كيف أكون صداقات ناجحة

 قم بتحديد الهدف من الصداقة لتكون صداقة حقيقية
قبل البحث عن صداقات وتكوين صداقة عليك أن تحدد الهدف الذي تسعى إليه من ذلك، فتحديدُ الهدف المرجوّ من تكوين صداقات يساعدك على اختيار الأصدقاء بشكل أفضل.
ورغم أن غالبية الباحثين عن صداقات يريدون الوصول إلى السلام الداخلي والاطمئنان النفسي والانخراط المجتمعي إلا أن لكل واحدٍ منهم مطلبه الخاص والمختلف عن الآخر.
وحول هذه النقطة اشتكت فتاة في سؤالٍ لها ورد إلى موقع حلوها تحت عنوان “لا أجيد تكوين صداقات” وقالت: أنا بنت لا أجيد فن تكوين صداقات رغم حبي للناس، لا أستطيع أن أكوّن صداقة معهم، فقط أتعرف عليهم ولا أستطيع أن يكون بيننا علاقة وطيدة إن غبت عنهم لا يسألون إن حدثت لي ظروف لا يقومون بالواجب رغم أني بادرت لهم بالاهتمام وشاركتهم ظروفهم.. لا أشعر أن أحدهم يرغب بي كصديقة فقط يعرفوني وقت الحاجة”.

وأجابها المدرب والكاتب ماهر سلامة بالنصيحة أن عليها معرفة الهدف من الصداقة كوْنها ليست ترفاً، فقال:
سيدتي.. الصداقات ليست ترفاً، بل هي حاجة لنا لننمو ونتطور ونتقدم في محيط محب نتقدم إلى الأمام. وإن لم تحقق الصداقة هذا الهدف فلا داعي لها. إذاً عندما تضعين هذه الغايات للصداقة، عندها تنتقين من يسهم في تشكيل عالم أجمل تعيشين به معهم. الصداقة ليست لإضاعة الوقت. لذا عليك البحث عما يليق بك حتى ولو لم يكن بمستواك، لكنه يحس بقيمة الصداقة من جوانب ذكية وجميلة وواعية.

ابحث عن الاهتمامات المشتركة بينك وبين الأصدقاء المحتملين
حين بدأ موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إنشاء خوارزمية ظهور الصداقات المقترحة على صفحة الحساب الشخصي لكلٍ مشترك لديه منح الاهتمامات المشتركة أولوية قصوى لعرض أصدقاء مقترحون لكل مستخدم.
خوارزمية فيسبوك ليست مبنية على الاجتهاد الفردي بل وفقاً لتوصيات مجموعة كبيرة من أمهر الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين والتربويين الذين يعملون لدى الشبكة.
فمثلاً تخيل نفسك مهتم بكرة القدم وتشجع فريق مانشستر يونايتد، ستجد الموقع يقترح لك أصدقاء يحبون نفس الفريق، ونفس الأمر مع الفتاة المهتمة مثلاً بالموضة والأزياء، سيقترح عليها فيسبوك صديقات بنفس الاهتمامات وهكذا.
من هذا المنطلق عليك تحديد اهتماماتك ويُفضّل اللجوء إلى الأماكن التي يتشارك بها آخرون نفس هذه الاهتمامات، فكم من صداقة بدأت بنقاش حول مباراة أو نادي كرة قدم؟ أو حوار عابر عن رواية؟.
حين تتعرف على شخص يتشارك معك نفس الاهتمامات فهذا  يرفع مستوى العلاقة، فمثلاً لو كنت تحب لعب كرة السلة وتعرفت على شخص بنفس الاهتمام، فهذا يزيد من احتمالية التعارف بينكما، والتواصل ثم اللقاءات.
هذا لا يعني أن كل صديقيْن يتشاركان في الاهتمامات، لكن تذكر أننا هنا نتكلم عن عملية البحث عن صديق، لذلك من البديهي أن نبحث عن مفاتيح العلاقات.


العفوية مفتاح لصداقات جديدة ومميزة

كم صديق في حياتنا صنعتهم العفوية؟ كم صديق حميم تعرفنا عليهم في لقاء عفوي، أو لأنك جلست بجانبة في أول محاضرة بالجامعة، أو قدمت له مساعدة في أول أيام المدرسة؟
ورغم أن هذه الصداقة بُنيت على عوامل أخرى متعددة إلا أنك لو أعدت القصة إلى جذورها ستجد أن صداقتك به بدأت عبر لقاء عابر لم يكن في بالك يومها أن هذا الشخص سيكون صديقاً مقرباً لك.
إذاً، من ذلك نستنتج أنه عليك ترك بعض الأمور في الحياة للقدر، وبعض الصداقات لا تُصنع وإنما تُولد من تلقاء نفسها وعفويتها، والإيمان بذلك سيُريحك نفسياً أن الأصدقاء سيأتون لوحدهم في بعض اللحظات.


قتل العزلة يساعد في تكوين صداقات جديدة

لا تقل أريد تكوين صداقات وأنت لا تختلط مع الناس ولا تتكلم معهم ولا تشاركهم أحزانهم وأفراحهم، لأنك لن تجد العلاقات تُبنى والصداقات تُؤسس طالما ليس لديك أي بادرة تجاه الآخرين.
أرسطو قال ذات مرة لتلميذٍ لديه :”تكلم حتى أراك”، وهي قاعدة حياتية يُمكن تطبيقها على مشكلة تكوين الصداقات، فكيف سينجذب إليك الناس ويقبلون صحبتهم لك والخروج معك وأنت متقوقع في مكانك جسداً وروحاً؟!.

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟