ضعف شخصية الاطفال

تعتبر شخصية الطفل  من الاشياء المهمة لأنها تعبّر عنه بالدرجة الأولى ، وهي التي من خلالها يحكم الناس . و لا يوجد  علاقة بين ضعف شخصية الطفل والذكاء ،

فهناك الكثير من الأطفال ضاعت فرصهم بسبب شخصيتهم وضعفها، ففي أغلب الأوقات لا يعرفون كيف يعبّرون عنها.

ضعف الشخصية عائق يمنع الفرد من ممارسة حياتة بطريقة إيجابية، وتحقيق ذاته، لأنه يفقد الثقة في كل ما هو مصيري، ولا يقدر على إتخاذ القرارات أو تحديد الأهداف التي يسعى إليها، ودائمًا ما يلجأ إلى من حوله كي يستعين بهم في أبسط الأشياء، وضعف شخصية الطفل هي صفة مكتسبة ، فمن السهل تقويتها .

ما هو ضعف الشخصية؟

هو اضطراب يؤثر على مدى ثقة الشخص بنفسه، وفيه تتخلل الأفكار السلبية إلى عقله، ولا يستطيع أن يفكر بطريقة جيدة، ويفقد القدرة على إتخاذ القرارات، ويلجأ دائمًا إلى الآخرين لتخطيط حياته، ثم يفقد قدرته على مواجهة الآخرين حتى وإن تعرض للتوبيخ أو النقد .

أسباب ضعف الشخصية 

الشخصية الضعيفة هي نتاج للعديد من العوامل المتمثلة في النشأة والتربية والبيئة المحيطة ا ، ومن أهم اسباب ضعف الشخصية والعوامل المؤثرة عليها:

  • نمط التربية

الأسلوب الذي يتبعه الآباء في تربية أبنائهم يؤثر عليهم بصورة كبيرة، وإذا كان الطفل لا يعتد برأيهولا يعتمد علي نفسة للقيام بمهامة و ليس له استقلالية واضحة ، فهو ينشأ على الاعتمادية، ولا يستطيع اتخاذ أي قرار.

  • النقد السلبي

  • إذا تعرض الطفل للتنمر أو النقد السلبي أو التوبيخ المستمر لسنوات فأنه يعاني من الضعف والحزن طوال حياته ، خاصة إذا كان النقد يتعلق بالشكل أو الوزن أو وجود إعاقة.

  • تدني احترام الذات

إذا كان الشخص لا يثق بنفسه، ولا يمنحها الاحترام الذي تستحقه، فلن يجد التقدير من الآخرين، ولن يستطيع فرض رأيه، أو إتخاذ قرار مصيري.

  • الاستهزاء والتوبيخ

في حالة تعرض الشخص للاستهزاء والتوبيخ باستمرار، فهو لا يثق في نفسه، ويشعر دائمًا بالضعف، ويميل إلى تجنب أي أنشطة اجتماعية قد تشعره بالخوف أو عدم الأمان .

لا يلعب العامل الوراثي دورًا في تكوين شخصية الفرد، بالتالي ضعف الشخصية لا يمكن إسناده إلى أسباب وراثية، لكن في حالة إن كان أحد الأبوين لديه شخصية ضعيفة، فأن الأبناء يزداد لديهم احتمالية التأثر بهم .

أهم تلك العلامات التي تدل علي ضعف الشخصية عند الطفل :

  •  شخصية متردّدة إلى حدّ كبير ، لا تستطيع أن تتخذ قرارات وتكون دائمًا بانتظار الغير حتى يقرّروا عنها في كل شيء. فعندما يتعرّض الطفل لسؤال أو لطلب يقوم به، نراه ينظر لوالديه بالدرجة الأولى حتى يفكّروا عنه ويقرّروا له.

  •  شخصية ليس لديها القدرة على امتلاك زمام الأمور في المبادرة أبدًا، وليس لديها الشجاعة للتعبير عن مكنوناتها النفسية. وإننا نشعر أنه مهزوز وخائف، وهو يبتعد في حال شعر أن أحدهم سيكلّمه أو حتى يطلب منه شيئًا ما.

  •  شخصية تمتلك همّة قليلة جدًا ، وغالبًا همّة نادرة وعزيمتها دائمًا غير مرتفعة، وليس لديها النشاط ولا الحيوية. يبدو أنهم يتّصفون بالخمول ويفضّلون الاستماع عن التحدّث لخوفهم من كلامهم، ولأنهم لا يملكون الثقة به.

  • هي شخصية تهرب من تحمّل أي نوع من المسؤولية مهما كانت بسيطة، وهي وبشكل دائم تلقي اللوم على غيرها بل وتحمّلهم أخطاؤها حتى لا تشعر بذنب أكبر.

  •  شخصية بدون أي طموح، ولأنها كذلك فهي لا تؤدّي الالتزامات التي تُطلب منها أبدًا، لأنها لا تجد فيما ستقوم بعمله أي منفعة في المستقبل.

  •  شخصية تميل بشكل ملحوظ للعزلة والانطواء والابتعاد عن الناس وتجنّب مخالطتهم، وأي علاقة لها مع الآخرين مهما كانوا هي علاقة سطحية.

  •  شخصية معدومة الثقة بالنفس ومهزوزة بشكل واضح وملموس، وسرعان ما يتمّ تشخيص شخصية الطفل الضعيفة أسرع من تحليل أي نوع آخر من الشخصيات لدى الأطفال.

  • شخصية تميل إلى عدم الاعتراف بالحقائق ولا الاعتراف بالأشياء، ويكون ذلك لعدم تصديقها لها وخوفها من أن تكون الحقيقة هي شيء يخالِف ردّة فعلها له.

  •  شخصية للأسف سلبية ومتشائمة معظم الوقت، وهي تفتقد الصفات القيادية ولا تبادر بأي عمل أو رأي أو ما يمكن أن يوضّح ما بداخلها.

  • شخصية مشتتة فكريًا، مشغولة الذهن وتبكي لأتفه الأسباب ، ولا يهمّها إن كان هناك من يشاهدها من الناس، وهي ترفض عمل أي شيء مفيد.

كل هذه الصفات قد تكون في الطفل ضعيف الشخصية، لكن وكما قلنا سابقًا هي شخصية مكتسَبة ونستطيع تغييرها أو على الأقل التقليل من حدّتها.

طرق علاج ضعف شخصية الطفل :

  1. التشجيع المستمر على الاندماج والتعرّف بالمجتمع والناس من حولهم، وأن نساعدهم على كسر حاجز الخوف من أن يلتقوا بالناس أو حتى أن يخاطبهم.

  2. محاولة إشراكهم في عدّة أنشطة جماعية عائلية أو مع الأصدقاء حتى يتمكّنوا من إدراك أن هناك الكثير ممن لديهم صفات مشتركة وغير مشترك، وأن هذا أمر طبيعي جدًا.

  3. أعطاء مهام معينة نعلم جيدًا أنهم قادرون على تحقيقها وتنفيذها، حتى نعزّز القيادة، وتتحوّل شخصيتهم إلى شخصية قيادية إيجابية.

  4.  دعمهم معنويًا وعاطفيا ، كي لا يشعروا بأننا نقوم بذلك على شكل تقديم خدمة بل علينا أن نجعلهم يشعروا بمحبتنا حتى يستجيبوا لنا .

  5.  مساعدتهم على مخالطة الناس الإيجابيين الذي يحبّون الحياة، والمقبلين عليها دون مشاكل، والمتفائلين دائمًا لتنعكس الصور الإيجابية لهم وترتفع معنوياتهم في الحياة.

  6.  تقوية ثقتهم بالنفس ، ونحن من نقدّمها لهم وبطرق غير مباشرة. فأحيانًا كلمة صغيرة قد تغيّر من مزاج الطفل وتُشعِره بثقة كبيرة جدًا بالنفس .

  7.  احترام ذاتهم وتقديرها أمام الناس والإعلاء من شأنها، ولا مانع من التحدّث عن إيجابياتهم لغيرهم . لكن لا نبالغ في ذلك، لأن الطفل ضعيف الشخصية لا يعرف حدوده، وقد يصدّق تلك المبالغة ويتعامل معها بطريقة مختلفة.

  8.  استغلال القدرات التي يتمتّعوا بها مهما كانت بسيطة، والإمكانيات التي لديهم على أكمل وجه ونشعِرهم بأننا نلاحظ ذلك وبشكل واضح.

  9. إبعادهم قدر الإمكان عن العزلة ومحاولة مساعدتهم على الخروج إلى أماكن هم يختارونها، لأننا نريدهم أن يشعروا بالراحة وأن يندمجوا في الحياة بشكل عام.

  10. الابتعاد كل البعد عن الأشخاص السلبيين دائمي التشاؤم، والذين يشعرون بأن لا فائدة من أشخاص معينين في الحياة وأن لا فائدة من الحياة أصلًا، لأنهم فقط ينثرون التشاؤم وهذا يزيد الأمر سوءًا.

  11. مساعدتهم على وصف أنفسهم والتعبير عن مشاعرهم أول بأول، وأن لا يعتادوا على كبت المشاعر لأن ذلك يتحوّل إلى مشاعر سلبية فقط، وإخبارهم بأننا موجودون متى شاؤوا التعبير عن مشاعرهم.

  12.  تقديم الابتسامة في وجوههم  ومحاوطتهم دائما بالحب والاحضان حتى يعتادوا على الشعور بالقبول والامان حتي  نزرع الثقة بالنفس وبالتأكيد في نفوس الآخرين.

  13. علينا أن نكون صبورين ومؤمنين بما نعمل ونحن نحاول مساعدة الآخرين على التغيير من السلبية إلى الإيجابية، ومواجهة هذا التحدّي بالصبر.

  14. تحفيز القراءة  والاطلاع على كل ما هو جديد ، وتقوية ثقافتهم بالطلب منهم إن كانوا يرغبون بالتحدّث عن ما يدور في العالم .

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟