العادة السرية قبل البلوغ (2)

إن اكتشاف المناطق الحساسة أو الأعضاء الجنسية عند الأطفال مرحلة تطورية طبيعية لا بد منها، بل إن عدم مرور الطفل بهذه المرحلة قد يكون مؤشراً على مشكلة تحتاج لعلاج، وجزء من التطور الجنسي لدى الأطفال هو ممارسة العادة السرية أو فرك المناطق الحساسة، ما يثير قلق الأمهات والآباء، وتساؤلهم إذا ما كانت العادة السرية عند الأطفال حالة طبيعية أم لا.

علامات ممارسة الطفل للعادة السرية

كيف أعرف أن ابني يمارس العادة السرية؟ وما هي علامات وأعراض ممارسة العادة السرية عند الأطفال الصغار؟
في دراسة مهمة أجراها فريق من الأطباء على مجموعة من الأطفال الصغار والرضع للتعرف أكثر على طبيعة ممارسة الأطفال للعادة السرية؛ توصَّل الباحثون إلى نتيجة رئيسية أن الاستمناء عند الأطفال قبل البلوغ قد يكون على علاقة بمستويات هرمون استراديول Estradiol لكن الأمر يحتاج لمزيد من الأبحاث، كما استطاع الباحثون تحديد بعض أبرز العلامات والأعراض التي تدل على ممارسة الطفل للعادة السرية، وهي:

  • متوسط العمر الذي يبدأ عنده الأطفال بممارسة العادة السرية هو 19.5 شهراً، أي سنتين تقريباً.

  • يمارس الأطفال ما يشبه الاستمناء أو العادة السرية من خلال فرك الأعضاء التناسلية أو مداعبتها بمتوسط أربع مرات باليوم، بمتوسط 3.9 دقيقة لكل مرة.

  •  علامات ممارسة الأطفال للعادة السرية هي: احمرار الوجه، احتكاك الفخذين، التعرق، النوم بعد الممارسة، إضافة إلى حدوث اضطراب المقاطعة في حال إيقافه أو منعه، ويشمل الغضب والعناد والبكاء والإحباط.

كيفية التخلص من العادة السرية عند الأطفال

ابني يمارس العادة السرية كيف أتصرف معه؟ كيف أتعامل مع بنتي التي تفرك المناطق الحساسة؟ ما هو علاج العادة السرية عند الأولاد والبنات؟
من خلال جميع ما ذكرناه سابقاً يمكن القول أن المشكلة مع ممارسة الأطفال للعادة السرية أو الفرك الجنسي هي مشكلة اجتماعية بالدرجة الأولى، ولا يمكن النظر لممارسة الأطفال العادة السرية كمرض أو اضطراب ما لم يكن هناك إفراط بهذه العادة أو أحد عوامل الخطورة السلوكية التي تحدثنا عنها، لذلك فالحديث لن يكون عن علاج بالمعنى الطبي أو الدوائي، بل عن التعامل مع الطفل الذي اكتشف العادة السرية، وكيفية توجيه وإرشاد الأطفال الذين يمارسون العادة السرية للتحكم بمشاعرهم ورغباتهم والالتزام بالضوابط الاجتماعية والأخلاقية العامة.

وعلى وجه العموم هناك مجموعة من النصائح لتوجيه الطفل حول العادة السرية والأمور الجنسية عموماً:

  • استبعاد أي أسباب مرضية تدفع الطفل لفرك المناطق الحساسة أو حك الأعضاء التناسلية، وذلك من خلال زيارة طبيب الأطفال والفحص السريري والتشخيص التخصصي.

  • تجنب التعامل العنيف أو الصراخ أو المنع القهري للطفل بهدف منع العادة السرية، السلوك العنيف في هذه الحالات يؤدي إلى نتائج أسوأ بكثير من نتائج العادة السرية نفسها.

  • يعتبر عمر الطفل حاسماً في التعامل مع سلوكه الجنسي، حيث أن لكل عمر خصوصيته وطريقة التعامل معه والحديث معه عن الأمور الجنسية.

  • التواصل الدائم والمفتوح بين الأهل والأطفال هو الضامن الحقيقي لتجاوز صعوبات التربية، فعندما يكون الطفل واثقاً بأبويه ويشعر بالأمان؛ سيتقبَّل منهما النصيحة والإرشاد وسيثق بما يقولانه، لذلك لا بد من الحرص على التعامل مع الطفل الذي يمارس العادة السرية ضمن سياق تربوي .

  • العادة السرية ليست جريمة؛ وتصويرها كفعل شائن أو ممنوع سيؤدي إلى تعزيز سلوك التحدي عند الطفل الذي يمارس العادة السرية، فإذا كان لدى الأهل قيم أو أفكار يودون إيصالها للطفل لا بد أن يكون ذلك بعيداً عن التجريم وبأسلوب حكيم يجعل الطفل يفهم وجهة نظرهم ويقتنع بها.

  • ما يجب أن يخاف منه الأهل فعلياً هو مشاهدة الأطفال للمقاطع الجنسية، تحرش الأطفال ببعضهم، تعرض الأطفال للإكراه الجنسي أو الاعتداء، أو أذية الطفل لنفسه أثناء ممارسة العادة السرية، والحل لكل هذه المخاوف يكمن بالرقابة الأبوية الحكيمة من جهة، والتواصل الفعال مع الطفل من جهة أخرى.

  •  الإجابة على أسئلة الطفل الحساسة أيضاً تعتبر عاملاً رئيسياً في تجنيبه الاعتقادات والممارسات الجنسية الخاطئة على المدى القصيرة والطويل.

  • عزل الأطفال عن التوترات العائلية والمشاكل الأسرية وتأمين بيئة مستقرة وآمنة لهم، حيث أثبتت الأبحاث أن الأطفال الذين عانوا من إفراط بممارسة العادة السرية تمكنوا من تخطي هذه المشكلة بعد تغيير سلوك الوالدين تجاههم حيث يعتبر الحرمان العاطفي سبباً للإفراط بممارسة العادة السرية عند الطفل.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟