علامات فقدان الشغف فالحياة (1)

الشغف هو المحرك الأساسي لنا هو الذي يعطينا الرغبة والقدرة والحماس على مواجهة الحياة والإحساس بمتعتها وتخطي مشاكلها، وهو السر وراء الشعور بالسعادة والسعي لها والحافز وراء العمل والاجتهاد، ولكن ماذا لو وصلنا إلى مرحلة فقدنا فيها هذا الشغف وكيف سيؤثر ذلك على حياتنا ؟

معنى فقدان الشغف

إن الشغف هو الرغبة القوية لعمل شيء تحبه والعزم على تحقيقه فهو الدافع الذي يملئك طاقة وحماس ويدفعك للعمل والإنجاز مع يقين بالنجاح والوصول إلى الهدف، وقد يكون هذا الشغف بهواية معينة كالرسم والعزف أو إحدى الرياضات أو قد يكون بالسفر حول العالم أو التفوق الدراسي، ولكن قد تطرأ على الشخص ظروف صعبة تجعله يفقد هذه الطاقة وهذا الحماس وهو ما يعرف بمرحلة فقدان الشغف.
مرحلة فقدان الشغفهي مرحلة صعبة تشعر بها أنك مرهق ومتعب وبأنك غير قادر على إكمال الطريق والعمل على تحقيق حلمك فتبدأ حالة الفتور والملل وعدم القدرة على إعادة الحماس والاندفاع نحو الهدف وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تشكل مصدر سعادة لك، هذا الإحساس يمر به كل شخص مرة على الأقل في حياته وهي مرحلة صعبة وخطيرة وتفاصيلها كثيرة وتسمى في علم النفس نقصان الدافعية.

ما هي أسباب فقدان الشغف؟

لا يمكن حصر أسباب فقدان الشغف  بعامل أو مسبب محدد وواضح، فهو نتيجة لأسباب متراكمة تتجمع مع الوقت وتجعل الشخص غير مهتم بكل ما يحيط به ولا يوجد لديه أي دافع للاستمرار، فما الذي يحول الشخص من شحنة طاقة وعمل وإنجاز إلى شخص فاقد شغفه وغير قادر على الاستمرار في محاولاته؟

  1. اليأس والإحباط:

    ينتج الإحباط عادة عن تكرار المحاولات الفاشلة والتي تقلل من ثقة الشخص بنفسه وتجعله يشعر بأنه إنسان فاشل لن يحقق شغفه مهما حاول أو قد ينتج عن ارتفاع سقف التوقعات حيث تكون التوقعات غير واقعية ومنطقية مما يسبب الشعور بالإحباط وفقدان الشغف.

  2. الرغبة بالوصول السريع:

    قد يكون الهدف المراد الوصول إليه يحتاج إلى وقت طويل ونتائجه بعيدة، فمثلاً إذا كان شغفك احتراف العزف على آلة موسيقية فذلك يأخذ وقت طويل نسبياً وتمرين متواصل على الآلة مما يجعل بعض الأشخاص يشعرون بالملل سريعاً ويفقدون الرغبة في الاستمرار.

  3. الروتين الممل:

    يعتبر الروتين اليومي أحد الأسباب التي تؤدي إلى قتل الشغف فالقيام بنفس الأعمال يومياً ورؤية نفس الأشخاص يؤدي إلى الشعور بالملل والسأم وفقدان الحماس والدافع.

  4. عدم وجود هدف محدد وواضح:

    قد تكون المشكلة في الهدف نفسه فإذا كان الهدف غير واضح فيؤدي ذلك إلى عدم قدرة الشخص على تتبع انجازاته والتقدم الذي يقوم به مما يصيبه بالإحباط وفقدان الشغف.

  5. فقدان المحفز الرئيسي:

    المحفز هو الشيء الذي يدفعنا للاندفاع لتحقيق شغفنا وبدونه تصبح هذه الأهداف مجرد أحلام نتمنى أن تتحقق، عندما نفقد هذا الحافز نفقد الرغبة والشغف في الاستمرار فمثلاً يتسبب وفاة شخص عزيز في فقدان الشغف، حيث يمكن أن تكون الرغبة في إسعاده هو الحافز للعمل والوصول إلى الأهداف وغياب هذا المحفز الرئيسي يؤدي للشعور بعدم الفائدة من الاستمرار.

  6. المقارنة بشخص آخر:

    من الممكن أن يتسبب مقارنة الشخص نفسه بالآخرين في شعوره بالفشل وبأنهم يصلون إلى تحقيق شغفهم وهو لم يصل بعد مما يقلل من ثقته بنفسه ويشعره بالإحباط، قد تساهم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في الشعور بالإحباط خاصة وأنها تظهر الجانب الإيجابي وغالباً غير الواقعي من حياة بعض الأشخاص مما يسبب الشعور باليأس وفقدان الشغف.

  7. الشعور بالإرهاق:

    قد يتعرض الشخص خلال محاولته الوصول إلى شغفه للعديد من الظروف الصعبة سواء الأسرية أو المهنية أو الدراسية أو الصحية أو العاطفية والتي تستهلك طاقته وترهقه وتقلل من حماسه وتقتل شغفه.

  8. إدراك أن الشيء الذي تسعى إليه لم يعد شغفك:

    قد تصل إلى مرحلة تدرك فيها أنك أخطأت في تحديد شغفك وأنك ترغب في الوصول إلى هدف آخر وهذا الشيء طبيعي فالنفس البشرية متقلبة، ولكن تقع المشكلة عندما تقطع مسافة طويلة في رحلتك الأولى وتفاجئ بأنه ليس هذا ما تبحث عنه الأمر الذي قد يتسبب في انطفاء رغبتك وشغفك في كل شيء.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟