تحليل الشخصية الكتومة
ما هي مشاعر الشخص الكتوم؟ قد يكون الشخص الصامت محاصراً بمشاعر التهرب والتجنب، فهو يتفادى الغير ويتفادى التعامل معهم لأنه لا يريد مواجهة معهم، وصمته المستمر هو تعبير عن خوفه من رد فعل الآخرين على أفكاره أو طريقة كلامه، وعلى الجانب الآخر قد يكون الشخص الكتوم معجباً بنفسه ومستخفاً بالآخرين، ما يجعله يتجنب التواصل معه لأنه لا يرى فيهم الكفاءة لسماع أفكاره وآراءه.
ويقال الشخص الصامت هو شخص تعلم الصمت لأنه لا يريد أن ينفتح على الغير، ربما أصابته جروح من التحدث مع آخرين، أو عانى من التنمر والإساءة في مرحلة ما من حياته جعلته أقل ميلاً لفتح خطوط التواصل، أو أنه يعاني من رهاب الانفصال عن الآخرين ما يجعله يخاف من التعبير عن مشاعره وآرائه خوفاً أن يهجره من حوله.
وفي بعض الحالات قد تكون دوافع الشخصية الكتومة هي التمويه والتورية، حيث يدخل الشخص في بيئة لا تشبه بيئته التي نشأ بها، أو يمتلك ماضٍ لا يرغب بمشاركته مع الناس الذين عرفوه مؤخراً، فيلجأ للصمت كنوع من إخفاء طباعه وأسلوب حياته والبيئة التي ينحدر منها.
ليس كتوماً لكنه غير مرتاح
من العلامات المهمة التي يجب تمييزها إن كان الشخص الذي تتعامل أو تتعاملين معه كتوماً فعلاً ولا يحب الكلام، أم أنه غير مرتاح في هذه العلاقة أو لوجود أشخاص معينين، معظمنا يلجأ للصمت عندما لا يكون مرتاحاً مع الأشخاص المحيطين به وإن كان ثرثاراً في حياته الطبيعية.
أنا مثلاً من كبار الثرثارين الذين قد تقابلهم في حياتك! قد أبدأ في حديث مستمر بدون انقطاع لفترة طويلة جداً، لكن في بعض المواقف كنت أصمت لساعات طويلة دون أن أتكلم أو أشارك في الأحاديث لأني لم أشعر أن الحديث يعنيني أو أن الأشخاص الذين يتحدثون يعون لي الكثير، كانوا زملاء عملٍ أصغر مني سناً مشغولين بأمور غير التي أهتم بها ويتكلمون لساعات طويلة عنها، ولو أخذتهم إلى الوسط الذي أنتمي إليه لتحولوا غالباً إلى أشخاص صامتين تماماً!
أخصائي نفسي
الولاء مكي