هوس التملك والأستحواذ (2)

كيف نفرق بين العلاقات الصحية وهوس الاستحواذ؟

يتجسد الفرق بين العلاقات السليمة الصحية والعلاقات التي يصاب أحد أطرافها بهوس الاستحواذ بأن مشاعر الإشباع العاطفية تكون متطرفة إلى حد كبير في حالة هوس الاستحواذ. مما يعني سيطرة الوسواس والغيرة الوهمية على العلاقة وبالتالي حدوث العديد من المشاكل.
مثال على ذلك، هو تفسير المصاب بهوس الاستحواذ لنظرة الطرف الآخر من العلاقة إلى أحد المارة في الطريق على أنها دليل لعدم إخلاصهم في العلاقة. ومن المعروف في العلاقات العاطفية الصحية أن المرحلة الأولى من العلاقة تكون مليئة بالرومانسية والشعور الشديد بالعاطفة، لكن مع تطور الوقت يتطور هذا الحب إلى كثافة أقل لكنه أكثر استدامة.كما ترتبط العلاقات الصحية بالالتزام واحترام احتياجات الطرف الآخر بما في ذلك احترام الحاجة إلى الخصوصية.
لسوء الحظ يغرق الأشخاص المصابين بهوس الاستحواذ بالرغبات القهرية لامتلاك الطرف الأخر حيث يصبحون غير قادرين على التعامل مع أي نوع من أنواع الرفض من الطرف الأخر مهما كانت مبرراته، حيث يمكن أن ينتهي هذا الرفض بأذية الشخص المصاب بهوس الاستحواذ لنفسه معرضاً حياته للخطر في الحالات الشديدة.

كيفية معالجة هوس الاستحواذ

ما هي الطرائق التي تساهم في عملية علاج هوس الاستحواذ؟
تنطوي عملية علاج هوس الاستحواذ على مزيج من الأدوية وجلسات العلاج النفسي. فيما يتعلق بالجانب الطبي، يستخدم الخبراء الأدوية التي تحوي مواداً قادرة على ضبط المواد الكيميائية في الدماغ، مما يقلل من أعراض الاضطراب. نرجو من قرائنا الكرام عدم اللجوء لاستخدام هذه الأدوية دون استشارة الأطباء المختصين أولاً والحصول على نشرة طبية تخوّلهم باستخدامها.
– الأدوية المضادة للقلق كالفاليوم وزاناكس.
– مضادات الاكتئاب مثل بروزاك وباكسيل أو زولوفت.
– مضادات الذهان.
– مثبتات المزاج.
قد يستغرق الأمر عدة أسابيع حتى يعمل الدواء ويبدأ مفعوله بالظهور، كما يمكن أن يقوم طبيبك بتجربة عدة أنواع من الأدوية للوصول إلى الخيار الأنسب لك. بالطبع توجد لكل الأدوية آثار جانبية محتملة، لذلك نذكر لكم الآثار الجانبية لهذه الأدوية، التي تتجسد في تغييرات في الشهية، فم جاف، إعياء، صداع، أرق، فقدان الرغبة الجنسية، غثيان، زيادة في الوزن، وتفاقم لبعض الأعراض في البداية.
أما فيما يتعلق بالجانب النفسي للعلاج، فهو مفيد وفعّال جداً في حالة هوس الاستحواذ، في بعض الحالات يكون من الضروري أن تشارك عائلة المريض في جلسات العلاج كي يتمكنوا من مساعدته، خصوصاً عندما يكون سبب ظهور هوس الاستحواذ متعلقاً بمشكلات أثناء الطفولة. بالطبع يمكن أن يكون العلاج فردياً حيث يتم تحديد هذا الأمر من قبل المعالج النفسي المختص حسب نظرته للأمور. تشمل خيارات العلاج النفسي علاجاً سلوكياً معرفياً أو علاجاً سلوكياً أو علاجاً يتضمن اللعب (للأطفال) أو علاجاً عن طريق التحدّث.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟