أنشغال الأهل عن الأبناء

 

وعندما لا يحسن الأهل تنظيم وقتهما بشكل فعال تظهر بعض المشاكل الناتجة عن انشغالهم عن تربية أطفالهم، ومن هذه المشاكل:

  • إهمال تغذية الطفل: كالاستغناء عن الرضاعة الطبيعية من الأم دون وجود سبب طبي، حيث ترغب بعض الأمهات بالحفاظ على شكل الثدي وعدم إفساده بالرضاعة، كما تنشغل أخريات بالوظائف والمهام المنزلية، ما يدفعهن للتعويض عن الرضاعة الطبيعية بالمنتجات الصناعية، وقد تستمر البدائل غير الصحية في كل مراحل الطفولة.

  • الحرمان العاطفي: فالطفل يحتاج للقرب من والديه ليس فقط لتلبية حاجاته المادية، وإنما أيضاً لديه حاجات عاطفية، وانشغال والديه عن إشباعها له آثار سلبية على نفسية وشخصية الطفل.

  • التأخر في تعلم بعض المهارات الضرورية: كاللغة والكلام أو المشي أو الطعام والعناية بالنظافة وارتداء الملابس والعديد من المهارات الأساسية في حياة الطفل.

  • ضعف العلاقة بين الطفل ووالديه: وما لهذا الضعف من آثار على تكوين الشخصية الاجتماعية للطفل، كالفتور العاطفي تجاه والديه والتفكك الأسري.

  • آثار صحية: حيث أن الطفل في مراحله المبكرة يحتاج إلى رعاية تامة من قبل والديه مثل النظافة الشخصية أو دخول الحمام والعناية الصحية، وإهمال هذه الأشياء سوف يعود بأثر سلبي على صحة الطفل وعلى اكتسابه للعادات الصحية الصحيحة.

  • الدور التربوي للوالدين: الطفل سيتعلم ويبحث عن الإجابات سواءً قدمها الآباء والأمهات أو غيرهم، لذلك فإن انشغال الأبوين عن الأطفال قد يجعل مصادر المعرفة والاكتساب غير منضبطة بحياة الطفل، ما قد يفشل النهج التربوي بأكمله.

حلول مشكلة انشغال الوالدين

للخروج من المأزق الذي ينتج عن المقارنة بين انشغال الوالدين بحياتهم الشخصية ومهامهم الحياتية من جهة، وحاجة طفلهم للمحبة والاهتمام والرعاية؛ يمكن اتباع مجموعة من الخطوات للتخفيف قدر الإمكان من سلبيات هذه المعضلة الاجتماعية، ومن أساليب إدارة تربية الأطفال مع آباء وأمهات منشغلين:

  • تنظيم وقت الحياة عموماً: الأمر أشبه بتجميع قطع مختلفة بالشكل والحجم في إطار محدد، تغير الترتيب دائماً يساعد على استغلال المساحة، وإعادة تنظيم الوقت سيكون أولوية للآباء المنشغلين ليتمكنوا من استغلال الوقت بفاعلية قصوى.

  • تقسيم الوقت بين الوالدين: بشكل مدروس ومخطط من حيث المهام والواجبات بهدف تجاوز الخلافات وتأمين متطلبات الطفل والمنزل، دون أن يشعر الطفل بنقص، أو يضطر أحد الوالدين للتضحية بحياته بشكل كلي فيما ينغمس الآخر بتحقيق ذاته.

  • إدخال الطفل في برامج ونشاطات مفيدة: مثل أنواع الرياضة المختلفة المحببة والمفيدة بالنسبة للأطفال، أو تعلم أحد المهارات في المؤسسات المختصة، أو حتى تنمية المقدرات والمواهب الخاصة التي قد يتمتع بها الطفل، حتى لا يشعر الطفل بالفراغ وبحاجة وجود والديه دائماً بجانبه.

  • التعويض العاطفي: مثل العمل على جعل الوقت القليل المتاح للأطفال كافي لإيصال مشاعر المحبة والاهتمام واستمرار التواصل بين الطفل وذويه، كمشاركته للأشياء التي يحبها والاهتمام أكثر بمشاعره دون مبالغة؛ حتى لا يشعر أن المسافة بعيدة جداً بينه وبين والديه، هذا بالإضافة لإيجاد الوقت للتحدث والحوار معه وتعليمه حكم وعبر الحياة.

  • الانتباه لسلوك الأهل أمام طفلهم: انشغال الوالدين كما ذكرنا لا ينعكس فقط على عنايتهما بالأطفال، بل أيضاً على علاقتهما الزوجية، وعليه يجب أن يكون الوالدان حذرين في التعامل مع بعضهما أمام الأطفال وحل المشاكل الزوجية لتأمين بيئة أسرية مستقرة.

  • العمل على تنسيق وقت انشغال الأهل مع وقت انشغال طفلهم: مثل جعل أوقات الفراغ مشتركة كفترة عودة الأهل من العمل وعودة الطفل من المدرسة، وجعل أوقات العمل أيضاً متناسبة مثل تناسب وقت قيام الأهل بالواجبات المنزلية مع انشغال الطفل بالواجبات المدرسية.

  • التركيز على الحياة الأسرية: لا يجوز مثلاً أن يأكل أفراد الأسرة في مواعيد مختلفة وكل منهم وحده بل يجب أن يجتمع الجميع على المائدة ويتبادلون أطراف الحديث أثناء تناول الطعام، هذا بالإضافة لضرورة الخروج في نزهة أو أي شيء من هذا، حيث يجب أن يعتاد الطفل على أجواء الأسرة ولا يفقدها حتى لو كانت أوقاتها قليلة.

أخصائي نفسي

الولاء مكي

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟