مهارات الأعتماد عالذات للأطفال ( 2 )

يركز الوالدان على تنمية مهارات الطفولة المبكرة؛ من خلال تعليم الصغير قبل الدخول إلى المدرسة التهجئة والعد والألوان….الخ، وهي مهارات مهمة بكل تأكيد، إلا أن مهارات الاعتماد على الذات لدى الأطفال تعد من أكثر المهارات الحيوية، بحيث ستمكنهم للانتقال بسهولة أكبر من المنزل إلى أي مكان خارجه كالمدرسة مثلاً.

مهارات الاعتماد على الذات وفقاً لعمر الطفل

أثناء تعليمه هذه المهارات، لا بد أن تشيد بجهود الطفل وفي نفس الوقت مساعدته إذا احتاج إليك مع تشجيعه على القيام بمهمته لوحده، وإذا كان الطفل يعاني في بعض المواقف، فقدم له حلاً وسطاً مثل: هو يرفع السروال وأنت تغلق أزار القميص، في بعض الأحيان يكون مجرد وجودك إلى جانب الطفل وتقديم الدعم له أثناء محاولته لربط الحذاء مثلاً؛ وسيلة لمساعدته في التعامل مع الإحباط الذي يصاحب التعلم عادة، لكن لن يمر وقت طويل قبل أن يقول لك: “يمكنني فعل ذلك بنفسي!”،  وفيما يلي بعض مهارات الاعتماد على الذات، التي يمكنك أن تعليمها للطفل وفقاً للعمر (في سن ما قبل المدرسة):

  • في عمر 18 شهراً:

    1. تفريش أسنانه (بمساعدة).

    2. تنظيف وجهه ويديه بعد الوجبة الغذائية.

    3. البدء في الأكل بنفسه من الصحن.

    4. شرب الماء من كوب مفتوح.

    5. المساعدة على ارتداء ملابسه وخلعها.

  • في عمر السنتين: 

    1. خلع الملابس وارتداء الأحذية والمعاطف، مع مساعدة بسيطة وتوجيهية.

    2. الحصول على المناديل الورقية لتنظيف الأنف.

    3. غسل الأيدي (بمساعدة).

    4. رفع السروال الداخلي والبنطلون، بعد استخدام الحمام وتنظيفك للطفل.

    5. اللعب المستقل لوقت قليل.

  • في عمر الثلاث سنوات:

    1. تمشيط الشعر بالفرشاة لوحده.

    2. تنظيف الأسنان بالفرشاة (سترغب في مراقبته فقط، حتى يتقن المهارة).

    3. الذهاب إلى الحمام من تلقاء نفسه.

    4.  غسل اليدين لوحده، برفعه على كرسي ومراقبته.

    5. ارتداء الثياب وخلعها (بمساعدة بسيطة من قبلك).

  • في عمر الأربع سنوات:

    1. زيادة الوقت والفرصة للعب المستقل.

    2. أثناء وجودك إلى جانبه، دعه يستكشف المحيط مع مراقبته.

    3. خلع الملابس لوحده، بما في ذلك فك الأزرار والسحابات.

    4. تنظيف نفسه بعد استخدام المرحاض (مع مراقبته حتى يتقن المهارة)

  • تقنيات تعليم الطفل الاعتماد على الذات

    إن تعليم طفلك كيفية اكتساب مهارات الاعتماد على الذات؛ يبدأ غالباً في عمر ما قبل دخول المدرسة، حيث يمكنك تعليمه مهارات ارتداء الملابس والاستقلال في الحمام مثلاً، كذلك تناول الطعام لوحده دون مساعدة ومراقبة تامة من قبلك، بالإضافة إلى مهارات الرعاية الذاتية، ومن المهارات التي تنقله من مرحلة “أحتاج مساعدتك” إلى مرحلة “يمكنني القيام بذلك” نذكر:

    1. الرعاية الذاتية: يمكنك البدء بتعليم الأطفال في سن مبكرة؛ مهاماً بسيطة باستخدام اليدين، حيث تقوم بتوجيههم فقط، مثل: ترتيب وتنظيم ألعابهم وتنظيف أسنانهم وغسل أيديهم، والهدف هو البدء بتسليمهم هذه المهام مع الاستمرار في تشجيعهم على القيام بها وبمفردهم، كما يمكنك مساعدتهم بأشياء مثل: تفريش الأسنان وغسل الأيدي مرة أخرى، حتى تتحسن مهاراتهم.

    2. ارتداء الملابس: إذا كنت تعلمهم كيف يخلعوا أحذيتهم، فأمسك أيديهم بلطف وأرشدهم إلى حذائهم وأنت تقول: “لقد حان الوقت لخلع حذائك”، مع وضع يد الطفل على الكعب ويده الأخرى على أطراف أصابع قدمه (ولا تزال يديك فوق يديه)، ثم قم بتوجيهه لسحب حذاءه برفق حتى يشعر بأن يديه هي التي تحرك الحذاء وتخلعه، كما يمكن لمهارات أخرى مثل: ارتداء معاطفهم وترتيب الألعاب، كذلك ارتداء الأحذية أن تساعد جميعها في إعداده للاعتماد على ذاته وهو خارج البيت وبعيد عنك، ثم أن امتلاك هذه المهارات لا يعلم الاستقلال فحسب، بل يتيح حرية أكبر للطفل، حيث لن يضطر إلى انتظار مساعدة من المعلم في المدرسة مثلاً.

    3. الرعاية الذاتية: علم طفلك كيفية ضبط معاطف الأطفال الآخرين، وكيف يكون قادراً على مد يد المساعدة لزملائه في رياض الأطفال على ترتيب حقائبهم، مما يعطيه شعوراً بالفخر وزيادة كبيرة في الثقة بنفسه، لأنه قادر على العناية بهندامه وأغراضه ومساعدة الآخرين في ذلك أيضاً.

    4. التغذية الذاتية: عند تعليم الطفل كيفية تناول طعامه بنفسه؛ أمسك يده وهي تقبض على الملعقة وقم بتوجيهها نحو الوعاء ثم إلى فمه، بمجرد أن يقول لك أنه يستطيع أن يأكل لوحده، يمكنك تركه ليضع الملعقة في فمه بعد أن تساعده على ملئها بالطعام، ولا تزعج نفسك كثيراً إذا أحدث فوضى كبيرة وأسقط الطعام على الأرض أثناء توجيهه الملعقة إلى فمه، وحاول تنظيفها دون أن يشعر الطفل بأنه ارتكب خطأ.

    5. ابتكر الروتين: إن تعليم طفلك هذه المهارات يحتاج تحديدها كروتين يومين، حتى يعرف ما هو متوقع منه ومتى، حيث يوفر الروتين للأطفال قدرة على التنبؤ وبه يزدهرون من خلاله، حيث يمكن أن يقلل ذلك من مقاومة الطفل لمهامه في سن أكبر، لذلك ساعده على معرفة ما الذي يأتي بعد ذلك في يومه، مما يساهم في خفض القلق الذي تتميز به الانتقالات مهما كانت بسيطة، مثلاً: تفريش الأسنان بعد تناول وجبة الفطور وقبل النوم، وغسل الوجه بعد الوجبات، وارتداء المعطف قبل مغادرة المنزل في الأيام الباردة، بالإضافة إلى كل الأشياء التي يقوم بها الطفل طوال اليوم، وكنصيحة.. إن قيام الطفل بأنشطة ممتعة أخرى أثناء إتمام مهامه، يمكن أن يساعد في الحفاظ على تحفيزه، مثلاً: أداء أغنية أثناء ترتيبه ألعابه، تعتبر طريقة رائعة لجعل المهمة ممتعة لطفلك ولك أيضاً.

    6. مخطط الصور: طريقة سهلة لتعليم طفلك عن روتين يومه أيضاً، حيث يمكنك إنشاء مخطط يحتوي أكبر عدد من الخطوات التي تحتاج منه القيام بها، والهدف أن يرى طفلك شكل يومه، مما يتيح له التحكم والقدرة على التنبؤ و(هو اجمل ما يشعر به الصغار)، وباستخدام مخطط صور يمكن أن يكون قلقه أقل؛ إذا كان طفلك في رياض الأطفال وبدوام جزئي، أو إذا كان أحدكما يعمل بعيداً عن المنزل، أو إذا كان هناك مشكلة في ذهابه إلى السرير باكراً، يمكن أن يكون الأمر بسيطاً، من خلال إشراك الطفل في إنشاء وتلوين المخطط، كما يحتوي الإنترنت على الكثير من الأفكار المجانية لإنشاء مخططات ممتعة.

    7.  القدرة على الاختيار: لا سيما مع الطفل العنيد، حيث يحاول فرض سيطرته سواء كان ذلك في اختيار الملابس التي يرتديها، أو الكوب الذي يشرب منه.. الخ، فإن تقديم خيار له سيساعده على الشعور بالتمكين بالتالي قدرته على التحكم، وتكمن الحيلة في أنك تريد أن تتيح له القدرة على الاختيار بين شيئين فقط: هذا أو ذلك! لأن أي خيار آخر يعني المزيد من التحدي، أما إذا كان طفلك يكافح من أجل اتخاذ القرار، فأخبره أنك ستقوم بالعد التنازلي من 10 إلى 1.. قبل أن يختار، بذلك تشجعه على اتخاذ القرار!

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟