فن الرد عالأخرين

فن الرد على الآخرين

عادةً ما نلجأ للرد المُسكِت في العلاقات السطحية أو المواقف المحرجة أمام الآخرين، وغالباً ما نحتاج لهذا النوع من الردود عندما نتعرض لاستفزاز شديد ونرغب بوضع حد للشخص المستفز. إليكم بعض النصائح لتعلم فن الرد المسكت على الآخرين بقوة وحزم:

  • الهدوء أولاً: القاعدة الأولى من قواعد الرد الذكي والفعال أن تحافظ على أقصى درجة من الهدوء بمواجهة الشخص المستفز أو السلوك والكلام المزعج، يساعدك الهدوء على انتقاء رد مناسب من جهة، كما يعتبر هدوؤك بمواجهة الإساءة بحد ذاته رداً على المسيء، الذي يتوقع منك أن تثور وتتوتر وترتبك.
  • التركيز على لغة الجسد: تلعب لغة الجسد دوراً كبيراً في الرد على الآخرين ردّاً مفحماً ومسكتاً، فحتى إن كانت كلماتك قاسية وقوية لكن نظرة عينك ضعيفة ونبرة صوتك خجولة؛ يستقبل الآخرون رسائل لغة الجسد أكثر من الرسائل اللفظية، ويشعرون أنك مرتبك ولا تعني ما تقول، لذلك عليك أن تبدأ الرد بلغة الجسد، من خلال تركيز نظرك مباشرة بعيني الشخص واستخدام نبرة صوت عميقة وهادئة لكنها حازمة وجادّة.
  • الرد بقوة وحزم: على الرغم أن السخرية تعتبر من فنون الرد على الآخرين، لكننا نرى أن السخرية تنتمي للردود الدبلوماسية، أما إن كانت العلاقة سطحية أو كانت الإساءة مزعجة وغير مقبولة فالردود القوية والحازمة هي الأنسب. تتضمن الردود القوية والحازمة عنصرين أساسيين:
    • العنصر الأول هو الكلمة المفتاحية للرد القوي، والهدف منها وضع العلاقة في إطارها الرسمي الصحيح، عادة ما تكون الكلمة المفتاحية مهذبة بالظاهر لكن نبرة الصوت تمنحها القوة، مثل لو سمحت! أو عفواً! هذه الكلمات بمثابة إعلام عن الانزعاج ليس موجهاً للشخص المستفز فقط وإنما لجميع الموجودين، وكأنك تقرع على الكأس لأن دورك قد حان بالكلام والرد.
    • العنصر الثاني وهو الأهم، عنصر الرفض والتهديد، حيث تعبِّر عن رفضك لهذا السلوك وتسامُحِكَ معه لهذه المرة فقط، كالقول “عفواً، لستَ ظريفاً وما قلته للتو غير مقبول، أرجو أن تلزم حدودك“.
  • سيطر على الحركة: في كثير من الأحيان نفقد السيطرة على الحركة عندما نتعرض للاستفزاز، جزء أساسي من الرد المسكت أن تسيطر على حركتك، لا تقف ولا تضرب على الطاولة ولا تتحرك بسرعة أو تكثر من الإشارة بيدك، جميع هذه التصرفات تجعل الرد ضعيفاً لأن الشخص المستفز يعتقد أنه نجح باستفزازك، وهذا كل ما يريده. اقرأ أكثر عن التعامل مع الشخصية المستفزة
  • الرد المسكت بدون كلام: من فنون الرد على الآخرين أن ترد عليهم دون استخدام اللغة، نظرة ازدراء بطرف العين، ثم اشغل نفسك بموضوع آخر وكأن شيئاً لم يكن.

فنون الردود الدبلوماسية

الهدف من الردود الدبلوماسية هو تجنب الصدام والمواجهة، والهروب من المواقف المحرجة وإسكات شخصٍ ما دون أن تحصل مشادة أو سجال أو ترتفع نبرة الصوت، ودون أن نتجاهل الموضوع أيضاً، وأهم قواعد الرد الدبلوماسي على الآخرين:

  1. الرد الساخر: إذا كانت العلاقة تسمح بالردود الساخرة فهي تعتبر من أهم فنون الرد الدبلوماسي، ويستخدم السياسيون هذه الطريقة في الرد على الصحفيين مثلاً، كما تعتبر الردود الساخرة من الفنون القديمة عند العرب.

    ومن أمثلة الرد الدبلوماسي الساخر أن شخصاً قال للمتنبي: حسبتك وأنت قادم من بعيد امرأة. فرد عليه المتنبي قائلاً: وأنا حسبتك رجلاً!

  2. استخدام الأمثلة الشعبية: تنتمي طريقة الأمثلة الشعبية في الرد إلى الردود الدبلوماسية، لأنها ترتبط لدى الآخرين بموروثهم الثقافي وتحرك لديهم الفكاهة وترتبط أيضاً بسرعة البديهة، ما يجعلها ردود قاسية لكنها بنفس الوقت دبلوماسية ولا تسبب نزاعاً أو مواجهة في أغلب الأحيان.

  3. التمسك بالتفاصيل: وهي وسيلة يتبعها الدبلوماسيون حول العالم للرد على الأسئلة المحرجة أو المستفزة، حيث يحاولون التمسك بتفاصيل جزئية من السؤال أو خطأ لغوي أو حتى تحويل انتباه الجمهور إلى ما يرتديه الصحفي من الثياب، يقول مثلاً “هل ترتدي قميصاً أصفراً وربطة عنق حمراء حقاً! من اختار لك هذه الثياب؟” ثم يجيب إجابة غير مهمة لأنه خرج من عنق الزجاج بالتركيز على التفاصيل

أخصائي نفسي

الولاء مكي

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟