مفهوم ثقافة الاطفال

معنى ومفهوم ثقافة الأطفال

ثقافة الأطفال لا تبعد من حيث معناها عن ثقافة أي مجتمع أو شريحة اجتماعية، وبما أن ثقافة المجتمع عموماً هي جملة من المعايير والقوانين أو القيم والمبادئ والأفكار بما تشتمل عليه من أساليب تفكير ووجهات نظر ومعارف وعادات وتقاليد بحيث تنصهر جميعاً في بوتقة واحدة لتكون هوية هذا المجتمع وتشكل صورته في شكلها النهائي؛ فإن ثقافة الأطفال بكل مضامينها ومكوناتها الخاصة تمارس نفس الوظيفة في صياغة الهوية الخاصة لمجتمع الأطفال والصيغة النهائية لشكله وصورته التي تميزه عن باقي فئات المجتمع الأخرى.

مكونات وخصائص ثقافة الأطفال

الخطوة الأولى في تحقيق هذه الرغبة هي التعرف على مضامين هذه الثقافة وما تشتمل عليه من مكونات وأفكار وأساليب خاصة في التعامل ووجهات نظر نحو مختلف المجالات، وكما جميع الثقافات فإن ثقافة الأطفال تحتوي على مكونات خاصة تميزها عن غيرها فمثلاً:

– مجموعة من الأدوات والطرق الخاصة: التي يستخدمها الأطفال في اللعب والتسلية والترفيه وهي تمثل المكون الرئيسي لثقافتهم مثل نوع الألعاب المنتشرة في كل مجتمع أو مكان يتواجد فيه الطفل كالمدرسة أو الحي أو العائلة والمنزل أو حتى الألعاب الالكترونية وأنواع الدمى المختلفة، حيث أن هذه الألعاب جميعها لها أنظمتها الخاصة وقوانينها أو مفرداتها وطرق معينة في تأديتها.

– الأشياء والشخصيات المشهورة في القصص والبرامج التلفزيونية المشهورة بين الأطفال: حيث أن هذه الأشياء تعتبر بعداً آخر من عالم الطفل وثقافته فهو يتعلم من هذه الأشياء ويتماهى مع شخصياتها أو يقلدها ويقتدي بها ومن هذه الشخصيات المحبب بالنسبة للأطفال مثل الشخصيات التي تتصف بالقوة والبطولة بالنسبة للأطفال الذكور والشخصيات الشهيرة بالجمال والرومانسية بالنسبة للأطفال الإناث كالأميرة النائمة، كما يوجد شخصيات أخرى تمثل حالة شريرة أو مدعاة للسخرية يستخدمها الأطفال في تشبيه بعضهم البعض فيها بدافع السخرية أو الشجار.

– مفردات لغوية ومصطلحات مجازية منتشرة بكثرة بين الأطفال: فالأطفال يطلقون تعابير مختلفة على الأشياء نفسها الموجودة لدى أفراد المجتمع كأنواع الأطعمة المفضلة بالنسبة لهم أو الطريقة التي يعبر من خلالها عن بعض حاجاته أو ألقاب يطلقها على والديه أو أخوته وطريقته في المدح أو توجيه الشتائم للآخرين الذين يشعر بالانزعاج منهم.

– رموز وتعابير خاصة: يتعلمها الطفل سواء من بيئته التي يعيش فيها أو من البرامج التلفزيونية والألعاب أو أقرانه ومدرسته وتمثل هذه الرموز لغة خاصة بالأطفال يتحدثون ويتعاملون مع بعضهم من خلالها.

– فنون وأدبيات خاصة: مثل الأغاني أو المقاطع الشعرية التي يحفظها الأطفال ويتلقوها من البرامج التلفزيونية الخاصة بالأطفال أو المدرسة.

– عادات وأساليب وسلوكيات خاصة: سواء في الطعام فبعض أنواع الأطعمة تعتبر مخصصة ومنتجة أساساً للأطفال كالحلويات على أنواعها المختلفة أو الشوكولا والسكاكر، وللأطفال طرق خاصة في تناول هذه الأطعمة وغيرها وأشياء مفضلة أكثر من غيرها وعادات وأساليب أخرى في التعبير عن جميع رغباتهم والأشياء المفضلة لديهم.

– معايير وقوانين خاصة تمثل ما يشبه نظام عرفي منتشر ومتبع بين الأطفال: ويستخدم الأطفال هذا النظام في حل مشاكلهم، ومعايير خاصة تفصل بين الحق والباطل في حكمهم على الأمور أو في بناء العلاقات وتفضيل الخيارات وتحديد ما هو صحيح وما هو خاطئ في تصرفاتهم أو تصرفات اقرانهم.

– ألقاب خاصة يطلقها الأطفال بين بعضهم: ويستخدم الأطفال هذه الألقاب سواء للإشارة إلى بعضهم أو إلى رغباتهم أو ما يريدون بقاءه سراً فيما بينهم، والجدير بالذكر أن هذه الإشارات والألقاب قد يفهما الأطفال الغرباء عن بعضهم حتى ولو كانوا في اللقاء الأول بينهم.

– طرق وأساليب خاصة في العلاقات الاجتماعية: فالأطفال لديهم اهتمامات مشتركة وأحاديث مشتركة وحتى أماكن وأساليب مشتركة للتعارف وبناء العلاقات.

– تقنيات وطرق خاصة في تقديم نفسهم والتعبير عنها: وهذه الطرق تنبع وتختلف بحسب ما يتعلمه الطفل من بيئته ومنزله ووالديه طريقته للتعبير عن النفس وذلك يتبع لما قد تعلمه عند والديه، ومن الاختلاف الطبيعي في المعارف والقدرات والرغبات بين الأطفال.

– بعض الأساطير والقصص الخيالية: والتي تختلف من مجتمع لآخر بحسب الهدف الذي وجدت من أجله والوظيفة التربوية التي تمارسها، والهدف الاجتماعي والثقافي من انتشارها.

من أين تأتي ثقافة الأطفال ؟

:

– المنظومة الثقافية والمعرفية السائدة في المجتمع: فهذه المنظومة تعتبر المنهل والمنبع الأساسي لمعارف الطفل المبدئية والتي من خلالها يبدأ في بناء ثقافته الخاصة.

– المدرسة: فهي مؤسسة تتصف باعتمادها على قوانين وأنظمة وجملة من الأنشطة والمهام التي تساهم في تكوين ثقافة خاصة لدى التلاميذ.

– وسائل الإعلام والبرامج التلفزيونية: وهي تعتبر من أكثر الوسائل تأثيراً في تشكيل ثقافة خاصة لدى الأطفال من خلال ما تعرضه من قصص أو برامج مسابقات وترفيه تشمل قوانين وشخصيات ومفردات خاصة يستخدمها الطفل في تكوين ثقافته.

– وسائل الاتصال والتواصل: التي تعد من المصادر الحديثة والتي تزداد انتشاراً واستخداماً في الوقت الراهن فهي جعلت الطفل يتعرف على عالم جديد يمكنه أن يتأثر ويؤثر به، فهذه الوسائل تعرض أفكاراً جديدة لم يسبق للطفل أن سمع بها كما تعطيه الفرصة للتعرف على أشياء وأشخاص جدد يمكنه التواصل معهم والاطلاع على أفكارهم وقيمهم واهتماماتهم، هذا بالإضافة للألعاب ووسائل الترفيه والتسلية، وكل هذا أعطى بعداً جديداً ومنبعاً غزيراً يمكن للطفل تطوير معارفه وثقافته من خلاله.

– الموروث الشعبي والاجتماعي: وما يحتويه من أساطير وقصص ملحمية أو عبر وأحداث تاريخيه تتناقلها الأجيال عبر الزمن للحفاظ على ما تحويه من عبر وأمثال وفلسفة اجتماعية، ويعلمها الآباء لأبنائهم والأجداد لأحفادهم بهدف تعليمهم دروس الحياة، وهذا المورث الثقافي الاجتماعي يعتبر جزء لا يتجزأ من ثقافة والأطفال وثقافة مجتمعهم.

– فنون وآداب الأطفال: مثل الأغاني أو بعض القصص وأنواع الآدب التي تنتج خصيصاً وتوجه لمرحلة الطفولة في أهدافها.

– دروس ومواقف الحياة: فالطفل في كل يوم معرض لتجارب جديدة وأشياء وأفكار جديدة في المدرسة أو الحي مع الأصدقاء أو الغرباء، تعترضه مشاكل ويبني علاقات يتعرف على خبرات وأماكن جديدة وكل من هذه الأمور تضيف خبرة جديدة أو درس إضافي في معلومات ومعارف الطفل.

– اللعب والتسلية: حيث أن اللعب يعد المصدر الأول الذي يتعلم منه الطفل ويجرب كل ما يريده وهذا اللعب يعتبر عالماً للتجريب والاختبار وفضاءً واسعاً من القوانين والعادات والمفردات الثقافية الخاصة بمرحلة الطفولة والتي تعد من أهم المكونات الثقافية لهذه المرحلة.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟