بيتى مزدحم ……………………
الاخصائى / دعاء اليمنى
كل يوم كان بيتي مزدحم بصوت وزعيق أولادي
وضحكاتهم وخصامهم وهزارهم وغلاستهم مع بعض،
كانت الكتب والشنط واللبس في كل مكان
والأقلام والكراسات ملقاة على كل سرير،
كنت كل يوم اصرخ كفايه فوضي رتبوا الاوضه لموا الحاجه انا تعبت ….
انتم مهملين مفيش احساس بالسؤلية وكذا…..
وبعدها كل واحد يجمع أغراضه ويرتب ملابسه ، وفي صباح كل يوم السؤال المعتاد ماماااااااا ….
مش لاقيه كتابي الفلاني!
ويقول الثاني: ماما أين بنطلوني؟
والثالث: ماما أين اوراقي؟
نسيت حل الواجب!….نسيت احضر جدولي….نسيت اخد مصروف….وهكذا
وأنا مخنوقه وزهقانه وأقول لنفسي : كبرتوا وكبر همكم وتعبكم
ولكن…….
اليوم بعد ان يكبروا بالفعل ويتركوا لي المنزل كلا الي غايته من تزوج ومن سافر ومن شغله عمله…
أقف على باب كل غرفة
السرير خالي من صاحبه
كل دولاب لا يحوي إلا الملابس القليلة له، لم يبقى إلا ذكرياتهم وبقايا رائحة عطورهم ، كل له عطر خاص به فأستنشق رائحة عطره……
بقيت آثار كتبهم وملابسهم صوت ضحكاتهم، احساس حضنهم الدافي…
مصالحتهم لي أسف يا أمي سامحيني…
صوت مفاتيح كل واحد منهم له رنه في قلبي…
حين تأتي تلك اللحظه اقول لنفسي كم أتمنى لو بقوا معي بصراخهم وضحكاتهم والبيت بقي مكركب لأستمتع معهم بقية عمري …..لكنها الحياة
ارجوكم…..
استمتعوا بصراخ ابنائكم والكتب والادوات والملابس في كل مكان
إنها ذكريات جميلة لا تحرموا أنفسكم منها…..
بيتي اليوم جميل ومرتب وكل حاجه في مكانها زي ما رتبتها بلقيها هدوء شديد بلا روح ولا حياه ….
سيأتي يوم ويخرج الواحد تلو الآخر
كما حصل لي كلما خرج أحدهم يجر حقيبته فإنه يجر قلبي معه و مع حقيبته، لأحتضن الباب بعد قفله واتمني ان يظل بجانبي…
هذه هي الحياه لا نشعر بالذتها الا عند فقدها
نصيحه لكل ام ….
استمتعي بوجود ابناءك بكل ما في الحياه من ضجيج وصراخ وهزار وجد ولعب كلها اشياء نتمني ان تعود ولو للحظه…
ما يزعجك الان سوف تتمني رجوعه ولو دقيقة….
بارك الله لكم في اولادكم وجعلهم زريه صالحه ….