آثار الطلاق على الأطفال، كيف يتقبَّل الأطفال انفصال الوالدين وفكرة الطلاق؟ وكيف يؤثر الانفصال عاطفياً على الأبناء؟
تأثير الطلاق على الأطفال من الناحية العاطفية ….
يختلف تأثير الطلاق من أسرة لأخرى، ومن طفل لآخر، أحيانًا يشعر الأطفال بالارتياح بسبب طلاق والديهم، وذلك في الظروف القصوى التي يعني الزواج فيها تهديدًا وضغطًا مستمرًا، ولكن غالبًا ما ينتج عن الطلاق اضطرابات عاطفية لجميع أفراد الأسرة، وبالنسبة للأطفال، قد يكون الوضع مخيفًا للغاية ومربكًا ومحبطًا.
وبعيدًا عن الكلمات العامة، دعونا نتعرف على المشاعر التي يعيشها الأطفال بعد طلاق الأبوين بشكل أقرب:
1- يصعب على الأطفال الصغار فهم سبب وجوب انتقالهم بين منزلين.
2- يشعر الأطفال بالقلق أنه إذا توقف حب والديهم لبعضهما، أنه سيأتي يوم ويتوقف حب والديهم لهم أيضًا.
3- قد يقلق أطفال مرحلة المدرسة الابتدائية من أن الطلاق خطأهم، ويفترضون أن الطلاق بسبب سوء تصرفهم أو خطأ ما ارتكبوه.
4- قد يصبح المراهقون غاضبين جدًا من الطلاق والتغييرات التي تحدث نتيجة له. قد يلومون أحد الوالدين على انتهاء الزواج، وقد يكرهون أحد الوالدين أو كلاهما بسبب الاضطرابات في الأسرة.
من الطبيعي أن يشعر الأطفال بمجموعة من المشاعر الصعبة، ولكن الوقت والحب والاطمئنان سيساعدهم على التعافي والتجاوز، أما إذا ظل أطفالك يعانون من المشاعر الصعبة فقد تحتاج إلى طلب مساعدة متخصصة.
التحديات الناتجة عن الطلاق في حياة الأبناء :
ينتج عن الطلاق العديد من التغيرات والأحداث التي قد تكون مربكة للطفل، فانفصال الوالدين ليس هو الجزء الأصعب في الطلاق بالنسبة لغالبية الأطفال، وإنما الضغوطات المصاحبة والناتجة عن الطلاق.
ومن المهم أن ينتبه الوالدان للتداعيات الناتجة عن الطلاق ومحاولة تقليل تأثيرها السلبي على الأبناء، ومنها:
1- عادةً ما يفقد الأطفال الاتصال اليومي مع أحد الوالدين – وغالبًا ما يكون الآباء- مما يؤثر على ضعف الرابطة بين الأب والأطفال بعد الطلاق، فإن العديد من الأطفال قالوا إنهم شعروا بعد الطلاق بالبعد عن آبائهم.
2- يؤثر الطلاق أيضًا على علاقة الطفل بالحاضن، وغالبًا ما تكون الأم هي الحاضنة، وتفيد الإحصاءات بأن الأم الوحيدة/ أو الأب الوحيد يعانون من مستويات أعلى من الضغط مما يؤثر على قدرتهم على التعامل والتحمل،
3- التغيرات الكثيرة سواء كانت كبيرة أو صغيرة تسبب إجهادا كبيراً للطفل، مثل تغيير المدارس، والانتقال إلى منزل جديد، والعيش مع أحد الوالدين وغيرها من التفاصيل.
4- من الشائع أن تحدث صعوبات مالية بعد الطلاق، وكثيرًا ما يضطر الأطفال إلى العيش في منازل أصغر، أو الانتقال إلى أحياء أو مدارس أقل.
5- الزواج الجديد للوالدين، والتعديلات المستمرة في شكل الأسرة، فغالبًا ما يتزوج أحد الوالدين أو كلاهما بعد الطلاق، ونسبة نجاح الزيجات الثانية أقل، مما يعني أن الأطفال سيشهدون حالة فراق جديدة وعدم استقرار يزيد مشاعرهم بالقلق، وفي حالة استمرار الزواج فقد ينشأ عنه إخوة وأخوات جدد، وهي تغيرات كبيرة يخوضها الطفل بعد طلاق والديه ترتبط بالكثير من المشاعر والانفعالات.
أخصائي نفسي
الولاء مكي