كيف تستعد الأسرة لاستقبال طفلها الثاني؟

مرحباً ابنى الثانى .. مرحلة التهيئه

“كيف تستعد الأسرة لاستقبال طفلها الثاني؟” مع استقبال الأسرة للطفل الثاني تتنوع المشاعر ما بين الشغف والشوق للمولود الجديد والقلق لكيفية استقبال الطفل الأول للحدث، فضلاً عن قلق الأم من زيادة مسؤولياتها، وكيف ستتواءم مع الأعباء الجديدة للقادم الصغير.

جذور المواقف النفسية

الحقيقة أن أداء هذه المهمة يحتاج إلى كثير من الفهم والاستيعاب لمشاعر وأحاسيس كل من الطفلين والتوفيق بحيث لا يتأثر أي منهما بالإفراط أو التفريط في الحقوق أو الاهتمام، ولكن المطلوب موازنة واعتدال في كل شيء.

ولا بد هنا أن نلفت النظر إلى أن كثيرًا من المشاكل النفسية تنبت جذورها في هذا الموقف سواء بالنسبة للطفل الأول إذا شعر بانحناء زاوية الاهتمام عنه إلى أخيه الصغير، أو بالنسبة للصغير إذا شعر بمرور الوقت أنه لم يأخذ مكانه في البيت وضاعت شخصيته في شخصية أخيه – وخاصة إذا كان الطفلان من نفس الجنس – حيث تشير الدراسات أن الطفل الثاني عامة يكون له مجموعة من الصفات المشتركة التي يحاول بها إثبات وجوده ولفت الأنظار إليه، مثل: العناد، وعدم إطاعة الأوامر، وكثرة البكاء، والإحساس بالاضطهاد، والرغبة في تقليد الكبار. هذا، وتتفاوت هذه الصفات زيادة ونقصًا من أسرة إلى أخرى حسب درجة الفطنة في التعامل مع المواقف المختلفة. و لكن كيف تتعامل الام ؟

 مرحلة الإعداد والتهيئة:

– أولاً لا بد من تهيئة الطفل الأول والتمهيد له مبكرًا، من منتصف الحمل مثلاً حتى يستعد الطفل نفسيًّا ولا يُفاجأ بالحدث، بل على العكس يكون متشوقاً لوصول أخيه، ويتساءل باستمرار، متى سيصل أخي؟ كيف سيكون شكله؟ ماذا سيلعب معي؟

– على الوالدين إشراك الطفل في كل الاستعدادات، مثل: اختيار ملابس المولود، وأخذ رأيه في ألوان الملابس والفرش، وتجهيز سرير المولود، واختيار اسم المولود.

– إذا كانت الأم تنوي تخصيص جزء من دولاب الطفل للمولود الجديد، فلا يجب أن تتم هذه الخطوة دون استشارته، بل الأفضل التناقش معه، وجعل الفكرة تنبع منه هو، ويقوم هو بالمساعدة في إعداد الدولاب.

– لا بد أن تحرص الأم على ألا يشعر الطفل بأنها تتركه كثيرًا وتذهب لشراء مستلزمات المولود أو للذهاب للطبيب، فيشعر أن هذا القادم الجديد بدأ يأخذ منه أمه ويشغلها عنه، بل تحرص على اصطحابه معها قدر المستطاع.

– يتأثر الطفل كثيرًا إذا شعر أن أمه مريضة أو متعبة ويشعر بالخوف عليها وعدم الأمان؛ ولذا على الأم أن تحرص ألا تشتكي أو تظهر متاعبها من الحمل أمامه، حتى لا يشعر أن هذا المولود الجديد هو سبب متاعب أمه فيكرهه.

ونلاحظ أن هدفنا في هذه المرحلة هو إعداد الطفل نفسيًّا؛ لاستقبال مولود وعضو جديد في الأسرة، وإيجاد حالة من الشوق لديه لوصول أخيه، مع البُعد عن كل ما يمكن أن يقلقه ويشعره بانشغالنا عنه وتزعزع مكانته في الأسرة.

مرحباً ابنى الثانى – مرحلة الولادة

د.منى البصيلي 

استشاري طب نفسي و تعديل سلوك

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟