ما إن يبلغ الطفل عامه السادس حتى تبدأ مرحلة جديدة في حياته، وتبدأ نزعته نحو الاستقلالية في التعبير عن نفسها بطرقه الخاصة، لكن أحياناً نجد طفلاً شديد الحساسية، ويصبح دقيقاً وحساساً.
قد يصاحب ذلك وجود حركات أو «لزمات» عصبية مثل رفرفة الجفنين، أو هز وتحريك الكتف أو العنق، أو النحنحة، أو تحريك الأنف، أو الاستنشاق أو السعال المفتعل، وقضم الأظفار، وغير ذلك من مظاهر سلوكية لا إرادية. وعادة ما تسبب هذه اللزمات الضيق للوالدين، ويحتاران في معرفة أسبابها، وكيفية علاجها.
معني أضطراب اللزمات العصبية :
انّ أضطراب اللزمات العصبيّه هو عباره عن حركات مفاجئه وسريعه ومتكررّه او لزمات صوتيه لااراديه . قد تشمل هذه اللزمات او التشنجات اللااراديه: حركه فجائيه للذراع، رمش العينين، تكشيره الوجه، همهمات، سعال، وخز الفم، والتلفظّ بعبارات بذيئه وهلمّ جرا.
تشخيص الطفل باضطراب اللزمات العصبيّه :
يجب ان تكون هذه التشنجات قد بدات بالظهور لديه قبل سنّ الثامنه عشر ويعاني منها بشكل مستمرّ ومفاجيء لمدّه عام علي الاقلّ. وغالباً ما تترافق هذه المتلازمه مع اعراض اخري مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، واضطراب الوسواس القهري لذلك من المهمّ ان تنتبهي الي هذه الاعراض لكي تعرفي ما اذا كان الطفل مصابًا باضطراب اللزمات العصبيّه.
اسباب هذا الاضطراب :
اللزمات العصبية غالبا تكون اسبابها «نفسية»، ومن المؤكّد هو انّ اللزمات تزيد في لحظات القلق والتوتر. في بعض الحالات، ليست هناك ضروره لمعالجه التشنجات اللااراديه لانهّا قد تختفي مع مرور الوقت .
أسباب بيئية كالقسوة أو التدليل الزائد، ووجود مشاكل أسرية وسوء علاقة الأبوين أحدهما بالآخر، أو سوء علاقة الأطفال بعضهم ببعض داخل الأسرة الواحدة .
لكن قد تتسبب في أعراض فسيولوجية مثل سوء الهضم والتبول اللاإرادي .
وأسبابها يمكن أن تكون «عضوية» كزيادة إفراز الغدة الدرقية
أنواع اللزمات العصبية :
هناك نوعان أساسين للزمات العصبية:
اللزمات الحركية
اللزمات الصوتية
وكلا النوعين يمكن أن يظهر في صورة مركبة أو بسيطة
والمقصود بالحركة البسيطة هو الانقباض السريع المتكرر لمجموعة من العضلات تؤدي وظيفة مماثلة كأن تكون كل المجموعة تساعد على حركة في إتجاه واحد أو تؤدي وظيفة مشابهة… على سبيل المثال:
إرتجاف العينين (البربشة)
تحريك الرأس
تحريك الكتف
أو عمل حركات بالفم وغيرها.
أما الإضطرابات الحركية المركبة فتبدو وكأنها عمل له هدف وليس حركة عفوية وهي بالطبع حركة من الحركات المعتادة اليومية في حياة الطفل، فيبدو الطفل لمن يراه وكأنه:
يتجمل أو يحاول التعديل من مظهره العام (مثل المسح على الشعر أو خفض الرأس للنظر إلى المرآه أو التمايل يمنة ويسره).
يتكرر من الطفل شم الأشياء بصورة متكررة ؛ شم الأصابع ، شم الأطعمة، شم الأطفال، شم الجوارب، شم الصابون.
القفز المتكرر وسلوكيات لمس الأشياء بشكل متكرر.
محاولة تقليد ما يراه الطفل من حركات يقوم بها شخص ما أمام الطفل
سلوكيات الطفل حركات جنسية فاحشة
بينما اللزمات الصوتية تظهر في صورة:
لزمات صوتية بسيطة: مثل الكحة أو صوت تنظيف الحلق (أحح-أحح) أو صوت يشبه صوت الشخير أو يصدر صوت كالنباح.
لزمات صوتية مركبة: تتضمن تكرار كلمة أو جملة والتي غالباً ليس لها علاقة بالموقف الذي يعيشه الطفل في لحظة حدوث اللازمة، أو تكرار الطفل للتلفظ بكلمات أو عبارات بذيئة أو تكرار الطفل لكلماته أو تكرار الطفل لآخر كلمة سمعها من شخص آخر
ماهي أعراض هذا الإضطراب اللزمات العصبية :
السنة السابعة من عمر الطفل هو الغالب الذي تظهر فيه الأعراض و الغالب لأنه قد تسبق السنة الرابعة او تتأخر عنها، وقد تظهر أي من اللزمات العصبية في سن مبكرة عن السنتين،
عادة ما تبدأ الحركات اللا إرادية في منطقة الوجه والرقبة وبمرور الوقت تمر بمنطقة الجذع والأطراف والبطن.
لكن أهم اللزمات التي تشغل الأهل هي ما تصيب منطقة الرأس والوجه والأطراف، كذلك ما تصيب عضلات الجهاز التنفسي والهضمي. وعندما تسري النبضات الحركية في المناطق السابقة فإن الطفل يعبر عنها في صورة حركات بالفم أو ظهور تجاعيد في الجبهة أو رفع الحواجب أو رمش العينين أو الغمز بالعينين أو حك الأنف أو تحريك فتحاته وشد عضلات الوجهة لإظهار الأسنان أو قد يعض على الشفاة أو قد يخرج لسانه أو قد يحرك الفك السفلي للأمام أو هز الرأس وكأنه يقول “أيوه” لكن بشكل متكرر أو هز الرأس بأي طريقة أخرى أوحتى صدمها في أي شيء أمامه.
قد تظهر اللزمة في منطقة الرقبة كأن يلوي عنقة كأنه ينظر على أحد جانبية . كما قد يعاني المريض من هز اليدين أو الذراعين أو “طرقعة” الأصابع أو لف الأصابع وطيها ، أو أن يقبض يديه أو يحرك كتفيه أو قدميه أو ركبتيه أو أصابع الرجل، أو يمشي بطريقة غريبة أو يلوي جسده خاصة منطقة الجذع أو ان يقفز.
كما قد تظهر تلك الأمور اللا إرادية في صورة نوبات (الزغطة) أو التنهد أو التثاؤب أو إصدار أصوات النفخ أو الصفير أو التجشؤ أو المص أو المضغ .
عادة ما يسبق ظهور اللزمات مجموعة من العلامات المرضية مثل صعوبة التركيز وسرعة الغضب والتوتر والعصبية من اتفه الأسباب ثم يتبع ذلك إرتجاف العينين ثم حركات الرأس أو الوجه، وغالباً ما يبدأ المريض في تكرار التلفظ بألفاظ بذيئة في بداية عمر المراهقة وتظهر في ثلث الحالات المصابة تقريباً وهذا ما يحدث على المستوى الظاهري لكن هناك عدد من المرضى يعاني من الانشغال بتلك الألفاظ في ذهنه بشكل مفاجئ ومتكرر فيقتصر الأمر لديه على التفكير في كلمات أو أفعال بذيئة لكنه لا يتلفظ بها.
في الحالات الشديدة قد يؤدي حدوث تلك اللزمات إلى بعض الإصابات في الجسم.
كما أن المصابين بمتلازمة توريت غالباً ما يعانون من أفكار وسواسية أو أفعال قهرية وصعوبة في المحافظة على التركيز ومن ثم يصبح الطفل سهل التشتت ومنهم من يعاني من إضطرابات في الشخصية لاحقاً. لكن بمتابعة عدد كبير من حالات مرضية تعاني من متلازمة توريت لوحظ أن مشكلة ضعف التركيز غالباً ما تسبق ظهور أعراض اللزمة العصبية بينما يتأخر ظهور الأعراض الوسواسية القهرية لما بعد ظهور اللزمة العصبية وحتى الآن لم يتأكد دليل على سبب حدوث تلك الوساوس ؛ هل بسبب حدوث اللزمة العصبية، أم أن هناك خلل ما أدى إلى ظهور المرضين معاً في نفس الطفل؟!!
من اللزمات العصبية ما قد يصاحبها أفعال عدائية أو جنسية غير لائقة قد تؤدي إلى عواقب إجتماعية لا يرضاها الجميع؛ لذلك يمكننا القول أن حدوث اللزمات العصبية هو حالة من فقد السيطرة والتحكم في السلوك على مستوى الوعي واللا وعي مما يؤدي إلى نشأة سلوك إندفاعي غير محسوب وعدم القدرة على منع الأفكار والخواطر غير المناسبة لتتحول إلى أفعال.
و عادة ما يعاني المريض من تاريخ مرضي لعدد من اللازمات الحركية السابق ذكرها وعلى الأقل واحدة من اللزمات الصوتية وحتى يتم تشخيص متلازمة توريت فإنه يستوجب أن تظهر اللزمات العصبية (الحركية منها والصوتية) عدة مرات على مدار اليوم وبشكل مستمر –أو متقطع- لكن على مدار سنة على الأقل، وتظهر على شكل نوبات لكن إذا ظهرت الأعراض بشكل متقطع فيجب ألا يكون هناك فترة خالية من اللزمات (الحركية والصوتية ) لمدة 3 أشهر متتالية.
يجب التأكد من عدم تناول الطفل لأدوية قد تؤدي إلى صورة مرضية مشابهة من قريب أو من بعيد لهذه المتلازمة، كما يجب التأكد أن هذه الأعراض ليست بسبب مرض عضوي يؤثر على قدراته الإدراكية والذهنية.
نصائح لعلاج اللزمات العصبية :
1. تحسين المناخ الأسري المحيط بالطفل.
2. منح الطفل احتياجاته النفسية من العطف والحب والحنان والأمن والاستقرار الأسري.
3. تجنب نقد الطفل أو الاستهتار به أو التحقير من شأنه.
4. إشعاره بأهميته واحترامه ومراعاة مشاعره حتى يستعيد ثقته في نفسه.
5. إهمال حركاته اللاإرادية وعدم تنبيهه أو الحديث عنها له.
6. حمايته من سخرية أقرانه بحزم حتى لا يشعروه بالسخرية أو الإهانة.
7. تشجيعه على الاختلاط وتنمية شخصيته اجتماعياً.
8. إعادة النظر في أسلوب تربيته وتعديلها بعيداً عن القسوة أو العنف أو التدليل المفرط.
9. إتاحة فرصة ممارسة لعبه وهواياته بحرية والاشتراك في الأنشطة التي يميل إليها.
10. عدم تدخل الآباء في كل صغيرة وكبيرة في شؤون أبنائهم بحيث لا ينشأ الطفل اتكالياً واعتمادياً ما يؤثر سلباً على الاستقلالية.
بي بيرفكت للطب النفسي
أكاديمية كوريكتور
أخصائي نفسي
الولاء مكي