خطورة الألعاب الإلكترونية لا تنتهي، فهي أخطر ما يمكن أن يتعامل معه الأطفال في مرحلة نمو إدراكهم من ناحية، وتقديم أصحاب الألعاب مغريّات لجذب الأطفال من ناحية أخرى، وإتاحة تلك الهواتف والألعاب في يدهم من ناحية ثالثة.
اجتاحت موجة لعبة الحوت الأزرق وشبيهاتها ذات التأثير النفسي السلبي متاجر الألعاب منذ فترة، وأودت بحياة عدد من الأطفال والمراهقين قبل أن تتضاعف التوعية ضدها، ولكن عشرات الألعاب مازالت في الطريق إلى هواتف الأطفال .
لماذا يتعلق الأطفال بألعاب الأنترنت
مُتاحة للجميع: تعتبر لعبة fortnite من أكثر الألعاب سهولة ويسر في جيل الألعاب الحالية، وبسبب بساطة تصميمها يُقبل معظم الأطفال عليها، وأيضا بسبب توافر اللعبة بشكل مجاني، فلا تحتاج إلى دفع أي مال مُقابلها، بالإضافة إلى توافرها على كل الأجهزة مثل الهواتف الذكية بما فيها الأندرويد والـIOS، وأجهزة playstation4 وXbox one وأجهزة الحواسيب الشخصية.
الرسومات الكرتونية: تتسم الرسومات الكرتونية فيها بالبهجة بالإضافة إلى حبكتها الجيدة، بعيداً عن النمط الذي تتخذه معظم الألعاب حالياً، وهو الواقعية في تصميم اللعبة والأشخاص بها، بالإضافة إلى عدم وجود أحداث دموية وجثث وما إلى ذلك في اللعبة، ولعل هذا الأمر هو الذي يجعل معظم الآباء موافقين عليها في البداية.
الخيال الإبداعي الذي تغذيه لعبة فورتنايت عند الأطفال:
أكثر ما يميز اللعبة ويجعل الأطفال مُقبلين عليها، هو تصميمها الذكي المعتمد على خيال إبداعي، واللعبة كفيلة بتقديم تجربة مُمتعة، وهذا ما يبحث عنه الأطفال، فبمجرد فوزهم على خصمهم يشعرون بالإنجاز والنجاح.
ولا تعتمد اللعبة على المهارات العالية والأساليب المعقدة للفوز، ولكن تتميز بالسهولة واليسر وأساليب اللعب السهلة التي تمتزج بنوع من الذكاء للفوز بها.
لعل أبرز ما يميز اللعبة أيضاً أنها تتيح المشاركة في اللعب، حيث يصل عدد المشاركين في المرة الواحدة 100 لاعب، وهذا أمر هام بالنسبة للأطفال، فلنفترض أن طفلك شارك بين 100 لاعب، بالطبع سيشعر بالفخر لو وصل للمراكز الخمس الأولى، بالإضافة إلى حب طفلك لمشاركة قصته مع 99 لاعب آخر.
رقصات فورت نايت: تحتوي اللعبة على رقصات مختلفة داخل اللعبة تشبه الرقصات البشرية، ومعظمها مستوحى من الأفلام والأغاني العالمية، ومنها:
رقصة ركوب الخيل “جانجام ستايل”، وهي متاحة في الموسم الأول والثاني من اللعبة، وأصدرت أيضا في الموسم الرابع من اللعبة.
ورقصة الدودة التي أضيفت إلى اللعبة في ديسمبر 2017.
بعدها رقصة المراوغة الكهربائية، بالإضافة لرقصة “المرأة الشابة” التي أخذت من رقصات عام 1923، وتعتمد حركة هذه الرقصة على تأرجح اليدين والقدمين بطريقة تتناسب مع الموسيقى الأصلية للرقصة.
وأخيراً الرقصة الأكثر شهرة بين الأطفال وهي رقصة “الخيط”، والتي تجعل الطفل تحريك يديه بطريقة تشبه الخيط ثم بعد ذلك يقوم بتسريع حركته.
كل أشكال الرقصات هذه جعلت الأطفال مقبلين على اللعبة بشكل مبالغ فيه، ولم يقتصر فقط أداء الرقصة أثناء اللعب، بل وصل الأمر ليقوموا بها في المدارس والنوادي والشوارع، حتى عبّر كثير من المدونين العرب عن استيائهم من غزو هذه اللعبة لعقول الأطفال.
دور الآباء والأمهات في التعامل مع ألعاب الانترنت
تحدث إلى طفلك عن اللعبة والآثار السلبية لها، ليكون على دراية بالأمر قبل البدء باللعبة، ويحاول قدر الإمكان ألا يجعلها تؤثر عليه.
شارك الطفل اللعبة، وذلك للتعرف عليها بالإضافة لمحاولة التقرب من طفلك، والسيطرة عليه ومراقبة سلوكه داخل اللعبة.
اتفق معه مسبقاً قبل بداية اللعبة على الوقت المحدد لها، ومعظم الخبراء يفضلون ساعة واحدة يومياً على مدار اليوم للألعاب الإلكترونية.
يمكنك تفعيل جهاز المراقبة على اللعبة أو الجهاز الخاص بطفلك، لمراقبة تصرفات طفلك أثناء اللعب، والتدخل الفوري إذا شعرت بالخطر.
ساعد طفلك على اكتشاف هواياته بعيداً عن الألعاب الإلكترونية، فإذا أحب طفلك الرسم يمكنك الاشتراك له في دروس للرسم، وبالتأكيد سيكون الأمر أفضل بكثير من قضاء وقته على الهاتف والألعاب الإلكترونية.
ادفع طفلك نحو القراءة، واشتري له كتباً مناسبة لعمره، وخذه معك أثناء شراء الكتب.
اشترك له في رياضة يحبها، ولا بأس بأن يتنقل بين اللعب الرياضية المختلفة، من الممكن أن يجرب كرة السلة مرة، وكرة اليد مرة أخرى وهكذا، حتى يجد نفسه في لعبة معينة.
اخصائي نفسي
الولاء مكي