لعب الأطفال فالهواء الطلق

أهمية اللعب في الخارج للأطفال

كي تضمن صحة طفلك ورفاه ونجاح حياته؛ تأكد من لعبه خارج المنزل أغلب الأوقات، فما يميز هذا الجيل من الأطفال أكثر من السابق؛ قضائه ساعات طويلة داخل المنزل أمام شاشات الكمبيوتر والتلفزيون، كذلك التركيز على الأنشطة والإنجازات المجدولة، والمخاوف بشأن التعرض لأشعة الشمس، وبالنسبة للعديد من الأسر؛ تكمن المشكلة في عدم وجود أماكن آمنة في الهواء الطلق للعب، وليس الأطفال فقط، لكن البالغين يقضون وقتاً أقل في الهواء الطلق أيضاً، وفيما يلي الأسباب التي تؤكد أهمية اللعب خارج المنزل:

– أشعة الشمس: من الصحيح أن أشعة الشمس مضرّة بالصحة، ويمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، لكن اتضح أن أجسامنا تحتاج إلى الشمس ، ونحتاج إلى التعرض لأشعتها لصنع فيتامين (د)، وهو فيتامين يلعب دوراً حاسماً في العديد من وظائف الجسم، بدءاً من نمو العظام وحتى جهاز المناعة، حيث يلعب التعرض لأشعة الشمس دوراً في النوم الصحي، وفي تحسين مزاجنا، إذ تعمل أجسامنا بشكل أفضل؛ عندما تحصل على بعض من أشعة الشمس قبل ساعات الظهيرة.. كل يوم.

– التمرن: يجب أن يكون الأطفال نشيطين لمدة ساعة على الأقل كل يوم، ويعد الخروج للعب طريقة مهمة للتأكد من تحقيق ذلك، بطبيعة الحال.. يمكن للطفل ممارسة بعض التمارين الرياضية داخل المنزل، لكن إخراجه إلى الهواء الطلق، خاصة مع لعبة مثل كرة أو دراجة؛ يشجع الطفل على اللعب النشط، وهو في الحقيقة أفضل تمرين للأطفال.

– المهام العملية: هذه هي المهارات التي تساعد الطفل على التخطيط وتحديد الأولويات واستكشاف الأخطاء وإصلاحها وتعلم مهارات التفاوض وتعدد المهام أيضاً، كذلك سعة الحيلة والدهاء ؛ حيث يكمن الإبداع أيضاً، وبالنسبة للطفل فإنه يستخدم خياله لحل المشكلات والترفيه عن نفسه، هذه هي المهارات التي يجب تعلمها وممارستها.. وللقيام بذلك، يحتاج الأطفال إلى وقت غير منظم، بل يحتاجون إلى الوقت بمفردهم ومع الأطفال الآخرين من أقرانهم والأطفال الأكبر سناً، كذلك السماح لهم (ربما إجبارهم إذا صح التعبير)؛ على ابتكار ألعابهم الخاصة وتسلية أنفسهم، بالتالي يتيح لهم التواجد في الخارج؛ فرصاً لممارسة هذه المهارات الحياتية المهمة.

– المجازفة: يحتاج الأطفال إلى تحمل بعض المخاطر، وهذا ما يجعلك قلقاً؛ حيث تريد أن يكون أطفالك آمنين، لكن إذا أبقيناهم في فقاعات ولم ندعهم يخاطرون أبداً؛ لن يعرفوا ما يمكنهم فعله وقد يفتقدون للثقة والشجاعة؛ لمواجهة مخاطر الحياة التي لا مفرّ منها، بالطبع يمكن أن يكسر الطفل ذراعه جرّاء تسلق شجرة، كما يمكن أن يتعرض للإهانة عندما يحاول تكوين صداقات ويتم رفضه أو التنمر عليه، لكن هذا لا يعني أنه يجب ألا تحاول، لأن الدروس التي نتعلمها من الفشل، هي بنفس أهمية الدروس التي نتعلمها من النجاح.

– التنشئة الاجتماعية: يحتاج الأطفال إلى تعلم كيفية العمل ضمن فريق، كما أنهم بحاجة إلى تعلم كيفية تكوين صداقات وكيفية المشاركة والتعاون، وكيفية التعامل مع الآخرين، فإذا تفاعلوا فقط في مواقف منظمة كثيراً مثل: فرق المدرسة أو الرياضة التي ينخرطون فيها؛ فإنهم لن يتعلموا كل ما يحتاجون إلى معرفته.

– تقدير الطبيعة: يتغير العالم.. وليس للأفضل مع الأسف، حيث يكبر الطفل دون السير أبداً في غابة، أو نكش التربة بيديه العاريتين أو مشاهدة الحيوانات في بيئتها، أو تسلق الحجارة والأشجار أو اللعب في مجرى مائي أو بقعة وحل، أو التحديق في الأفق اللامتناهي للمحيط أو البحر، ولأن مستقبل كوكبنا يعتمد على أطفالنا.. فإنهم بحاجة أن يتعلموا تقديره، لذا افعل ما فعله آباؤنا؛ أرسل أطفالك إلى الخارج والأفضل أن تذهب معهم، وابذل كل ما بوسعك للتأكد من أن كل طفل في محيط أقاربك

وأصدقائك؛ متاح له أن يفعل الشيء نفسه.

اخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟