أهمية وجود الصداقه في حياة الطفل

الصداقة بالنسبة للأطفال هي أكثر من مجرد علاقات وظيفتها اللعب والتسلية، فالطفل يتعلم من أصدقائه وهم يتعلمون منه والصداقة في مرحلة الطفولة لها دور كبير في تحديد نمط الشخصية الذي سوف يكون عليها الطفل مستقبلاً، ومن هنا فتعلم آداب الصداقة منذ الطفولة له أهمية وتأثير كبيرين على بناء الشخصية الاجتماعية المستقبلية للطفل وطريقة تعامله مع الآخرين.

كيف تؤثر الصداقة في بناء شخصية الطفل.

الصداقة شيء مهم في جميع مراحل الحياة فمهما كبر الإنسان يحتاج دوماً لشخص يفهمه، أما بالنسبة للأطفال على وجه الخصوص تساهم الصداقة في مراحل مبكرة من العمر في بناء شخصية الطفل بشكل صحيح ومستقر دون تشكل فجوات نفسية قد تظهر فيما بعد، ومن آثار الصداقة على شخصية الطفل نذكر:

  1. الصداقة تجعل الطفل أكثر جرأة في الحياة الاجتماعية، خاصة عندما يبدأ الطفل في ارتياد روضة الأطفال، حيث أن تواجده في الروضة يقوي علاقته بأبناء جيله ويعلمه كيف يتعامل مع الأشخاص على الرغم من اختلافهم، فمثلاً يتعلم الطفل من خلال تواجده في روضة الأطفال كيف يحب أصدقائه وكيف يحترم معلمته وكيف يكون مهذباً بعيداً عن أمه كما أن روضة الأطفال تعلم الطفل كيف يعتمد على نفسه.

  2. الصداقة تجعل الطفل محباً بعيداً عن الأنانية حيث أن الأصدقاء في عمر صغير يتشاركون في الألعاب والطعام وهذا يجعل الطفل يبتعد عن الأنانية ويميل نحو طبع الإيثار والود.

  3. أما في المرحلة المدرسية تؤثر الصداقة في بناء شخصية الطفل من خلال تحفيزه من الداخل على الإبداع والمنافسة ويتعلم الطفل من خلال الصداقة المودة والحب، هذه الأسباب تجعل شخصية الطفل تنمو بشكل صحيح خاصة من خلال تعليم الأهل لطفلهم أن يتعامل بمحبة مع أصدقائه.

  4. كما أن حياة المدرسة تنمي لدى الطفل مشاعر الشعور بالآخرين وتجعل الطفل يعامل أصدقائه في المدرسة بلطف وتواضع.

  5. بالإضافة إلى أن الأصدقاء في المدرسة يساهمون في تغيير سلوك الطفل، فمثلاً الطفل الهادئ والخجول عندما يلعب مع عدد كبير من الأصدقاء يتخلص من طبع الخجل والهدوء ويصبح اجتماعي بشكل كبير.

  6. وبعد ذلك يدخل الطفل في مرحلة ما قبل المراهقة حيث تصبح علاقته بأصدقائه مبنية على المساعدة ويصبح الطفل في هذه المرحلة قادر على تقييم سلوك أصدقائه وهنا تظهر الثقة وهي معيار للصداقة الناضجة، ولأول مرة يكون في هذه المرحلة من غير السهل حل الخلافات، ففي السابق كانت المشكلات بسيطة على الألعاب مثلاً وبعد ساعات ينسى الطفل سبب شجاره مع أصدقائه، ولكن في هذه المرحلة يكون من غير السهل إصلاح الخلافات كما في مرحلة الطفولة المبكرة فهنا تحتاج لمبررات واعتذار.

  7. وفي أواخر مرحلة الطفولة تؤثر الصداقة في تقوية المهارات ويصبح هنالك وعي أكبر لمشاركة الأنشطة وممارسة الهوايات المفيدة مثل لعب كرة القدم أو ركوب الدراجة أو التعلم على استخدام الكمبيوتر وما إلى ذلك.

آداب التعامل مع الأصدقاء للأطفال

هنالك عدة آداب للصداقة يجب على الأهل تعليمها لطفلهم في البداية ومن ثم يصبح الطفل يكتسب قواعد تعامله مع أصدقائه من خلال احتكاكه المتواصل معهم سواء في روضة الأطفال أو في المدرسة ومن هذه القواعد نذكر:

  1. يجب على الأهل مساعدة الطفل في تنمية مهاراته الاجتماعية بشكل إيجابي من خلال تعليم طفلهم أهمية المشاركة ومراعاة مشاعر الآخرين ومعاملة أصدقائهم باحترام.

  2. يجب على الأهل مساعدة طفلهم في الحصول على أصدقاء لديهم اهتمامات مماثلة على سبيل المثال ممكن أن يضع الأهل طفلهم في نادي للسباحة أو للرماية أو فريق كرة قدم بهذه الطريقة يضمن الأهل أن طفلهم يختار أصدقاءه بناءً على اهتمامات وهوايات مشتركة.

  3. كما يجب على الأهل مساعدة أطفالهم في العثور على مجالات اهتمام جديدة ومساعدتهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم من خلال المواقف اليومية التي يتعرضون إليها.

  4. في حال اختلف طفلك مع طفل آخر هنا يجب على الأهل مشاركة طفلهم ببعض النصائح المفيدة وإعطاء الطفل المجال للتعبير عما يزعجه ومساعدته في حل هذه المشكلة.

  5. يجب على الأهل تعليم الطفل أن يكون لطيفا ودوداً مع أصدقائه هذا يحث الأطفال الآخرين على الترحيب بطفلهم واللعب معه سواء في الحديقة أو في المدرسة، وهذه الطريقة تجعل الطفل مليئاً بالحيوية والطاقة الإيجابية وتجعله يستمتع بوقته ويشعر بالفرح طوال الوقت.

  6. كما يجب تعليم الطفل الإخلاص منذ نعومة أظافره هذه الصفة تجعل الطفل أهلاً للثقة وتساعده في تكوين صدقات أكثر وتكبر هذه الصفة مع الطفل فيشعر الآخرين فيما بعد أنه يمكن الاعتماد على هذا الشخص مما يجعله صديقاً محبوباً وهذا يساهم في استقراره النفسي.

  7. ولمساعدة الطفل على تكوين صداقات جيدة يجب تعليمه صفات الإيثار وعدم الأنانية واحترام الذات والثقة بالنفس حيث أن الصداقة تمكن الأطفال من معرفة أنفسهم وتحديد هويتهم الخاصة.

  8. يجب على الأهل تعليم الطفل منذ بدء وعيه أن يكون صادقاً، حيث أن ابتعاد الطفل عن الكذب يجعله محبوباً من قبل أصدقائه وتجعله يكبر مع هذه الصفة.

  9. كما أن الاحترام من أهم الصفات التي يجب أن يتعلمها الطفل في صغره فمن المهم أن يتعلم الطفل منذ صغره الاستماع عندما يتكلم أحد ما، وأن يحترم الالتزامات التي تتوجب عليه، ويحترم ما تعهد به، ويحترم من هم أكبر منه سناً حتى ولو كانوا على خطأ هذه العادات تجعل الطفل محبوباً من قبل أصدقائه.

  10. وفي النهاية يكون الطفل غير قادر على التمييز بين الصديق الجيد والسيئ لذلك يتوجب على الأهل معرفة أصدقاء أطفالهم دوماً وتكون المسؤولية الكاملة عليهم في انتقاء الأصدقاء الجيدين.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟