مهارة حل المشكلات

يمرّ الجميع وفي مختلف مراحل الحياة بالمشاكل، سواء الداخلية أم العاطفية، أو المشاكل المادية، والتي قد تؤثر على مستقبل الأشخاص العملي، ويعرف علم النفس المعرفي مهارات حل المشكلات على أنها العملية العقلية لاكتشاف المشكلة

تعريف مهارة حَلّ المشكلات

تُواجه الفرد عدّة مُشكلات في مختلف مراحل الحياة، وهي تتفاوت في حجمها، وأهمّيتها، وأولويّتها، بالإضافة إلى طُرُق إدراكها، وأساليب السَّعي إلى حَلّها،

ففي الوقت الذي تتكرَّر فيه المشكلة ذاتها، فإنّه قد يتوجَّب حَلّها بطُرق مختلفة؛ تِبعاً للسياق، وفي كثيرٍ من الأحيان يقع الإنسان تحت ضغط العجلة لحَلّ مشكلة ما، ممّا قد يُفقِده فرصة فَهم تفاصيل المشكلة، وتأمُّل أفضل حَلٍّ لها. تتزايد أهمّية إتقان مهارة حَلّ المشكلات مع تزايد واجبات، ومسؤوليّات الإنسان؛ ففي القطاع الوظيفيّ لا يمكن الاستغناء عن مهارة حَلّ المشكلات، وكونها مهارة أمرٌ يترك الباب مفتوحاً أمام كلّ من يرغب في اكتسابها، وتفعيلها على المستوى الشخصيّ، والأُسريّ، والوظيفيّ؛ حيث إنّها من المهارات التي تُفضَّل الإشارة إليها في السيرة الذاتيّة، وحتى أثناء المقابلة الشخصيّة، فأرباب العمل عادة ما يبحثون عمَّن يُعبِّر عن مهاراته، ونقاط قوّته، ويُثبت قدراته، وجاهزيّته؛ لتقديم الحلول، والمُبادرة، والتعاون أكثر ممّن يبتكرُ المشكلات، ويبني العوائق، ويُراكم الصعوبات أمام سَير العمل، والإنجاز.

مهارات حل المشكلات

يمرّ الجميع وفي مختلف مراحل الحياة بالمشاكل، سواء الداخلية أم العاطفية، أو المشاكل المادية، والتي قد تؤثر على مستقبل الأشخاص العملي، ويعرف علم النفس المعرفي مهارات حل المشكلات على أنها العملية العقلية لاكتشاف المشكلة والتي تتضمن الخطوة الأولى من مهارات حل المشكلات :

الشعور في المشكلة: ويعني هذا أن يعرف الشخص بوجود مشكلة ما تواجهه، وتعد هذه المرحلة الأهم في مهارات حل المشكلات، حيث لا يمكن أن يحل الإنسان مشاكله ما لم يعرف بوجودها أو إذا كان فهمه للسلوك المضطرب فهما عكسيًا، حيث يراه سلوكًا طبيعيًا تمامًا. تحليل المشكلة: وتعني هذه المهارة محاولة التفكير بشكل عميق ومنطقي في الأسباب المؤدية لحدوث المشكلة، ثم تحليل كل سبب منها على حدى ومعرفة تأثيراته على نفسية الإنسان وفي حياته العملية والشخصية، ووضع التساؤلات حول الحلول الممكنة لهذه المؤثرات.

دراسة الحلول المتوفرة: وتعدّ هذه الخطوة من أهم الخطوات في مهارات حل المشكلات، حيث تعتمد على التركيز والتحليل المنطقي والواقعي للحلول الأنسب، والتي يمكن تطبيقها بشكل أسهل من الحلول الأخرى ودراسة الإيجابيات والسلبيات لكل حل من الحلول المتوفرة والتي يمكن تطبيقها على أرض الواقع. الوصول إلى الحل الأمثل للمشكلة: وهذه المهارة تضم داخلها العمليات العقلية مثل التحليل والتركيب، والتي تمكن الأفراد من التوصل للحلول المثلى من خلال العمليات المنطقية المعتمدة على الفهم الصحيح للموقف والمشكلة، فهي عملية عقلية منظمة تتبع نشاطًا استكشافيًا يعمل على تنظيم نشاط معرفي للخبرات بهدف التوصل إلى حلول للمشكلات، ومن خلال هذه العملية يحقق الإنسان سعادة داخلية بسبب التخلص من الهموم التي تثقل كاهله، ومن الممكن أن تكون مهارات حل المشكلات جزءًا من تحقيق الصحة النفسية للإنسان، ولهذا فإنه من المهم لكل إنسان تعلم هذه المهارات واكتسابها.

أساليب تقوية مهارة حَلّ المشكلات بطُرُق إبداعيّة :

يعتمدُ الإنسان على مهاراته في تنمية إنجازه، وفاعليّته في الأسرة، والعمل، والمجتمع، وعلى المستوى الشخصيّ، حيث تحتاج المهارات دوماً إلى ما يُقوِّيها، ويصقل تفاصيلها؛ حتى يصل صاحبها إلى احترافها، وإتقان تطبيقها، ومن الأساليب المُتَّبعة؛ لتنمية مهارة حلّ المشكلات ما يلي:

التدرُّب على ممارسة العصف الذهنيّ، وبناء الخرائط الذهنيّة. اتِّباع نَهج التساؤل (ماذا لو) في محاولةٍ؛ لاختبار فعاليّة الحلول المُقترَحة ضمن الأطروحات المُتعدِّدة. الاحتفاظ بمُدوَّنة؛

لتسجيل الأفكار الإبداعيّة حتى وإن بَدَت بعيدة عن الحلول الأكثر منطقيّة؛ إذ إنّ الاحتفاظ بها يُمكِّن الفرد من الرجوع إليها. مساندة الألغاز المنطقيّة،

ومُمارسة بعض الألعاب التي تُنمِّي التفكير المنطقيّ، وتُحفِّز النشاط الذهنيّ.

عقبات حل المشكلات :

من المؤكد بأن مهارات حل المشكلات ليست بالعملية البسيطة الاكتساب، وليست بالعملية الخالية من العقبات كذلك، فهنالك العديد من المشكلات التي يمكن أن تواجه الأشخاص في عملية حل المشكلات، والتي قد تحدث بسبب قلة الخبرة أو الكفاءة، وقد وصف الباحثون هذه العقبات والتي تشمل الثبات الوظيفي، المعلومات الناقصة والمضللة، والافتراضات.

الثبات الوظيفي: تعبر هذه العقبة عن الرتابة في إيجاد حلول للمشكلة، فكما يجعل الثبات الوظيفي الإنسان كسولًا في استكشاف الأشياء وإبداعها، فإن هذه المشكلة تنتج من كسل الأشخاص عن التفكير بطريقة غير معتادة في الأمور ومحاولة إيجاد حلول جديدة لها. المعلومات الناقصة والمضللة: وهذه المشكلة تنتج عن عدم التفرقة بين المعلومات ذات الصلة الحقيقية في موضوع المشكلة والمعلومات التي ليس لها علاقة بها، حيث يخلط الأشخاص بينهما أحيانا فتنتج هذه المشكلة في حل المشكلات. الافتراضات: عند التعامل مع مشكلة ما، غالبًا ما يتخذ الناس مجموعة من الافتراضات الفكرية التي تحول دون تطبيق الحلول المناسبة للمشكلة.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي

 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟