إن التوحد أو ما يطلق عليه البعض طيف التوحد ليس بالأمر الذي يسهل تشخيصه . حيث يتطلب تشخصيه الكثير من المعايير التي يجب أخذها بعين الاعتبار . لذا ليس كل طفل يكون عنده ضعف تواصل أجتماعي . أو أهتمامات يمكن أعتباره طفل توحد ! .
ما هي أعراض طيف التوحد عند الأطفال ؟
التوحد هو اضطراب نمائي يظهر عند الطفل في الثلاث سنوات الأولى من عمره .
وهذا يعني أن ظهور أي عرض من أعراض التوحد بعد ثلاث سنوات يكون اضطراب أخر بعيد عن اضطراب التوحد .
وتظهر تلك الأعراض في ثلاث مجالات أساسية :
- التفاعل الأجتماعي : حيث يظهر خلل عند طفل التوحد في التعامل مع من حوله . ويكون ذلك التفاعل ضعيف .
- التواصل : سواء كان ذلك التواصل لفظي كالكلام . أو تواصل غير لفظي مثل الأشارة أو فهم المقصود من كلام الأشخاص المحيطين به . حيث يظهر خلل كبير في تلك النقطة .
- الروتين : حيث أن أطفال التوحد يهتم غالباً لأشياء غريبة . مع ظهور حركات نمطية تكرارية .
وكما قلنا فإن تلك الأعراض تبدأ بالظهور في الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل .
كيف أفرق بين التوحد والأضطرابات المشابهة له من حيث الأعراض ؟
- التأخر في النمو اللغوي : حيث أن الأطفال الذين بلغوا سن سنتين ولازلوا لا يسطيعون تكوين جمل أو يقولون كلمات مفردة فقط . يثيرون القلق حول أنهم قد يكونون مصابين بالتوحد .
ولكن في الحقيقة أنه إذا لم تظهر باقي أعراض التوحد . فلا يمكن تشخيص ذلك الطفل بأنه مصاب بالتوحد .
- التأخر العقلي : ونتيجة التقارب الكبير بين أعراض التوحد وأعراض التأخر العقلي . يخلط الكثير من الأشخاص ذلك الاضطراب باضطراب التوحد . ولكن يوجد أشياء مميزة لاضطراب التأخر العقلي :
- التأخر العقلي يظهر على الطفل من بداية ولادته ولا يحتاج الكثير من الوقت لاكتشافه .
- كما أن طفل التأخر العقلي يكون متفاعل أجتماعياً بشكل جيد . على عكس طفل التوحد . الذي يظهر خلل كبير في التفاعل الأجتماعي .
- الخجل الأجتماعي : هو من ضمن الأشياء التي يخلط بينها وبين اضطراب التوحد .
حيث أن بعض اأطفال الذين يخجلون من الحديث مع الأخريين . و يخجلون من التعامل معهم بوجه عام .
ولكن نجد أن ذلك الطفل يتفاعل جيداً في البيت مع الأسرة والأخوات . لذلك لا يمكن أن يصنف كطفل توحد .
- الخرس الألتقائي : وهو طفل يتفاعل بصورة ممتازة في البيت ولكن يرفض نهائياً التفاعل مع أشخاص أخريين لا يعرفهم حتى وإن كان بحضور الأم . وهذا علي عكس طفل التوحد .
حيث نجد أن تلك المشكلة تكون لديه في كل الأماكن و مع كل الأشخاص .
هل للتوحد علاقة بالتلفاز ؟
ففي بالفترة الأخيرة أنتشرت مقولة أن مشاهدة الأطفال للتلفاز تسبب التوحد ! . ولكن علمياً لم يثبت ذلك الكلام .
ولكن هل للتلفاز أعراض وأضرار اخرى ؟
بالتأكيد يؤثر التلفاز علي الأطفال بشكل كبير وخاصتاً في الثلاث سنوات الأولى من عمرههم .
فعند سماع الطفل للأغاني أو مشاهدته للرسوم المتحركة أو الإعلانات . فكل هذا يعتبر بالنسبة له لغة غير مفهومة .
و ألوان مبهرة لعينه . ومستقبلات بصرسة كثيرة .
وهنا يبدأ الطفل في استقبال كل هذا دون اي تفاعل أجتماعي مع من حوله .
وهنا تظهر على الطفل أعراض شبيهة بأعراض بالتوحد مثل التأخر في الكلام . مع رفض للتفاعل الأجتماعي واللعب مع الأخريين .
حيث ان كل أهتمامه هو مشاهدة التلفاز والألوان التي تظهر عليه .
ويطلق عليه التوحد البيئي حيث أنه نتج عن العوامل المتواجدة في البيئة المحيطة به . ولكن بمجرد إلغاء الشاشات المؤثرات البصرية والسمعيه الناتجة عنها .
ومع أختلاط ابنك بأطفال أخرى وتحسين البيئة المحيطة به . يبدأ الطفل بالرجوع إلى وضعه الطبيعي مرة أخرى
ولكن قد يكون قرار أبعاد الطفل عن الشاشات قد تم أخذه بعد فوات الأوان !
ولكن يظهر في بعض الأحيان . أن الأطفال الذين كان لديهم استعداد جيني للتوحد أي أن جينات التوحد كانت متواجدة معهم منذ الولادة . ولكن التلفاز أدى لظهور اضطراب التوح في سن مبكر
لذلك نجد على الجانب الأخر أن هناك أطفال قد تعرضوا للتلفاز بشكل كبير ولكن لم تظهر عليهم أعراض التوحد .
حيث أن تلك الأطفال لا يكون لديهم استعداد مسبق لاضطراب التوحد أو أعراضه