كيف تحتفظ بالحدود مع الآصدقاء

كيف تحدد مساحتك الخاصة مع أصدقائك المقربين؟
من أصعب الحقائق في حياتنا، هي أن الصديق، أو حتى الشخص المقرب، يمكن أن يكون مصدراً للضغط بغض النظر عن مدى قرب العلاقة، فأنتما شخصان مختلفان، لهما احتياجات وتوقعات مختلفة، بحيث تتغير الحياة والأولويات، وفي مرحلة ما قد تجد أنك غير قادر على أن تكون موجوداً من أجل صديق ما، كما كنت في السابق، أو قد يحتاج صديقك إلى دعم عاطفي؛ لا تملك القدرة عليه، فالناس ينشغلون ويتنقلون.. يتزوجون ويبدؤون وظائف جديدة، كما يغيرون الصداقات! ومثل كل العلاقات.. تتطلب في بعض الأحيان مساحة وحدود، فأنت تريد حماية العلاقة وحماية نفسك واحتياجاتك، إليك كيفية تحقيق هذا التوازن، من خلال رسم الحدود مع أصدقائك المقربين :

– تدرّب: فكّر في كيفية تطور المحادثة حول مسألة رسم الحدود مع الصديق، ضمن وقت مناسب لكليكما، كما لا تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في إجراء هكذا محادثات، أو من خلال رسالة (SMS) أو البريد الإلكتروني، حيث تفتقر الاتصالات الرقمية إلى تعبيرات الوجه ولغة الجسد، التي تخفف من حدة هذا الحديث الصعب، وكي تتجنب أي أخطاء؛ حاول التدرّب على ما تريد قوله مسبقاً، فإذا كان هناك شجار أو مشكلة تحتاج إلى معالجة؛ كجزء من طلب المساحة في علاقتك مع الصديق، كن حريصاً على عدم اللجوء إلى اللوم أو النقد أو تقديم قائمة من المظالم! فقد ينشأ سوء الفهم من قضايا بسيطة، لذا فإن الوضوح مع الصديق أمر مهم، ركز على ما تحتاج إليه ولا تفترض الأسوأ ولا تتعامل مع مسألة وضع الحدود من خلال النوايا.

– دعم الصداقة: ابدأ الحديث عما يعنيه هذا الشخص وصداقته لك، بقول شيء مثل: “لقد كنا أصدقاء لمدة 10 سنوات، وأنا ممتن للغاية لأننا الحياة أعطتنا فرصة اللقاء”، لذا فإن إعداد حديثك من شأنه أن يعزز علاقتك، بدلاً من أن يكون عبارة عن سرد عيوب ومشاكل هذه العلاقة، كما يمكن أن يساعد على تخفيف حدة الصدمة لأنك تريد مساحة خاصة، تابع بعد ذلك: “أحتاج أن أقول لك شيء ما أزعجني، وأقدّر صداقتنا كثيراً لأنك تعلم أنني سأحتفظ بهذه الصداقة مدى العمر، لكن ما يزعجني يؤثر على علاقتنا…” وهكذا.

– تسمية مشاعرك: ربما تكون غاضباً بسبب موقف نميمة توّرط فيه صديق مقرب منك، وربما تشعر بالإحباط لأنه طلب منك القيام بالكثير من الأمور لصالحه؛ دون أن يعرض أي رد بالمثل، أو ربما كنت منزعج من أنه يقاطعك في عملك أو منزلك؛ دون سابق إنذار بدلاً من احترام وقتك، كلما كان كنت أكثر تحديداً، كان ذلك أفضل، كونك أمين وتعبّر عن مشاعرك مباشرة، لأن الجزء الرئيسي هو كيف يمكنك إيصال هذه المشاعر مثلاً: إذا كنت منزعجاً من أن صديقك طلب منك استدانة المال في وقت تعاني فيه من ضائقة مالية؛ فلا تخبره بأنه غير حساس وغير مبالي بوضعك، بدلاً من ذلك يمكنك قول شيء مثل: “لقد طلبتَ اقتراض (مبلغ X).. وكنت أرغب في مساعدتك، لكن لدي بعض المشاكل في أموري المالية مؤخراً”، فبدلاً من التحدث بشكل مبهم عن مشاعرك، يمكنك من خلال التعبير بطريقة واضحة وصادقة؛ أن تدفع الصديق للتعاطف معك وفهم موقفك، فيجب أن تكون واضحاً وتعبر بكامل الصراحة؛ عن مشاعرك وأفكارك مع أصدقائك المقربين.

– تعيين حدود واضحة: وهي الحد العاطفي، فبعد أن حددت المشكلة التي حرّضت الحاجة إلى رسم الحد؛ ارسمه جيداً.. للتأكد من أن صديقك يعرف لماذا تضع الحدود، وما هي تلك الحدود، دعنا نقول على سبيل المثال: أن صديقك غاضب من أنكما لا تلتقيان كثيراً كالعادة، وأنك مشغول جداً في وظيفة جديدة أو في علاقة حب جديدة، وعبرت في بداية المحادثة، أنك تشعر بخيبة أمل لأنك ترغب في دعم صديقك، وستحدد ما تحتاجه الآن لوضع حدود لوقتك وحياتك الخاصة، حيث يمكن أن تقول: “لقد قلت إنك تريد أن نقضي معظم وقت عطلة نهاية الأسبوع معاً؛ لكنني أحاول تحقيق التوازن في الوقت الحالي وأجد ما تريده مرهقاً، أنا قادر على تحديد موعد لنا معاً؛ مساء السبت لبضع ساعات، أتمنى أن تتفهم، بالطبع كنت أتمنى أن تكون الأمور مختلفة، لكني مرهق وأرغب في التأكد من إعطاء الحق لكل شيء في حياتي”.

– تعزيز الطمأنينة: مثلاً.. إذا اتصلت بكِ صديقتك عدة مرات في اليوم كل أسبوع عندما تشعر بالسوء؛ فلا يزال بإمكانك المساعدة من خلال بعض المقترحات إلى جانب وقتك، أو توجيهها نحو أماكن أخرى للعثور على الدعم، لأن الصداقات الحقيقية تستمر رغم بعد المسافات، لذا تأكد من إبراز أهمية علاقتك في نهاية أي محادثة يشكو خلالها صديقك من ظروفه، دعه يعلم أنك سعيد، لأنه يعلم أن وقتك متاح له.. للحصول على المساعدة والدعم، فأنت تقدر الصداقة ولا تريد أن تنتهي علاقتكما بسبب ظروف الحياة الصعب لكل منكما.

أخصائي نفسي

الولاء مكي

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟