9 نصايح لتفادي أثار الشجار أمام الاطفال

الشجار أمام الأطفال ينذر بأخطار عدة على صحتهم وشخصياتهم. الأطفال تتأثر نفسيا وجسديا وأكاديميا واجتماعيا فقط إن لم يوجد تواصل جيد بين أبويهم، فكيف الحال إذا تشاجروا ؟

للشجار أمام الأطفال والغضب أسباب عدة منها: فقدان السيطرة لقلة الخبرة في التربية. نفقد السيطرة أيضا من الضغوط الاجتماعي وقلة النوم بالطبع والعناد وغيره.

ولكن احذروا فالشجار أمام الأطفال له عواقب كبيرة ولحسن الحظ يمكننا التحكم بها.

خطر الشجار أمام الأطفال

    • عند دراسة عدة أسر على مدار عقود، تبين أن الأطفال الذين عانوا من مشاهدة أبويهم يتشاجرن، أصبحوا عند الشجار هم الآخرين أسرع استشاطا ويخفق قلبهم أسرع ويفرز جسمهم معدلات أعلى من هرمونات القلق! ذلك بالطبع إن كانت الشجارات مستمرة ومتصلة وكثر الخصام.

    • تظهر أدمغة المتأثرين اضطرابات في تتابع نموها واضطرابات في النوم وفي مستويات القلق والاكتئاب والقدرة على الالتزام بالقوانين وذلك لتعرضهم لغضب مستمر من أكثر من يحبون في العالم.

    • تتناقل السلوكيات للأطفال فيكررونها في علاقاتهم عندما يكبرون.

  • الطلاق في الحقيقة لا يسبب أذى ضخما يواذي ذلك الذي يسببه الشجار الدائم.

  • لدى الأطفال القدرة على معرفة إن تشاجر أبواهم سرا أم لا. كما ينجحوا في معظم الأحيان بالتنبؤ بشأن مستقبل علاقة أبويهم.

  • بعض الأطفال قد لا تتأثر بالعمق ذاته الذي تتأثر به أطفال أخرى وذلك يرجع لاستعدادهم الجيني ولعمرهم.

  • العلم يتنبأ حياة اجتماعية أصعب للأطفال التي تتعرض للغضب في بداية حياتها، بالإضافة إلى صعوبة التحكم في مشاعرهم والشعور بالقلة والقلق وحتى اضطراب الوسواس القهري.

الشجارات واختلاف الرؤى؛ كما تقول شانا دونهاوزر، معالجة العلاقات الأسرية ومتخصصة صحة الأطفال العقلية من سياتل؛ أمر طبيعي الحدوث في كل العائلات وقد يحدث صدعا كبيرا بين كافة أفراد الأسرة وبينهم وبين أنفسهم. ولكن يبقى من الممكن استغلال حتى مثل هذه المواقف بشكل يخدم مصالنا عن طريق إصلاح علاقاتنا ببعض وتقويتها وبناء أسس جديدة للثقة. هذه كله يخلق بيئة آمنة ومريحة لنا وللأطفال.

9 نصائح للتعامل  عند الشجار أمام الأطفال

    •  “إياك أن تتشاجر أمام أطفالك. وإن كان هذا غير ممكنا فتعلم كيف تجعله ممكنا.”

    • ينصح العلماء بعلاج فعال وهو بأن يقوم الزوجان بتمثيل مسرحية عن خلاف حلوه بالفعل فيناقشوه بهدوء ومنطق حتى يظهروا للأبناء قدرتهم على خلق التفاهم وأهمية الاحترام.

    • عند التصالح لن تفهم الأطفال حتى عمر 11 سنة طريقة التصالح اللفظي. وهم فعلا في حاجة إلى أن يروا آباءهم يتصالحون بشكل جسدي أي بالعناق وتقبيل الرأس أو اليد مثلا.

    • لا تشكو لأبناءك فهم ليسوا آباءً أو أصدقاءً لك.

    • ما من مبرر لسوء التعامل مع شريكك حتى الطلاق.

    • محاولة كسب الأطفال إلى صفكم يؤذيهم وسيظهر ذلك في كبرهم. عليكما التزام المحايدة وتشجيعهم على بناء علاقة صحية مع الطرف الآخر.

    • إن لجأتمان للشجار، فافعلوا ذلك بعيدا عنهم بحيث لا يسمعونكم. وإن حدث أمامهم فاكبحوا غضبكم قدر المستطاع وإياكم والشتائم أو استخدام ألفاظ جارحة أو خادشة للحياء.

    • تذكرا أنكما معا في نفس المركب وعلى نفس المسار، ولمصلحتكما تجنب الشجارات من الأساس.

  • أي مأخذ لديكما يمكن أن تقولاه بـ100 طريقة، واللطف والهدوء منها، وهي فعالة كالشجار بل وأفضل.

 كيف نتعامل مع الأطفال بعد هذه المواقف ونهدئ من روعهم

تقول دونهاوزر أن ترك الأمور دون شرح سيجبل الأطفال على إيجاد أي وسائل لمحاولة تعقل الموقف، وقد يطورون أساليب ضارة لهم ولكل من يتعاملوا معهم كالهروب من الواقع أو الصمت أو عدم الثقة أبدا بأي شخص. ومن الأفضل البقاء صادقين وإظهار المشاعر الطيبة لهم وللشريك قدر المستطاع وحتى حل المشكلة. ومن تقنيات التعامل مع الأطفال بعد تلك المواقف الصعبة، الآتي:

  • على الآباء أولا أن يهدأوا قبل تهدأة أطفالهم لألا يثيروا مشاعرهم مرة أخرى أمام طفلهم ويسيؤوا الحديث.

  • عليهم محاولة تخيل الشعور الذي مر به الطفل من وجهة نظر الطفل البريئة والضعيفة.

  • يكون الحديث مع الطفل مبني على صدق المشاعر وشرح أسباب الموقف وكيف سيعملون على حله ولماذا عليهم حله.

  • ليهم بالتواصل أكثر معهم بكافة الطرق؛ بالحديث والعناق مثلا، لتشعره بأنك تشعر به.

  • لا تقحم طفلك أبدا في الموقف إلا للصلح ولكن بطريقة لا تحمله أي مسؤولية!

  • عليهم الاستماع إلى رأيهم ودعاهم يعبرون عما شعروا ويشعرون به. ومن يدري فقد يعطوكما نصيحة فعالة، فهم فعلا مبدعون!

  • حاولا إخراج الطفل من الموقف عن طريق القيام نشاط ما، ولو حتى الخروج لخمس دقائق.

غضب الآباء أمام أطفالهم، لا يشعرهم بالتهديد والخطر على الصعيدين الجسدي والنفسي فقط بل أيضا يخيفهم من المستقبل. فعلاقتكما كأبوين أمامهم هي الملجأ والوطن والمأمن، وبالتالي، سيعيشوا في خوف وتذبذب من احتمالية انتهاء هذه العلاقة في أي وقت. لذا، حاولوا أن تصنعوا من هذه المشكلات فرصا لخلق اتصالا عميقا صادقا مع الطفل وإفهامه بكل شفافية حقيقة الموقف وأسبابه؛ فهم يفهمون وليسوا أغبياء. ولا تستكبروا أن تسمعوا منهم آراءهم وما يشعرون به، فحدسهم في الأغلب صحيح! وفي المرة القادمة، حاولوا أن تسيطروا على مشاعركم، ولكن إن لم تقدروا، فعلى الأقل تجنبوا ذلك في وجود الأطفال.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top
× تريد المساعدة؟