كونوا قدوة لأطفالكم

أطفالك يراقبون ما تفعله دائماً، ويرون كيف يمكنك التعامل مع الإجهاد والمواقف الصعبة في الحياة، كما يشاهدون كيف تعامل الآخرين، ويلاحظون كيف تتعامل مع مشاعرك على اختلاف تقلباتها، لأنهم يمتصون كل تلك المعلومات وغيرها من مهارات الحياة مثل الإسفنج، لذلك حتى عندما تعتقد أن طفلك لا يهتم؛ من الضروري أن تكون قدوة إيجابية له، فكيف يمكن أن تعلّم طفلك السيئات.

نظرية التعلم الاجتماعي والتشكيل
وفقاً لنظرية التعلم الاجتماعي، يتعلم الناس من خلال مشاهدة الآخرين، وأنت بالتأكيد لا تحتاج إلى تجربة علمية تثبت أن الأطفال يقلدون والديهم، فقد تلاحظ أن طفلك يتظاهر بأنه أنت، أو أن طفلتك تضع دميتها على السرير بالطريقة نفسها التي تضعها أنت أو أمها؛ بها لتنام في الليل، حيث يكرر الأطفال ما يسمعون ويقلدون ما يرونه.

في بعض الأحيان.. قد تكون قدوة غير مدروسة لبعض السلوكيات غير الصحية لأطفالك، وفيما يلي بعض الأمثلة عن طرق تعليم الطفل للعادات السيئة:

  • الأم تخبر المحاسب في أحد المطاعم أن ابنها البالغ من العمر 12 عام يبلغ من العمر 8 أعوام، فقط حتى يتمكن من الحصول على خصم من البوفيه! فيتعلم الابن.. أنه من المناسب أن يكذب في بعض الأحيان.

  • أب يقضي أمسياته في مشاهدة التلفاز، لكنه يخبر ابنته البالغة من العمر 14 عام بأنها يجب أن تقرأ أكثر.

  • يخبر الآباء أطفالهم أن يعاملوا الجميع باحترام، لكنهم غالباً ما يقولون؛ تعليقات نقدية عن الأشخاص الذين يظهرون على شاشة التلفاز مثلاً.

  • يتشاجر الزوجان المطلقان حول قضايا الحضانة ثم يتوقعان؛ أن يلتقي الأطفال الأخوة مع بعضهم البعض ويحبون بعضهم البعض.

  • يخبر أحد الوالدين الطفل بضرورة التوقف عن وضع أصابعه في فمه، لكن عندما يشعر بالتوتر مثلاً يقوم أحد الوالدين (الأم مثلاً) بقضم أظافرها.

  • تخبر الأم ابنتها أن تكون لطيفة مع الآخرين، لكنها تصرخ على البائع عندما يرفض استرداد سلعة كانت تأمل في إعادتها.

  • يخبر الأب أطفاله أنه يجب عليهم تناول طعام صحي، لكنه يتناول إلى الحلوى ولا يمارس الرياضة.

  • يخبر الآباء أطفالهم أن يشاركوا وأن يتمتعوا بالسخاء فيما لديهم، لكن الآباء لا يشاركون في أي نوع من العمل الخيري أو العمل التطوعي.

  • الأب يدخن السجائر وبينما لديه سيجارة في يده، يخبر أطفاله أن التدخين سيء ويجب ألا يمارسوا هذه العادة السيئة.

  • يخبر الأهل أطفالهم بتحمل مسؤولية سلوكهم، لكن عندما يتأخرون عن موعد طبيب أسنان أطفالهم؛ يجادلون موظفة الاستقبال ويخبرونها بأنهم ارتكبوا خطأ في جدولة مواعيدهم، ويريدون الدخول فوراً دون موعد!

  • إذا قالت الأم مثلاً بأن “إخبار صديقتها أنها لا تستطيع مساعدتها على الإعداد لمناسبة ما بسبب صداع أصابها”؛ بأنها “كذبة بيضاء صغيرة”، لكنها تذهب في زيارة لصديقة أخرى بدلاً من ذلك؛ سوف يتعلم الأطفال عندها أن الكذب أمر مقبول.

من الصعب أن تحدد شكل القواعد التي تعلم طفلك من خلالها مهارات حياتية صحية، لكنك على الأقل لا بد أن تحاول ربط هذه القواعد السلوكية بتصرفاتك اليومية الصحيحة، وبالطبع هناك استثناءات لهذه القواعد، كأن تقول لطفلتك التي أعدت لك سندويشك المفضل بأن “السندويش لذيذ جداً لأنها أعدته لك” رغم أنه ليس كذلك، لتعلمها أنه من المهم أن تكون لطيفة مع الناس.
قد يكون من الصعوبة.. مراعاة هذه القواعد عندما ترافق طفلك في كل لحظة من حياته وتتحمل مسئولية تنشئته على أكمل وجه، لكن لا بد لك من بذل قصارى جهدك في مراقبة نفسك أولاً وانضباطك الذاتي ومهاراتك الشخصية في التعايش اليومي، لأن هذا الإنسان الصغير يراقب حركاتك وسكناتك وكل حرف تتلفظ به.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟