فضول الأطفال فالاسئلة

أن يكون الطفل فضولي فهي مسألة يمكن ملاحظتها من خلال عدة تصرفات أو أنماط سلوك يقوم بها في حياته الطبيعية اليومية، مثل الإكثار من الأسئلة حول كل شيء وإلى حد مزعج، أو التدخل في أحاديث الكبار وأمورهم، أو التدخل في شؤون الآخرين من أقرانه سواء أخوته أو زملائه في المدرسة أو الحي والأقرباء.

أسباب الفضول عند الأطفال :

أسباب غريزية: وهي غريزة التعلم والنشوء والارتقاء الموجودة سواء لدى المخلوق البشري أو حتى المخلوقات الأخرى ولكن بدرجات متفاوتة، فمنذ أن يولد الطفل يبدأ بتعلم الرضاعة من والدته ثم يكبر ويتعلم الجلوس ثم القيام بحركات معينة ثم المشي وبعدها يتعلم الكلام وهكذا يستمر الإنسان في مسيرته التطورية الطبيعية عبر تعلم المزيد من الخبرات والأشياء لنهاية حياته.

  1. أسباب مكتسبة اجتماعية: حيث أن الأطفال يلاحظون كل ما يدور حولهم من أحاديث ويلاحظون أيضاً تصرفات من حولهم وصفاتهم، فعندما يرى الطفل أن أحد والديه يتصف بالفضولية من خلال أحاديثه أو تصرفاته مثل جلسات والدته مع جيرانها والتكلم حول شؤون الآخرين فإنه من الطبيعي أن يتعلم هذا السلوك ويقلده ويرى فيه شيء جيد.

  2. حب المعرفة والتعلم: فبعض الأطفال لديهم ميل أكثر من غيرهم للتعلم وزيادة مستواهم المعرفي، وهذا يبدو دافعاً جيداً ولو كان من أنواع الفضول ولكنه يهدف لاكتساب الخبرات والمعارف المختلفة وتطوير الذات والقدرات والمهارات.

  3. حب التجريب والاستطلاع: فمن منطلق غريزة التعلم نفسه يبدي الأطفال أحياناً اهتماماً ما في تجريب بعض الأشياء والأفكار، فقد تعجبه تجربة معينة على التلفزيون أو يرى ذويه وهم يقومون بأشياء يجد متعة في تقليدها، وهنا يقوم الطفل بتجاربه حول هذه الأشياء لاختبارها واستطلاع نتائجها عن قرب وفهم ابعادها وتفاصيلها.

  4. بناء الخلفية الثقافية والشخصية الاجتماعية: حتى يتمكن الطفل صاحب الخبرة القليلة في الحياة من بناء قاعدته المعرفية وخلفيته الثقافية فهو بحاجة لطريقة تساعده على ذلك وفضوله المعرفي أو أسئلته الكثيرة هي الطريقة التي يراها الأنسب لتحقيق هذه الغاية وتطوير معارفه.

  5. الرغبة في التعرف على عالم الكبار: أكثر ما يشغل الأطفال هو عالم الكبار والأدوار الاجتماعية العديدة التي يمارسها الكبار أمامهم، فالأطفال أدوارهم محدودة في المدرسة أو اللعب أو بعض الوظائف المنزلية، أما الكبار يمارسون الكثير من الوظائف والأدوار وهذا يعد من الدوافع القوية ليحاول الطفل التعرف أكثر على هذه الأدوار سواء من خلال التقليد أو الأسئلة أو التجريب والتدخل في أمور الكبار وشؤونهم.

  6. حب السيطرة على الآخرين والتدخل في شؤونهم: حيث أن بعض الأطفال يوجد لديهم رغبة في السيطرة على الآخرين وقيادتهم، فهذا يدفع هؤلاء الأطفال للتعرف على شؤون الآخرين الذين يرغبون بالسيطرة عليهم، وذلك ظناً منهم أن معرفتهم هذه سوف تساعدهم في الوصول لمرادهم وحينها سوف يظهرون بشكل الأذكياء الذين يعرفون كل شيء عن الجميع.

التعامل مع فضول الأطفال

  1. يجب أن يعرف الطفل حدوده: ويتعلم أن ليس كل ما في الحياة مرتبط به ومن شأنه وهناك أشياء كثيرة تعتبر خصوصيات بالنسبة للآخرين ويجب أن لا يتدخل فيها، كما يجب عليه الاهتمام فقط بأموره وترك الآخرين وشأنهم، فكما ينزعج هو من تدخل الآخرين بخصوصياته يجب أن يتعلم أن تدخله في خصوصيات الآخرين أمر يثير انزعاجهم.

  2. تعريف الطفل أكثر بدوره الاجتماعي: وكيف يجب أن يتعلم هذا الدور ويحدد مكانه في الحياة وأن هناك أشياء أيضاً لا تناسب سنه أو جنسه، وهنا تكون الخطوة الأولى التي يتمكن الطفل فيها من تحديد اهتماماته والأمور التي يرغب بالتعرف عليها أو يميل نحوها وبهذه الحالة سوف يستبعد الأشياء التي لا تعنيه والتي تعتبر بعيدة عن أهدافه واهتماماته.

  3. احترام خصوصياته: يجب علينا أن نحترم خصوصيات أطفالنا وعالمهم الخاص الذي يحرجهم تدخل الآخرين فيه، فبهذه الوسيلة سوف يتعلم هو بدوره أن يحترم خصوصيات الآخرين ولا يتدخل في شؤونهم، فكما يرغب باحترام الآخرين لشؤونه يجب عليه أن يحترم شؤون الآخرين.

  4. توجيه فضوله نحو التعلم والمعرفة: كما سبق وذكرنا فإن الفضول يعتبر غريزة إلى حد ما في المخلوق البشري هدفها التعلم والمعرفة، وإذا بقيت هذه الغريزة في حدود هدفها الطبيعي وحاولنا تطويرها في نفس المسار، فإنها سوف تحول الطفل من شخص فضولي إلى شخص مفكر يبحث دائماً عن المعرفة وزيادة الخبرات بهدف التعلم.

  5. مساعدته في محاولاته وتجاربه القيمة: بعض تجارب الأطفال وأفكارهم التي يدفعهم لها الفضول العلمي تعتبر قيمة ويمكن تطويرها أو تشجيها لتصبح أمر ذو قيمة، وهذا النوع من الأفكار والتجارب عند أطفالنا لا ضير من تشجيعه ومساعدة الطفل في تحقيقه لتطوير قدراته ومهاراته بدلاً من تحول فضوله لأمور أخرى لا شأن له بها.

  6. إشغال وقت الطفل بأمور مفيدة: فبعض الأطفال يولد الفضول لديهم وينبع من الفراغ الزائد في حياتهم وأوقاتهم، ونحن عندما نشغل فراغ أطفالنا سواء في ممارسة هواياتهم وألعابهم أو تعليمهم أشياء جيدة أخرى، فإننا بذلك نبعدهم عن تعلم هذه العادة السيئة الفضول.

اخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟