ما هي اسباب المعاناة النفسية للأم الحامل ؟

“يتأثر الجنين بالحالة النفسية للأم خلال فترة الحمل كما يتأثر بتغذيتها، لذا فتعرض الحامل لضغط نفسي أو عصبية زائدة يجعل الجنين  أكثر عُرضة للكثير من المشاكل الصحية، والنفسية أيضا حتى بعد الولادة وفي مرحلة الطفولة.

حيث أن الأم التي تعاني من العصبية المفرطة في فترة الحمل تكون أكثر عُرضة لولادة طفل عصبي وكثير البكاء مقارنة بغيرها، كما تؤثر الحالة النفسية السيئة التي يصاحبها فقدان للشهية أو زيادة مفرطة فالشهية ، أو الحزن الشديد، حيث تعني إصابة الأم بسوء الحالة النفسية وتقلب المزاج خلال فترة الحمل، ومن ثم يعاني الطفل من المشكلة ذاتها  ويكون أستعدادة لقابلية الهشاشه النفسية أعلي .

 أن سوء الحالة النفسية للحامل يعني أن جنينها يكون أكثر عُرضة للكثير من المشاكل النفسية في مرحلة الطفولة، ومنها فرط الحركة، صعوبة أو التلعثم في الكلام، تشتت الانتباه وعدم التركيز.

كيف تتغير  الحالة النفسية للحامل في فترة الحمل؟

خلال فترة الحمل تمر المرأة بكثير من التغيرات الجسدية والنفسية والتقلبات المزاجية ، وتمر بمشاعر متفاوتة من أعلى مستويات الشعور بالسعادة والإثارة بشأن إنجاب طفل، إلى أقل درجات الشعور بفقدان الصبر والتوتر مع اقتراب الولادة والشعور بالخوف من مسؤوليات الأمومة،

خاصةً إذا كانت حاملًا للمرة الأولى أو كان حملًا غير مخطط له،

ويزداد شعور الحامل بالضغط والتوتر والقلق وتتحول فرحة معرفة خبر الحمل إلى خوف وتوتر مستمر من الأحداث القادمة بسبب المحيطين في المقام الأول،واستخدام عبارات  مقلقة مثل “أنتِ لسه شفتِ حاجة؟ التقيل جاي، أمال هتعملي إيه بعد ما تولدي وما تعرفيش تاكلي وتنامي”، وعندما تُعبّر المرأة عن متاعبها النفسية والجسدية تسمع عبارات مثل: “إيه الجديد؟ ما كل الستات بتحمل!” ومن تكرار هذة الجمل تبدء حالةالقلق والتوتر .

الخوف:

وهو من المشاعر الشائعة والطبيعية في فترة الحمل، خاصةً إذا كان الحمل الأول، فتخاف الحامل من الإجهاض، ومن أن تقوم بشيء يؤثر في صحة جنينها، هذا فضلًا عن الخوف في الثلث الأخير من الحمل من الولادة، والخوف من القادم والتساؤلات التي قد تبادرها بشكل متكرر مثل: هل سأكون أمًا جيدة؟ هل أنا مستعدة للأمومة؟ هل أستطيع التوفيق بين مسؤوليات الأمومة والمنزل؟ وهكذا قد تقضي الحامل معظم فترة الحمل في خوف، ما قد يجعلها تفقد السيطرة على كثير من الأمور.

الاكتئاب:

أنا من الآن مسؤولة عن شخص بداخلي وسأصبح مسؤولة عنه طوال حياتي”، رغم أن وقع الجملة لا يبدو مخيفًا، فهي فالواقع مخيفة، وقد تصل بالحامل لمشاعر الاكتئاب، خاصةً إذا لم تلقى الدعم من المحيطين، وعندما تفقد الحامل السيطرة على الأمور في أثناء الحمل، فلا تقدر على القيام بمهامها اليومية، كالتنظيف وإعداد الطعام وغيرها، ويتحول البيت إلى فوضى، وتتساءل كيف سيكون الأمر بعد أن أستقبل مولودي وتتزايد المسؤوليات، كل هذه المخاوف تتسرب إليها طوال فترة الحمل، ما قد يصيبها بمشاعر الاكتئاب التي يصاحبها أعراض مثل الرغبة الدائمة في البكاء، والرغبة في الوحدة، وانخفاض الحالة المزاجية، والشعور بالذنب، والشعور بالإجهاد المستمر وغيرها.

التغيرات المزاجية:

الوضع أشبه كأنكِ بالفعل على الرسم البياني تتحركين  فيه صعودًا وهبوطًا بشكل سريع، فتنتقلين من مشاعر السعادة والفرحة في فترة زمنية قصيرة للغاية إلى شعور بالحزن والرغبة في الانعزال والبكاء، بل تشعر بعض السيدات بفقدان رغبتها في الحمل، والجدير بالذكر أن هذا قد يحدث دون سبب أو محفز فتعلو مشاعرك وتهبط بشكل متكرر، الأمر الذي يكون مرهقًا للغاية، والسبب في ذلك يعود لارتفاع مستوى البروجيستيرون بشكل كبير، ما يجعلكِ حساسة وأكثر عرضة لتغير المشاعر.

القلق:

القلق والخوف والتوتر من المشاعر المتلازمة معًا، والقلق شعور طبيعي وغريزي يحفز المرأة الحامل على الحرص على جنينها، ولكن مع التغيرات الهرمونية التي تواجهها الحامل قد يتحول القلق من مشاعر طبيعية إلى قلق مرضي، وقد يصل للحد الذي يعيق الحامل عن ممارسة حياتها بصورة طبيعية، فيؤثر في نومها وشهيتها واستقرارها.

مراعاة نفسية الحامل لكي تمر رحلة الحمل بأمان،

يجب أن تحصل المرأة الحامل على الدعم النفسي الذي تحتاجه من المحيطين، ولا يجب وضع مقارنات لن تأتي بنفع سوى إشعار الحامل أنها مقصرة وأنها لن تتحمل المسؤولية فيما بعد، وهذا يعرضها هي والجنين لمشاكل صحية الجميع في غنى عنها،

وفيما يلي بعض النصائح التي يجب على المحيطين أخذها في الاعتبار لدعم الحامل نفسيًا:

تقليل المهام المنزلية قدر الإمكان:

يجب أن يساهم الزوج  والاهل  في بعض الأعمال المنزلية ، فأنتِ الآن غير قادرة على القيام بالأمور بالقدرة نفسها وهو أمر طبيعي، لذا فإن مساعدة الزوج والاهل  قد تخفف عليكِ كثيرًا وستجنبكِ الشعور التقصير أو التفكير في أنكِ لن تستطيعي تحمل المسؤولية فيما بعد.

حضور جلسات نفسية قبل الولادة:

وهي ضرورية  سواء للحامل أو للزوج أيضًا، فهي بمثابة رسم صورة مستقبلية لما ستواجهونه في المستقبل، وكيفية التعامل الصحيح مع المسؤوليات القادمة، الأمر الذي قد يؤهل الزوج والزوجة نفسيًا لاستقبال المولود والتعامل بمرونة مع أي مشكلات قد تواجههما بعد الولادة.

الابتعاد عن المؤثرات السلبية:

أي تجارب شخصية لأشخاص أخرى ليست مقياسًا لتجربتك الشخصية، فلكل شخص قدراته، وفي الوقت الذي قد تفقدين فيه السيطرة على الأمور وتجدين سخرية أو أستخفاف من بعض المحيطين، وأنهم مروا بما تمرين به وأكثر فتجاهلي كل هذه الأمور،

فالأمر ليس بسباق من يتحمل فيه الضغوط أكثر ، أنتِ حامل بطفلك أنتِ وتجربتك أنتِ وحياتكِ أنتِ، لذا تعاملي مع الأمور بهدوء قدر طاقتك وقدراتك، وتجنبي المؤثرات السلبية من المحيطين.

الدعم العاطفي:

تحتاج الحامل للدعم العاطفي وكلمات الحب وعبارات التقدير، التي تشعرها أن كل شيء على ما يرام، وأن هناك من يشعر بها وبما تمر به، وكما تحتاج الحامل الدعم النفسي تحتاج أيضًا لكلمات الإطراء، خاصةً بعد بروز بطنها وزيادة وزنها وتغير مظهرها من علامات بيضاء في جسمها وأنفها الذي تضخم، وغيرها من الأمور التي قد تفقدها الثقة بنفسها والتي يمكنها أن تتخطاها بعبارة بسيطة مثل “أنتِ لا زلتِ جميلة”.

الدعم النفسي المتخصص:

في كثير من الأحيان تحتاج الحامل لدعم من استشاري نفسي، خاصةً إذا أثرت التغيرات النفسية في قدرتها على ممارسة حياتها اليومية، أو إذا استمرت مشاعر الاكتئاب في الحمل لفترة طويلة أو تطورت بشكل قد يجعلها تؤذي نفسها، لذا يجب الذهاب لاستشاري نفسي في وقتٍ مبكر لمعرفة الخطوات السليمة للعلاج وتخطي هذه الفترة.

تأثير نفسية الحامل على الجنين كما يتأثر الجنين بصحة الأم الجسدية،
فهو يتأثر بشكل كبير بحالتها النفسية، بل قد تتسبب التغيرات النفسية في فترة الحمل في حدوث مشكلات صحية خطيرة للأم والجنين، أهمها عدم استمرارية الحمل،
 أهم المخاطر التي قد تتعرض لها الحامل والجنين بسبب التغيرات النفسية في فترة الحمل: 
تسمم الحمل:
قد تؤدي المستويات المرتفعة من الإجهاد والتوتر المستمر لفترة طويلة إلى حدوث ارتفاع في ضغط الدم، الأمر الذي قد يهدد بمشكلات صحية خطيرة مثل تسمم الحمل. الولادة المبكرة: يتأثر الجهاز المناعي بشكل كبير بالحالة النفسية، ويتسبب التوتر في ضعف مناعة الأم بشكل قد يعرضها لزيادة فرص الإصابة بالعدوى، مثل عدوى الرحم التي قد تؤدي إلى الولادة المبكرة.
انخفاض وزن الطفل عند الولادة:
قد يصاحب التغيرات النفسية في فترة الحمل فقدان شهية كبير، ومع أعراض الحمل التقليدية مثل القئ والغثيان والوحام وغيرها، يزداد الأمر سوءًا، ما يؤثر بدوره في نمو الجنين وارتفاع فرص انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
ضعف الجهاز المناعي للطفل بعد الولادة:

تؤكد الدراسات  البحثية الكثيرة أن الأطفال المولودين لأمهات يعانون من القلق في أثناء الحمل، لديهم جهاز مناعي ضعيف، ما يعرضهم لمخاطر العدوى في مراحل مختلفة من حياتهم.

 

تقدم لكِم بعضًا من هذه الأطعمة التي تسهم بشكل كبير وفعّال في تحسين الحالة المزاجية لدى المرأة الحامل.

الأسماك : ، أن تناول الأسماك التي تحتوي على أوميجا 3، الذي يعمل على تهدئة الأعصاب ويقلل من التوتر، إلى جانب فوائده العديدة.

البيض :يساعد البيض على تحسين المزاج لدى المرأة الحامل، ويتميز باحتوائه على البروتين وفيتامين “أ” و”ب”، كما يحتوي على الحديد وحمض الفوليك المهم جدًا للحامل.

السبانخ :  تعد السبانخ من أهم الخضروات التي تتميز بغناها بحمض الفوليك، الذي يقلل من الإصابة بالقلق والتوتر ويقاوم إصابة الحامل بالاكتئاب. الطماطم تحتوي الطماطم على مركب مهم جدا يسمى الليكوبين، يساعد على التخلص من الكآبة ويحسن من الحالة المزاجية للحامل، فضلًا عن احتواء الطماطم على حمض الفوليك والماغنسيوم والحديد أيضًا الضروريين لصحتها وصحة جنينها.

البنجر :  يعد البنجر مصدرًا جيدًا لفيتامين “ب”، الذي يزيد من حس الفكاهة ويقلل من التوتر، كما يحتوي البنجر على مركب بيتاين أيضًا، وهو مركب يحارب الكآبة بشكل طبيعي.

الثوم : يحتوي الثوم على الكروم الذي يعد عاملًا مؤثرًا على هرمون السيروتونين، الذي يُعرف بهرمون السعادة، فهو من أهم الهرمونات التي يفرزها الجسم، وتساعد بشكل كبير في تغيير حالة الحامل المزاجية ويشعرها بالتفاؤل ويمنع الاكتئاب.

العسل : يحتوي العسل على كثير من المواد التي تحسن الحالة المزاجية للحامل، فهو يحتوي على حمض الفوليك والمنجنيز والحديد وغيرها من المواد التي تزيد من نشاط الحامل ويقلل من توترها.

الشوكولاتة الداكنة : تحتوي الشوكولاتة على مادة الكافيين التي تخلص الجسم من الإجهاد، ما ينتج عنه إحساس بالراحة والسعادة، كما يدخل في مكوناتها السكر الذي يزيد من هرمون السيروتونين، الذي يتحكم في مزاح الحامل ويزيد من شعورها بالسعادة ويقلل من إحساسها بالضيق أو الكآبة.

الموز يتميز الموز بغناه بمركبات طبيعية، ثبت أنها تمنح الإحساس بالرضا والهدوء، وبالتالي تزيد من إحساس الثقة بالنفس.

الجوز (عين الجمل) :يقضي تناول 30 جرامًا من الجوز يوميًا على القلق والتوتر، ويمنح الحامل الطاقة لمواجهة يومها دون ضغط نفسي، ما يزيد من شعورها بالراحة والسعادة.

التوت الأزرق : يحتوي التوت الأزرق على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، ما يحد من إفراز مادة الكوليسترول، التي تُفرز أثناء الشعور بالتوتر والضغط النفسي. الشوفان يعد الشوفان من المأكولات الغنية بالألياف المهمة للحامل، التي تساعد الدماغ على إنتاج السيروتونين، الذي يغير مزاج الشخص ويزيد من نشاطه ويمنحه الطاقة ويستمر مفعوله مدة طويلة.دمتي ياعزيزتي الام الحامل بوعي نفسي صحي وجسدي بي بيرفكت للطب النفسي أكاديمية كوريكتور أخصائي نفسي الولاء 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟