة في الهواء، خاصة في عصر محركات البحث عبر الإنترنت، كن أنت من يربي ابنك لا جوجل.
10- لا تحتقر ابنك يوماً مهما فعل، لا تنظر إليه بازدراء، لا تتنمر عليه، لا تسخر منه، لا تقارنه يغيره، لا تستخف بأفكاره أو آماله وأحلامه، لا تسخر من شكله أو صوته، فقط علمه وأعطه المزيد من الحب والمعرفة، وعزز ثقته بنفسه.
11- دافع عن أبنائك بكل قوتك، لا تسمح لأحد أن يحطم آمالهم، ولا تسمح لأحد أن يتنمر عليهم، علمهم كيف يكونون أقوياء ويدافعون عن أنفسهم، وكن أنت قريباً منهم دائماً.
12- لا تجعل محبتك لأبنائك أو خوفك عليهم أو حمايتك لهم وتحمُّلك مسؤوليتهم موضوعاً للمساومة.
13- قدم لأبنائك بيئة صحية من خلال الحفاظ على مسكن صحي، وتأمين الغذاء الصحي والمفيد لهم، وتأمين الرعاية الصحية المناسبة، لا تهمل مثلاً التطعيمات واللقاحات والفحوص الدورية، ولا تهمل الأعراض الصحية التي تعتقد أنها بسيطة.
14- لا تنقل تجاربك السلبية إلى أبنائك، إن كنت معقداً من النساء لا تعلِّمهم كره النساء، وإن كنت قد مررت بتجربة روحية سيئة لا تدفعهم بعيداً عن الإيمان، انقل تجاربك الإيجابية فقط.
أخصائي نفسي
الولاء مكي