المراهق الغاضب

يجد معظم الآباء مشكلة في التعامل مع أبنائهم خلال فترة المراهقة وخاصة إذا كان المراهق عصبي، ولا يعي بعض الآباء حساسية هذه المرحلة وأهميتها في بناء شخصية المراهق فيتعاملون معه بطريقة ندّية أو بالعنف الأمر الذي قد يتسبب في حدوث مشاكل وعقد نفسية له عند الكبر .

العصبية والغضب عند المراهقين ….

مرحلة المراهقة هي الفترة التي تحدث فيها التغيرات الجسدية والعاطفية وتغيرات في المزاج لدى المراهق، فالغضب والعصبية جزء طبيعي من هذه المرحلة غالباً ما تنتهي بانتهائها، كما أنها عاطفة ثانوية عند المراهقين تخفي عواطف أخرى أساسية مثل الحزن والأذى والشعور بالعار والخوف.
ويمكن أن تكون عصبية المراهق رسالة للوالدين أنه بحاجة إلى الحب والدعم والأمان والرغبة في لفت انتباههما للاهتمام به، أو يمكن أن تكون رد فعل طبيعي تجاه الضغوط الخارجية والانتقاد المستمر من قبل الأهل.
ويجب على الوالدين أن يعو بأن المراهق لا يعرف السيطرة على انفعاله والتعامل مع غضبه وهذا ما يجعله خائف ومحبط، لذلك فإن مهمة التعامل مع عصبية المراهق وعلاجها يقع على عاتق الأهل.
ويتساءل معظم الآباء إذا ما كانت عصبية المراهق خطيرة أم لا، وهنا يجب أن نوضح أنه على الرغم من أن العصبية والغضب مرحلة طبيعية ومقبولة وغير خطيرة ولكن يجب التمييز بينها وبين السلوك العدواني فعندما يرافق العصبية سلوك عدواني يجب على الوالدين الحذر واستشارة مختص نفسي.

كيفية التعامل مع المراهق العصبي والعنيد

من المهم أن يدرك الآباء أن سلوكهم وردود أفعالهم وطريقة التعامل مع غضب المراهق له دور كبير في تحسين حالة المراهق العصبي ومساعدته في التخلص من نوبات الغضب وذلك من خلال:

  • محاولة فهم المراهق: إن إحساس المراهق بأن والديه يسيئان فهمه ويعاملانه كشخص غريب الأطوار يزيد من عصبيته وانفعاله لذلك يجب محاولة تفهم عصبيته خلال هذه المرحلة ومعالجة أسبابها.

  • حاول تعزيز ثقة المراهق بنفسه: يحاول المراهق الفاقد لثقته بنفسه أن يثبت نفسه من خلال الصراخ والصوت العالي لذلك حاول تعزيز ثقته بنفسه وبأنه شخص محبوب وذكي، حيث سيساعد ذلك في تقليل عصبيته وانفعاله.

  • التشجيع على إيجاد هواية: حاول أن تشجع المراهق على اكتشاف هواية ما مثل الرسم أو العزف أو السباحة أو أي رياضة أو هواية أخرى ومحاولة تنميتها فذلك يساعد على ملئ وقته وتفريغ طاقة الغضب والعصبية والتحكم بمشاعره السلبية.

  • ضع حدوداً للعصبية: عندما يهدأ المراهق يجب أن تقوم بالحديث معه كشخص واعي وتخبره بالتصرفات غير المقبولة عند غضبه والتي لا يمكن التسامح معها مثل تكسير الأشياء والكلام البذيء والعنف وإلا سيتم عقابه حيث يمكن أن يساعد ذلك في وضع المراهق لنفسه حدود عند الغضب.

  • تنفيذ العقوبات: عند خرق المراهق للقواعد التي وضعتها وقيامه بتصرفات عنيفة عند دخوله في نوبة غضب لا تهمل تنفيذ العقوبات التي هددته بها سابقاً وإلا سيشعر المراهق بأنه يمكنه القيام بكل شيء عند غضبه دون عقاب، وذلك سوف يزيد الوضع سوءً ويجعل المراهق يتمادى في تصرفاته لأنه يعرف مسبقاً أن والديه لن يعاقبانه ككل مرة.

    من الضروري أن نوضح أن عقاب المراهق لا يكون أبداً بممارسة العنف عليه واللجوء إلى الضرب وإنما بحرمانه من الأشياء التي يحبها مثل هاتفه أو مصروفه مثلاً.

  • دعمه وإظهار الحب: يحتاج المراهق للشعور بالحب والدعم من قبل والديه، لذلك حاول أن تطمئنه وتخبره أنك تحبه وستظل تحبه على الرغم من جميع تصرفاته، ذلك سوف يساعده في تخطي المرحلة بشكل صحي وبدون ترك آثار سلبية في شخصيته.

  • الحد من استخدام التكنولوجيا: يحتاج المراهق بشكل عام والمراهق العصبي بشكل خاص إلى الانخراط في المجتمع والتخلص من الوحدة التي يسببها الاستخدام الدائم للتكنولوجيا والتي تجعل المراهق يعيش في عزلة بعيداً عن المحيط مما يتسبب في جعله أكثر انفعالاً، لذلك حاول أن تضع قواعد تحد من استخدام التكنولوجيا في الجلسات الأسرية أو عند الخروج من المنزل مع العائلة.

  • قضاء الوقت مع ابنك المراهق: يحتاج كل مراهق أن يشعر بأنه محبوب من والديه، لذلك حاول قضاء وقت ممتع معه والقيام بنشاطات مشتركة، قضاء ساعة على الأقل يومياً مع ابنك والقيام بنزهة في العطل مع العائلة يمكن أن يساعد المراهق في تخطي هذه المرحلة.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟